المركز: أداء إيجابي للأسواق الخليجية والعالمية على الرغم من رفع سعر الفائدة

أوضح المركز المالي الكويتي "المركز" في تقريره الشهري عن أداء أسواق الأسهم الخليجية لشهر يوليو 2023 أن السوق الكويتي شهد انتعاشاً خلال الشهر، بارتفاع نسبته 3.2%. ومن بين القطاعات في بورصة الكويت، كان مؤشر قطاع السلع الكمالية الرابح الأكبر خلال الشهر بارتفاع نسبته 10.3%، بينما تراجع قطاع التكنولوجيا بنسبة 14.6% خلال الشهر. ومن بين شركات السوق الأول، حقق سهم مجموعة أرزان المالية وسهم الاستثمارات الوطنية أكبر مكاسب خلال الشهر بنسبة 32.7% و18.6% على التوالي. وتراجع سهم المتكاملة القابضة وسهم ألافكو بنسبة 7.5% و5.6% على التوالي خلال الشهر.
وتناول تقرير "المركز" رفع بنك الكويت المركزي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 4.0% إلى 4.25% في يوليو، ليواكب سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وتسارع تضخم مؤشر أسعار المستهلكين في الكويت إلى 3.83% على أساس سنوي في يونيو، وهو أعلى من أرقام مايو عند 3.69% على أساس سنوي، بسبب ارتفاع أسعار الأغذية والملابس والتعليم. وارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة 6.25% على أساس سنوي، بينما ارتفعت أسعار الملابس بنسبة 6.76% على أساس سنوي خلال الشهر. وسجلت الكويت فائضاً في موازنة 2022/2023 قدره 6.4 مليار دينار كويتي (20.86 مليار دولار) مدعوماً بعائدات نفطية مرتفعة. وارتفعت الإيرادات بنسبة 54.7% مقارنة بالعام السابق، بينما انخفضت النفقات بنسبة 2.6%.
وعلى صعيد المنطقة، كان أداء الأسواق الخليجية خلال الشهر إيجابياً، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز المركب لدول مجلس التعاون الخليجي (S&P GCC Composite) بنسبة 3.3%. وسجلت مؤشرات سوق قطر وسوق دبي أكبر ارتفاع بنسبة 8.8% و7% على التوالي. وجاء أداء السوق القطري مدفوعاً بقوة نتائج الشركات القيادية التي أعلنتها عن الربع الثاني من 2023. واستمر سوق دبي في الأداء الإيجابي للشهر الثاني توالياً بعد التفاؤل بنتائج أعمال الشركات القيادية للسوق. وحقق سوق أبوظبي وسوق السعودية مكاسب 2.5% و2% على التوالي خلال الشهر بفضل أسعار النفط. وارتفع سهم مصرف قطر الإسلامي بنسبة 19.4% خلال الشهر بعد إعلان أرباحه، حيث حقق المصرف صافي ربح قدره 1955 مليون ريال قطري في النصف الأول من 2023، مسجلاً نمواً بنسبة 7.7% مقارنة بنفس الفترة من عام 2022.
كما نوّه "المركز" إلى رفع البنوك المركزية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس تماشياً مع تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ومن المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى 3.9% في عام 2023 من 7.9% في عام 2022، ويرجع ذلك إلى انخفاض إنتاج النفط والنمو المعتدل في القطاع غير النفطي، وفقاً لبيانات مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي. ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي النفطي وغير النفطي بنسبة 3% و4.2% على التوالي خلال عام 2023. وتباطأ مؤشر أسعار المستهلك في دبي إلى 2.05% على أساس سنوي في يونيو بعد تسارعه عند 3.05% على أساس سنوي خلال مايو بسبب مكونات المواد الغذائية والمشروبات والنقل. ووفقاً لتقرير ستاندرد أند بورز العالمية (S&P Global)، فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات في الإمارات إلى 56.9 في يونيو من 55.5 في مايو، بما يعكس تحسناً كبيراً في أجواء الأعمال والطلب الاستهلاكي القوي. وعدّل صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية في عام 2023 من 3.1% إلى 1.9% على خلفية خفض إنتاج النفط. وتسارع مؤشر أسعار المستهلك السعودي بنسبة 2.7% على أساس سنوي في يونيو مقارنة مع 2.8% على أساس سنوي في الشهر السابق. ووفقاً لتوقعات ميد (MEED)، فسوف ترتفع نسبة إرساء المشاريع الخليجية بنسبة 86% خلال الربع الثاني من عام 2023، لتصل إلى 49.7 مليار دولار مقارنة بـ 26.7 مليار دولار خلال الربع الثاني من عام 2022. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.6% في عام 2023 بعد أن سجل 5.4% في عام 2022.
وجاء أداء الأسواق المتقدمة إيجابياً في يوليو، حيث ارتفع مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنتلجنس العالمي (MSCI World) ومؤشر ستاندرد أند بورز 500 (S&P 500) بنسبة 3.3% و3.1% على التوالي. وارتفعت مكاسب الأسواق العالمية على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث عزز اعتدال التضخم في الولايات المتحدة ومتغيرات سوق العمل ثقة المستثمرين في قدرة الاقتصاد على تجنب الركود. وبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة 3% على أساس سنوي في يونيو، متراجعاً بشكل كبير عن نسبة الشهر السابق البالغة 4%. وارتفع مؤشر ثقة المستهلك فوق التوقعات إلى 72.6، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من عامين. ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهر يوليو، ليحدد سعر الفائدة القياسي في نطاق 5.25 و5.5%. واستقر مؤشر مديري المشتريات المركب في منطقة اليورو عند 48.9 في يوليو، مما يشير إلى الانكماش، انخفاضاً من 49.9 المسجل في يونيو. وفي شهر يوليو، رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي للمرة التاسعة على التوالي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2001. ولم يصدر البنك أي توجيهات مستقبلية بشأن التحركات المقبلة ولكنه أشار إلى احتمال توقف عن رفع أسعار الفائدة في سبتمبر. وتراجع التضخم في المملكة المتحدة إلى 7.9% على أساس سنوي في يونيو، وهو أقل بكثير من التوقعات عند 8.2% من استطلاع أجراه خبراء اقتصاديون في رويترز. وثبت التضخم الأساسي عند 6.9% على أساس سنوي، على الرغم من انخفاضه من أعلى مستوى له في 31 عاماً عند 7.1% في مايو. ويتوقع اقتصاديون أن يقوم بنك إنجلترا برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل المقرر عقده في أغسطس. وارتفع مؤشر مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنتلجنس للأسواق الناشئة (MSCI EM) بنسبة 5.8% خلال الشهر.
وتناول تقرير "المركز" الشهري سوق النفط، الذي شهد ارتفاعاً حاداً خلال الشهر واستقر عند 85.6 دولاراً للبرميل، مسجلاً مكاسب شهرية بلغت 14.2%. وتلقت أسعار النفط الدعم من تراجع المعروض من النفط، وتزايد التوتر الجيوسياسي بين روسيا وأوكرانيا وتوقع زيادة الطلب من الصين. وطغت مخاوف العرض على مخاوف أن تؤدي زيادة أسعار الفائدة إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط. ومددت المملكة العربية السعودية خفض إنتاجها النفطي في يوليو بواقع مليون برميل يومياً حتى أغسطس، مما يشير إلى أن الخفض قد يمتد إلى ما بعد ذلك الشهر. وأعلنت روسيا أنها ستخفض إنتاجها النفطي بواقع 500 ألف برميل يومياً لشهر أغسطس. ومن المتوقع أن تبقي تخفيضات الإنتاج حجم ما تطرحه أوبك+ في الأسواق بمقدار 5.16 مليون برميل يومياً في أغسطس. وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2.3% في يوليو إلى 1964.2 دولار للأوقية، على الرغم من رفع سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
واستمر أداء أسواق الأسهم العالمية إيجابياً في يوليو على الرغم من وصول سعر الفائدة لدى الفيدرالي الأمريكي إلى أعلى مستوى له في 22 عاماً، حيث تحدد رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع يوليو. وقد أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أن قراراته تعتمد على البيانات وعلى أساس مدخلات كل اجتماع على حدة. ومع حلول الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، ستوفر بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو مؤشراً لما يمكن توقعه في الاجتماع المقبل وربما تحدد أداء الأسواق في الشهرين المقبلين. ومن المتوقع أن يدعم خفض إنتاج النفط من السعودية وروسيا والذي يدخل حيز التنفيذ في أغسطس مستوى أسعار النفط. وبالنظر إلى الأجواء الاقتصادية الحالية والزخم الإيجابي الذي أحدثته نتائج أعمال الشركات الخليجية، فمن المتوقع أن يستمر تفاؤل المستثمرين الحذر برغم أسعار الفائدة المرتفعة.
خلفية عامة
المركز المالي الكويتي "المركز"
تأسس المركز المالي الكويتي (ش.م.ك.ع.) "المركز" في العام 1974 ليصبح أحد المؤسسات المالية الرائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالي إدارة الأصول والخدمات المصرفية الاستثمارية. ويدير "المركز" الآن أصولاً مجموعها 1.03 مليار دينار كويتي كما في 30 سبتمبر 2020 (3.33 مليار دولار أمريكي). وقد تم إدراج "المركز" في بورصة الكويت في العام 1997.