البوابة - أظهرت لقطات نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحظة اهتزاز صومعة مسجد الكتبية التاريخي في مدينة مراكش بعد زلزال مميت الذي ضرب وسط المغرب في وقت متأخر من ليلة الجمعة، وخلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وأظهرت اللقطات المتداولة هيكل الصومعة التاريخي وهو يهتز يمينًا ويسارًا فيما تصاعد الغبار منها على إثر الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر.
وبحسب تقارير محلية، فقد تعرضت صومعة جامع الكتبية، التي يزيد عمرها عن 830 عامًا، لأضرارٍ عدة وانهيار جزء منها.
ولم تكشف هذه التقارير تفاصيل حجم الضرر الذي تعرضت له الصومعة والتي يزيد ارتفاعها عن 69 مترًا (226 قدمًا) وتعرف باسم "سقف مراكش".
وأشارت هذه التقارير إلى أن الصومعة بُنيت من الأحجار الصغيرة مع الآجر في أجزائها العلوية لتخفيف الثقل.
كما قام السكان المحليين بنشر مقاطع فيديو تصور الأجزاء المتضررة من الجدران الحمراء الشهيرة التي تحيط بمدينة مراكش القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
صومعة جامع الكتيبة

تُعد صومعة جامع الكتبية أحد أهم أركان جامع الكتيبة والتي شيّدت بأمر من الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي الكومي (1163-1130) وأنهاها بعده ابنه المنصور (1184-1199).
تصميم صومعة جامع الكتيبة
تأخذ الصومعة شكل المربع، يعلوه منوّر متوّج بقبة مُضلعة يعلوها شرافات.
أما نواة الصومعة تتكون من ستة غرف متطابقة الواحدة فوق الأخرى، محاطة بممر مائل ومستقيم ومغطى بقباب نصف أسطوانية تنطلق منها، على مستوى الزوايا، بعض القباب ذات الحافة الحادة.
المسجد جامع الكتيبة

بني جامع الكتبية الأول في عهد الخليفة عبد المومن بن علي الكومي سنة 1147م.
أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم البناية الأولى، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس.
ويشكّل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميمًا وفيًا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي.