نزهة بلقشلة، عضو الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، قالت إن “اعتبار لباس المرأة سببا في تعرضها للتحرش هو خبل ذكوري لا يريد أن ينتهي ويصرّ على تحميل النساء المسؤولية في ما يتعرضن له، مع أن الأصل في المجتمع المغربي هو الاحترام وقبول الآخر”، ولا أدلّ على ذلك، وفق المتحدثة، أنها، وجيلها، قضت “مرحلة طفولة مزدهرة كان عنوانها الاحترام المتبادل”.
ووضّحت بلقشلة، ضمن حديثه لهسبريس، أن “النساء قبل المد الوهابي الإسلاموي كنّ يكشفن عن شعورهن بحرية، والفتيات يذهبن إلى المدرسة بتنورات قصيرة، وكان المجتمع يتقبل ذلك ويتعايش معه، لكننا نبدو من خلال ظهور نقاشات خاطئة عن حرية المرأة وكأننا تخلينا عن أنفسنا وأصبحنا مستلبين من طرف تيارات دخيلة”.
وأضافت الحقوقية سالفة الذكر أن “المرأة لها الحرية في أن ترتدي الثياب التي تعجبها وتتماشى مع ذوقها، ولا يحقّ التطاول عليها”، منتقدة بحدة ما أسمته “التحليلات السطحية” التي تقول إن بعض المناطق الشعبية تعدّ بالغة الخطورة على المرأة التي ترتدي لباسا معينا، معتبرة أن “الدولة بوسعها توفير الحماية لجميع المواطنات والمواطنين في كل النقاط كيفما كان نوعها”، وأن “التشدد في تطبيق القانون في قضايا التحرش، سيكون رادعاً”.
وبالنسبة للمتحدثة عينها، فإن “التربية تلعب دورا أساسيا في التفكير في جسد المرأة”، موردة أن “التنشئة المجتمعية هي التي تتورط بوعي وبدون وعي في تكريس صور نمطية تدعي ممارسة الوصاية على المرأة وعلى ما تختاره كشكل لثيابها التي تظهر بها في الفضاء العمومي، الذي يعدّ ملكا مشتركا يتطلب الحياد الكامل تجاه جميع المواطنين رجالاً ونساء”.
