أثار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ضجة واسعة في العالم بعد إعلانه عن رغبته بشراء الجزيرة الأكبر في العالم، غرينلاند، والمملوكة للدنمارك.
وتسائل نشطاء وخبراء وسياسيون عن سر اهتمام الرئيس الأمريكي بشراء الجزيرة والسبب الذي يجعل "ترامب" كصرًا على شراء هذه الجزيرة تحديدًا في الوقت الذي سخر دنماركيون من الفكرة ورفضوها جملة وتفصيلًا.
ورجح بعض الخبراء الى أن اهتمام الرئيس الأمريكي بالجزيرة ينطلق من موقعها، فهي ذاتية الحكم، بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وتكتسب اهتمام القوى العالمية، ولطالما اعتبرتها أمريكا، موقعًا استراتيجيًا للأغراض العسكرية، حيث تبعد بأقل من 1600 كيلومتر عن القطب الشمالي.
كما يضم الساحل الشمالي الغربي للجزيرة قاعدة "ثول" الجوية الأمريكية، التي توفر إمكانية إطلاق تحذيرات للصواريخ ومراقبة الفضاء.
ومع ارتفاع درجات الحرارة التي تواجهها الجزيرة وانصهار الجليد بمعدلات مرتفعة يتوقع الخبراء أن تصبح الكميات الهائلة من المعادن وموارد الطاقة، المتواجدة في غرينلاند، سهلة الوصول، حيث تشمل خام الحديد والرصاص والزنك والماس والذهب والنحاس واليورانيوم والنفط.
ويعتزم "ترامب" زيارة الدنمارك في سبتمبر/ أيلول المقبل وسط تقارير عن أنه طلب من مستشاريه البحث في فكرة شراء غرينلاند التي توجد بها بالفعل قاعدة جوية أمريكية.
أما بالنسبة للسبب الذي سيجعل الدنمارك ترفض عملية البيع، يعود إلى رغبة سلطات البلاد في استغلال هذه الموارد مستقبلًا، على اعتبار أن الدولة ما تزال تدعم غرينلاند اقتصاديًا.
وقالت حكومة جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك إنها ترحب بالاستثمارات الخارجية إلا أنها ليست للبيع.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الدنماركي السابق "لارس راسموسين" إن حديث "ترامب" ليس سوى مزحة شبيهة بكذبة الأول من أبريل/نيسان.
وتاريخيًا أقدمت الولايات المتحدة عدة مرات على شراء أراضي من دول أخرى، ففي عام 1803 اشترت لويزيانا ومساحتها نحو 2 مليون كيلومتر مربع من فرنسا مقابل 15 مليون دولار. وفي عام 1867 اشترت ألاسكا من روسيا مقابل 7.2 مليون دولار، وفي عام 1917 اشترت جزر الإنديز الغربية الدنماركية من الدنمارك وأطلقت عليها جزر فيرجين "العذراء" الأمريكية.
في الوقت الذي بدأ خبراء بكشف الأسباب التي تدفع "ترامب" لشراء الجزيرة، سخر روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من هذا القرار، إذ طلب أحد المغردين ساخرًا من الرئيس الأمريكي بتحديد جزيرة "غرينلاند" على الخارطة قبل عرض شرائها في إشارة منه الى شُح المعلومات الجغرافية التي يمتلكها الرئيس الأمريكي.
يبلغ عدد سكان الجزيرة 57 ألف نسمة فقط، والمسيحية هي ديانتهم الرئيسية، وهم يتحدثون الدنماركية والغرينلاندية، ويعانون من مشاكل اجتماعية من بينها إدمان الكحول بسبب طول فترة الشتاء القاسي.
تتمتع الجزيرة بنهار دائم لشهرين في العام، ويغطي الجليد نحو 80 في المئة من مساحتها.
وملكة الدنمارك مارغريت الثانية هي رأس الدولة بينما رئيس الحكومة المحلية هو "كيم كيلسين" الذي يتولى المنصب منذ عام 2014، وهو ضابط شرطة سابق.
لمزيد من اختيار المحرر:
في تحدٍ واضح وجريء.. بالونة "بيبي ترامب" تزين سماء لوس أنجلوس