كانت هناك علاقة حميمة تجمع ما بين الزعيم الليبى السابق معمر القذافى وبين موسكو ويعتبر من الحلفاء المقربين لروسيا، فهل سيترتب على ذلك أثار عكسية على الإستثمارات الروسية التى تقدر بحوالى 10 مليار دولار أمريكى بليبيا وذلك عن طريق عدم الإعتراف بالعقود التى عقدت فى عهد القذافى.
توجد هناك حالة اضطراب لما ستسفر عنه الأيام القادمة بمستقبل الإستثمار الروسى بالبلاد، والى أى حد سوف تكون الخسائر الروسية هناك، وفى خطوة يراها مراقبون مؤشراً على الصعوبات التي فى انتظار شركات الطاقة الروسية في ليبيا فقد استدعت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مؤخراً شركة غازبروم الروسية إلى اجتماع في طرابلس لبحث ما تصفه المؤسسة بمخالفة للالتزامات الاستثمارية التى كان متفق عليها سابقاً.
وهذه تعد من أولى الخطوات التى يبرز من خلالها نية الحكام الجدد لليبيا مستعدون لاعادة التفاوض بشأن العقود المبرمة في عهد معمر القذافي، وتوجه الشركة الليبية لنظيرتها الروسية "غازبروم" باتهام على انها تقاعست عن دفع تكلفة تعليم طلاب، وينوه خبراء نفطيين إلى أنه رغم بساطة الموضوع فإنه ينذر بصعوبات تنتظر شركات الطاقة العالمية وبالأخص الشركات الروسية منها.
وتوجد علاقات روسية ليبية منذ فترة ونذكر ان علاقة السكك الحديدية الروسية الليبية بدأت فى منذ عام 2006 – 2007 عندما وقعت اتفاقيات تمهيدية حول مشاركة الشركة في تحديث بنية السكك الحديدية الليبية التحتية، وقام رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين بتوقيع عقد "سكك حديدية" بقيمة 2.2 مليار يورو " حوالى 3 مليار دولار أمريكى"، وفي نهاية عام 2008 وردت الى حساب السكك الحددية الروسية اولى السلف بمبلغ يزيد على 360 مليون يورو " 488.74 مليون دولار أمريكى".
حيث قامت روسيا بإمضاء عقود ضخمة جداً فى مقابل شطب الديون المستحقة على ليبيا، وتعتبر شركة البترول "تات نفط" أول شركة روسية دخلت سوق النفط في ليبيا لتشارك في تطوير صناعة النفط، وذلك بعد أن فازت بمناقصة لتطوير أحد الحقول في منطقة غدامس فى عام 2005.
ومن الجدير بالذكر أن ذلك العقد يمتد لــ 300 عاماً تعمل من خلالها بالاستكشاف الجيولوجي والتنقيب وتقاسم الإنتاج، وبعدها جاءت شركة غازبروم، وبعد تبادل الأسهم مع شركة BASF في العام 2007 عملت على أن شركة غازبروم أصبحت مالكة لـ49% من الامتيازات النفطية الليبية إس 96 وإس 97، العائدتين إلى شركة Wintershall AG.
ومن الجهة الأخرى توجد مؤشرات تطمئن الجانب الروسى باستمرار استثماراته بليبيا عندما ارسل عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية الليبية قائلاً: " حكومته تعترف بكل العقود والتعهدات السياسية الدولية السابقة المبرمة مع روسيا وغيرها من الدول الأخرى.
المصدر: موقع "نقودي.كوم"