أثارت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها رسمًا كاريكاتوريًا بمناسبة ذكرى (الحرب الأهلية اللبنانية) تعمدت فيه تشبه الفلسطينيين بفيروس "كورونا" المُستجد.
وبدأت القصة حين نشرت الصحية بتاريخ 13 أبريل، أي في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية، رسمًا كاريكاتيريًا يُظهِر ملثمًا بكوفيّة فلسطينية حمراء وفوقه إشارة لتاريخ 13 ابريل 1975، وفي الشقّ الآخر من الرّسم يظهر فيروس "كورونا" على هيئة وجه شرير في إشارة إلى تاريخ ذات اليوم من النشر 13 أبريل 2020.
وأشارت الصحيفة الى أن الرسام أنطوان غانم هو من قام برسم الكاريكاتير.
وأعاد عدد من المغردين نشر الكاريكاتور على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم واستيائهم من "نهج" الصحيفة ووصفوه بالعنصري.
#13نيسان_1975 ذكري مؤلمه للشعب الفلسطيني بإرتكاب مجزره #عين_الرمانه وقتل ٢٧ من أصل ٣٠ فلسطيني كانواعائدين من فرح علي يد طائفه حاقده بهدف خلط الأوراق لمخططات معروفه تنشر #صحيفه_الجمهوريه تلك الصوره المقيتة لتجديدالفتن وهي غير مدركه بأن شعبي لبنان وفلسطين تقاسما الألم والأمل معًا pic.twitter.com/CdqEch1RIE
— خالد صيام (@SiamKha) April 14, 2020
كما أثار الرسم أثار غضبًا واسعًا خصوصًا لدى الفلسطينيين، الذين اعتبره بعضهم "هجومًا على الرمزية"، كون "الملثم هو رمز المقاومة"، كما أصدرت حركة "حماس" بيانًا استنكرت فيه الربط بين صورة الفلسطيني في بداية الحرب الأهلية اللبنانية وفيروس "كورونا".
واعتبر المكتب الإعلامي لـ"حماس" في لبنان أن الكاريكاتير "يؤجج المشاعر العنصرية، ويستحضر الحرب الأهلية، متجاوزاً إجماع الفلسطينيين واللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية، على ضرورة تجاوز تلك المرحلة الأليمة".
وجاء في البيان: "إننا في المكتب الإعلامي لحركة حماس نستغرب نشر هذا الكاريكاتير العنصري، في وقت يشهد تنسيقاً لبنانياً فلسطينياً عالي المستوى لدحر فيروس كورونا في لبنان، ومنع انتشاره"، معتبراً أنّ"البعض حاول أن يزيد الفيروس قبحاً وأذى، بأن يجعله قاتلًا للعلاقات اللبنانية الفلسطينية، وهو ما نرفضه كفلسطينيين ولبنانيين".
كما أعادت الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة نشر الكاريكاتير وأرفقته بتعليق: "عندما تنشر صحيفة عربية كاريكاتيرًا مقززًا يُشبه الفلسطينيين بفيروس كورونا فمعنى ذلك أن منسوب العنصرية قد بلغ حدوده القصوى.. جدير بصحيفة الجمهورية اللبنانية أن تقدم اعتذارًا على الكاريكاتير المنشور على موقعها.. علمًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يسيء فيها رسام الكاريكاتير أنطوان غانم للاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان فقد أثار العام الماضي ضجة كبيرة بعد نشره رسما كاريكاتوريا عنصريا ضد اللاجئين السوريين".
من جانبه وصف الكاتب والسياسي اللبناني غسان جواد الكاريكاتور بـ "قمة العنصرية"، مشيرًا إلى أن "الفلسطينيين اعترفوا بدورهم في الحرب واعتذروا عنه أكثر من مرة".
هذا الكاريكاتور في "الجمهورية" قمة العنصرية وقلة الأخلاق والسقوط..
— Ghassan Jawad (@GhassanJawad1) April 14, 2020
الفلسطيني اعترف بدوره في الحرب واعتذر عنه أكثر من مرة..
مخيلة بعض اللبنانيين مريضة بالوهم و الإسقاطات الحقيرة..تبا لكم pic.twitter.com/I7CDVxGEbH
كما هاجم الإعلامي محمد ابوعبيد الصحيفة اللبنانية بشدة وكتب: "بينما يتحد العالم لمواجهة جائحة #كورونا تبث #صحيفة_الجمهورية اللبنانية سموم العنصرية والكراهية بنشرها كاريكاتير دنيئًا تشبّه فيه {الفلسطيني} بفيروس كورونا".
انا مش عارف لسا قبل شهر في فلسطينيه اتبرعت ل لبنان ب مليون دولار عالهواء لمساعدتهم في ملف الكورونا .
— Mohammad Alqadi ? (@ALQadiPAL) April 14, 2020
متى رح يوقفو عنصريه ضد اللاجئين؟
صحيفه الجمهوريه لا تعبر عن الكل اللبناني.
وهذا التصرف القذر يجب محاسبه الفاعل مهما كان . ولكم عيب بكفي عنصريه #لبنان #صحيفه_الجمهوريه #فلسطين pic.twitter.com/XdnWl7Ptp7
نشرت صحيفة الجمهورية اللبنانية توضيحًا جاء فيه:
توضيح من صحيفة الجمهورية اللبنانية بعد نشر كاريكاتير مسيئ وعنصري بامتياز يوم أمس بتشبيه فايروس كورونا بالفلسطيني وأنه هو سبب الحرب الأهلية عام ١٩٧٥ ،الذي آثار غضب الشارع الفلسطيني واللبناني والقوى الفلسطينية وأحزاب لبنانية وهيئات ونقابات. pic.twitter.com/f6X9OTUtLP
— د.محمدأبوسمره (@5zY373GolE1oZ66) April 15, 2020
تناقل ناشطون لبنانيون وفلسطينيون، رسماً كاريكاتوريًا للفنان الفلسطيني علاء اللقطة، رد فيه على الكاريكاتير العنصري الذي نشرته صحيفة "الجمهورية" اللبنانية في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية.
وأشار معلقون في "فايسبوك" و"تويتر" إلى أن الرد بطريقة اللقطة، عبر الفن نفسه، هو الطريقة الأفضل لمكافحة العنصرية.
لمزيد من اختيار المحرر:
بعد ارتفاع إصابات كورونا في لبنان إلى 206.. عائلات تكبّر وتهلّل من شرفات المنازل تضرعًا