النيران تشتعل في أكبر مكب نفايات بالهند.. الأدخنة تحول النهار إلى ليل

تاريخ النشر: 23 أبريل 2024 - 08:26 GMT
النيران تشتعل في أكبر مكب نفايات بالهند
النيران تشتعل في أكبر مكب نفايات بالهند

اشتعلت النيران في أحد أكبر تلال القمامة في الهند، واستمرت بالاشتعال لأكثر من 24 ساعة، مما أدى إلى تصاعد أبخرة سامة في هواء منطقة مكتظة بالسكان على مشارف العاصمة نيودلهي.

ووفقًا لوسائل إعلام محلية، فقد اشتعلت النيران بـ"مكب غازيبور"، الذي يتسع لأكثر من 40 ملعب كرة قدم ويصل ارتفاع النفايات فيه إلى 65 مترًا، مساء الأحد وسط ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة.

وقال مسؤولون محليون إن الحريق كان لا يزال مشتعلًا يوم الاثنين، فيما حاول ما لا يقل عن ستة فرق إطفاء في الموقع إخماده.

وأظهرت الصور واللقطات المتداولة في منصات التواصل الاجتماعي أعمدة الدخان وهي تتصاعد من مكب النفايات الملتهب، حتى غطت سماء المدينة وتحوّل نهارها إلى ليل، فيما شكا السكان من مشاكل في التنفس.

وقال رام كومار، أحد سكان قرية غارولي القريبة، لإحدى القنوات الإخبارية: "نحن غير قادرين على إبقاء أعيننا مفتوحة بسبب التهيج ونواجه صعوبة في التنفس".

يقول هارجيت سينغ، مدير المشاركة العالمية لمعاهدة منع انتشار الوقود الأحفوري والناشط المناخي، الذي يعيش بالقرب من مكب النفايات، إن الحرائق المتكررة في الموقع هي دليل على أن "مدننا تنهار تحت وطأة نفاياتها".

وقال لصحيفة "إندبندنت" إن "الحريق الأخير في مكب غازيبور للنفايات في دلهي هو شهادة صارخة على الكيفية التي سار بها نموذجنا التنموي على نحو خاطئ بشكل كارثي".

وتابع: "هذا "الجبل" السام، الذي بُني على مدى عقود من النفايات الحضرية غير الخاضعة للرقابة، لا يخنق سمائنا فحسب، بل ينبعث منه أيضًا غاز الميثان - وهو مسرّع قوي لتغير المناخ - في غلافنا الجوي."

يذكر أن الهند اعتادت على هذا المشهد، خاصة وأن مدافن النفايات الغنية بغاز الميثان تكون قابلة للاشتعال بشكل سريع، في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي.

ففي 2022، اشتعلت النيران في مكب النفايات آخر ، سبقها في عام 2018 حتى انهار جزء من التل، مما أسفر عن مقتل شخصين.

وقال الخبراء إن استنشاق الدخان السام من مكب النفايات يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة.

وقال الدكتور شيفاكومار ك، استشاري أمراض الرئة في عيادة بيردز: "إن استنشاق الدخان الناتج عن حرائق مدافن النفايات يمكن أن يسبب تهيجًا فوريًا للجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى أعراض مثل السعال والصفير وصعوبة التنفس".

يذكر أن مكب غازيبور افتتح في عام 1894 ووصل إلى طاقته الاستيعابية في عام 2002. لكنه لا يزال ينمو، حيث يتم التخلص من ما يقرب من 2000 طن من القمامة يوميا، ومن المتوقع أن يصبح أطول من تاج محل قريبًا.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن