بعد مغادرته غزة: معتز عزايزة يكشف موقفه من المقاومة الفلسطينية

تاريخ النشر: 24 يناير 2024 - 05:42 GMT
معتز عزايزة
معتز عزايزة

بابتسامة حزينة تحمل في طياتها الألم والتفاؤل، كشف المصوّر الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة أمام كاميرا الجزيرة مباشر في قطر الكثير من تفاصيل العدوان الغاشم على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وتحدث في أول لقاء متلفز له منذ خروجه من قطاع غزة عن لحظات اليأس والأمل، وكيف استمد قوته من روح الصمود التي يتميّز به الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة بشكلِ خاص.

وفي بداية اللقاء، تحدث عزايزة عن قرار خروجه قطاع غزة واللحظة التي خلع فيها السترة الواقية من الرصاص الخاصة بالكوادر الصحفية، وذكر بأنه من أصعب القرارات التي اتخذها في حياته، وقال: "خروجي من غزة كان من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي، هذا القرار كان المصيري على الإطلاق، وجاء بعد عملية التوغل والاجتياح بالقرب من منزلي، ناهيك عن نقص الطعام والشراب والانترنت كان يعيق عملي كصحفي ميداني".

وتابع: "بعد 107 من تغطية المجازر رأيت أن وجودي في الخارج سيؤثر بشكل أكبر على مجريات الأحداث، أرى أن تأثيري لم يعد كافيًا على العالم كما في السابق، لذا شعرت بأنه حان الوقت للانتقال لمرحلة الضغط من الخارج إلى جانب الشعوب العربية والأجنبية أمام وجه الاحتلال".

وعن أحوال أهل غزة، قال عزايزة: "حالي هو كحال أهل غزة، مكسورين ومجروحين وتائهين داخل بقعة صغيرة في هذا العالم، الاحتلال الإسرائيلي يحاول تهجيرنا يحتسبوا صبرهم عند الله وصامدين رغم الألم والخوف والرعب”.

وحول المساعدات الإنسانية والإغاثية: "في ظل الحصار، هناك الكثير من المعونات التي يمنع الاحتلال إدخالها بشكل كافي، في السابق كانت 500 شاحنة تدخل ولم تكن كافية، لكن أيام الحرب كان تدخل 100 شاحنة فقط، وربما أقل، ومع نقص في الغذاء وزيادة الطلب تضاعفت الأسعار بدون مصدر دخل".

وتابع قائلًا: “أهل الشمال طحنوا أعلاف الحيوانات لإطعام أطفالهم،  فالاحتلال يمنع دخول أي مساعدات لإجبار الناس على النزوح، لكن الشعب هناك صامد، على الرغم من قدرتهم على النزوح، هناك الآلاف في منازلهم في الشمال دون غذاء ودون مال لا يرودون نكبة جديدة".

أما عن حرب 2023 وحربوها السابقة: "في حرب 2014 فقدت صديقًا واحدًا فقط، أما في هذه الحرب كنت أفقد كل يوم فردًا من عائلتي وأصدقائي وأقربائي ومعارفي وجيراني".

وتابع: “في بداية الحرب استهدف الاحتلال عائلة العزايزة في منطقة دير البلح مما أدى لاستشهاد أكثر من 18 فرد من عائلتي، هنا عرفت بأني مستهدف".

وعن أصعب اللحظات في حرب 2023-2024، قال عزايزة: "كنت أقوم بواجبي في تغطية الأحداث الدموية بكل مصادقية ودون أن أجري أي تعديل، نقلت المشاهدين إلى صورة الأحداث في غزة دون أي تعديل أو تأثير".

وحول أصعب المشاهد التي لن يتمكن من نسيانها، قال عزايزة: "مشهد الجنين الذي خرج من بطن أمه نتيجة القصف كانت الأصعب بالنسبة لي، بالإضافة إلى مشاهد عدة خاصة وأن دوري تجاوز حدود الصحافة إذ كنت أساعد في عمليات الإنقاذ مع صعوبة وصول فرق الإنقاذ بسهولة إلى مكان القصف".

وأردف يقول: "أهل غزة متمسكون بأرضهم، ولن نكرر ما حدث في النكبة، ولن نفرط بالأرض، لم يفرط أحدهم بأرضه، لذا فكل شخص في غزة مهم، فقد واجه أقوى ترسانة حربية في العالم ووقف في وجهها، فكرة الصمود جاءت من النكبة وعاهد الجميع نفسه بأن لا يفرط بأي شبر من أرضه لكنا نحن شعب مستضعف نحاول الصمود والتضحية بأولادنا وأنفسنا وأموالنا في سبيل تحرر البلاد ونعود لبلادنا، وهذا لن يحدث إلا إذا ساعدنا العالم".

معتز عزايزة والمقاومة الفلسطينية

أما عن المقاومة الفلسطينية بعد 109 يوم من الحرب، قال عزايزة: "المقاومة موجودة، كنت أشاهد ذلك بأم عيني، الجميع كان يفرح مع كل رشقة صاروخية نحو الاحتلال، لا أحد فينا يمكن أن يمس مرابطًا بأرضه، كان البعض يضعف أحيانًا لكنهم يستشفوا بعد ساعة من ألمهم ويتذكروا بأنها هذه هي أرض رباط، والله اخترانا لنكون هنا، الله خلقنا لنرابط على أرضنا ليوم الدين".

 أما عن سياسية نتنياهو، قال عزايزة بأن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي يحاول إنقاذ نفسه بإبادة غزة وتدميرها، لكنه يرى بأنه في مراحله الأخيرة، معربًا عن أمله في تحقيق النصر والتحرير.

معتز عزايزة يغادر غزة 

أعلن المصور الصحفي معتز عزايزة الثلاثاء، 23 يناير 2024، مغادرته قطاع غزة بعدما كان شاهدًا على المجازر الدموية والإبادة الجماعي التي نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ونشر معتز الفيديو الأخير له من غزة، قائلًا: "إذا، وهي الكلمة الشهيرة التي رددتها طوال 107 أيام، هذه هي المرة الأخيرة التي سترونني فيها بهذه السترة الثقيلة، والكريهة الرائحة".

وأضاف: "لقد قررت المغادرة (..) لكن إن شاء الله سأعود للبناء، والمساعدة في بناء غزة مجددًا".

وما إن أنهى عزايزة رسالته، حتى أحاط به عدد من زملائه، حيث نزع السترة الشهيرة، وقال عنهم متوجهًا لمتابعيه: "سأشتاق لهؤلاء، لقد أمضيت كل أيامي معهم، حتى إنّ زميلتي هند في إحدى المرات قامت بطردي من المكتب".