سيطرت رواية ميرا على أحاديث الشارع الأردني خلال اليومين الماضيين لما تضمنته من محتوى إباحي صريح وعبارات خادشة للحياء العام، ,والتي تم العثور عليها في أحد معارض الكتاب في محافظة جرش شمالي العاصمة الأردنية عمان.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، عبّر روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم واستيائهم من تواجد هذه الرواية في مهرجان القراءة للجميع ضمن مشروع مكتبة الأسرة في محافظة عج التابع لوزارة الثقافة الأردنية والتي من مسؤولياتها مراقبة محتوى الكتب والروايات الموجودة في الأسواق الأردنية.

رواية ميرا للكاتب قاسم توفيق
رواية ميرا
وعبر وسم "#رواية_ميرا"، تناقل المغردون الأردنيون صورًا تم التقاطها لصفحات الرواية والتي تضمنت إيحاءات جنسية صريحة ووصفًا جنسيًا دقيقًا لمراهق أعجب بجارته اليوغسلافية.
وذكر أحد المغردين إلى أن رواية ميرا للكاتب "قاسم توفيق" متواجدة في الأسواق الأردنية منذ ثلاث سنوات بعد موافقة الجهات الرسمية عليها.
وطالب المغردون سحب الرواية من الأسواق الأردنية ومحاسبة المسؤولين في وزارة الثقافة الأردنية لتقاعسهم عن القيام بدورهم الرقابي على المحتوى الأدبي المعروض في المكتبات الأردنية.
وتساءل أحد المعلقين عن تواجد هذه الأسواق في المعارض والمكتبات الأردنية بدون رقابة خاصة أنها ضمن محتويات مكتبة الأسرة التي أطلقتها وزارة الثقافة الأردنية في 2017 بهدف تعميم الثّقافة الوطنية القائمة على نشر الوعي الثّقافيّ، وتنمية الفكر النّاقد، وإيجاد التّناغم الحّسيّ بين الفكر والوجدان الإنسانيّ.


برلمانيون أردنيون يتدخلون

ينال فريحات (يمين) - عماد العدوان (يسار)
طالب عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني محاسبة وزيرة الثقافة الأردنية للسماح بتواجد هذه الرواية في الأسواق الأردنية منذ سنوات نظرًا لما تضمنته من مصطلحات خادشة للحياء العام وتدعو للإباحية في الألفاظ وذلك ضمن مهرجان القراءة للجميع.
وفي الوقت الذي طالب فيه النائب عماد العدوان وزيرة الثقافة تقديم الاعتذار للشعب الأردني، وصف النائب ينال فريحات محتوى رواية ميرا بـ"الهابط" و"البذيء" وبأنه بعيد كل البعد عن القيم الإسلامية وأخلاق الشعب الأردني بكافة أطيافه.
رد وزارة الثقافة الأردنية
بعد الضجّة الكبيرة التي أثارتها رواية ميرا في الشارع الأردني، أصدرت وزارة الثقافة الأردنية بيانًا رسميًا أعلنت فيه "سحب" الرواية من كافة "معارض القراءة للجميع" في مختلف مركز التوزيع في الأردن.
وذكر بيان الوزارة أن قرار سحب رواية ميرا من الأسواق الأردنية نظرًا لما تضمنته من محتوى لا يتوافق مع قيم وتقاليد الأسرية الأردنية.
من جهته قال الأمين العام لوزارة الثقافة الأردنية بالوكالة ومدير برنامج مكتبة الأسرة الدكتور أحمد راشد، أن الوزارة قررت سحب رواية ميرا من الأسواق الأردنية بعد ملاحظات وردت من بعض زوّار مراكز البيع عن وجود محتوى إباحي جريء في الرواية المذكورة.
وقال راشد أن وزارة الثقافة الأردنية لا تمارس دور الوصاية على القارئ الأردني لكنها تحرص على مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي في الأردن، مؤكدًا أن الوزارة بصدد إعادة تقييم رواية ميرا للوقوف على المسوغات النقدية التي وجهت لها.
رواية ميرا
تجري أحداث رواية ميرا للكاتب توفيق قاسم في تسعينيات القرن الماضي بين العاصمة الأردنية عمان ومدينة "نوفي ساد" اليوغسلافية حين سافر الشاب الأردني المسلم رعد إلى يوغسلافيا من أجل الدراسة ليتعرف هناك على الممرضة المسيحية ميرا.
عاش رعد وميرا علاقة حب قوية قبل أن يتزوجا وينجبا شادي ورجاء، ويعيشا بسعادة إلى أن تندلع الحرب الأهلية في حزيران 1992 ليدخل رعد في حالة اكتئاب وعزلة عن جميع من حوله فيما يقرر ابنه شادي الالتحاق بالجيش والقتال ضد أهل ملة والده.
ويقرر رعد بكل أنانية ترك يوغسلافية والعودة إلى عمان منتزعًا ميرا من أحضان وطن عشقته، لكنها سرعان ما تندمج في المجتمع الأردني وباتت تعرف بـ"الممرضة المسيحية الطيبة" فيما أصبح رعد مهندسًا في شركة مقاولات على شواطئ البحر الميت.