البوابة - حطم الإغلاق الحكومي في أمريكا الرقم القياسي، كأطول تعطل للموازنة في تاريخ البلاد، الذي يلقي بظلاله على ملايين الأميركيين.
بدأ الإغلاق الحكومي من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما فشل الجمهوريون والديمقراطيون في الاتفاق على خطة إنفاق مؤقتة تحافظ على التمويل الحكومي.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، في مؤتمر صحفي في مبنى الكابيتول أمس الثلاثاء، "سأكون صريحا معكم، أعتقد أن أحدا منا لم يكن يتوقع أن يستمر (الإغلاق) كل هذه المدة".
فوز الديمقراطيين
تزامن الإغلاق الحكومي في يومه الـ36 مع الإعلان عن نتائج انتخابات الرئاسية للولايات وفوز الديمقراطيين، إذ انتُخبت الديمقراطيتان أبيغيل سبانبيرغر حاكمة لولاية فرجينيا ومايكي شيريل حاكمة لنيوجيرسي، بينما انتُخب الديمقراطي التقدمي المسلم زهران ممداني رئيسا لبلدية نيويورك.
إلقاء اللوم
وقال الرئيس الجمهوري -في منشور على منصته تروث سوشيال- إنّ "عدم وجود (اسم) ترامب على بطاقات الاقتراع، والإغلاق الحكومي، هما السببان وراء خسارة الجمهوريين الانتخابات هذه الليلة، وفقا لمعاهد استطلاع الرأي"
على الجهة المقابلة، قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز -في منشور على منصة إكس– إنّ "الديمقراطيين هزموا دونالد ترامب والجمهوريين المتطرّفين في جميع أنحاء البلاد".
تجميد مساعدة 42 مليون أميركي
أصبح الأمريكيون يشعرون بتبعات الشلل الحكومي وخاصة مع توقف مئات الآلاف من الموظفين الفدراليين عن عملهم بسبب تأجيل صرف أجورهم، في حين يواصل مئات الآلاف عملهم دون أجور حتى انتهاء الأزمة.
وفيما يخص المعونات الاجتماعية، تعهد الرئيس الأميركي مؤخرا، بتجميد توزيع المساعدات الغذائية، نظرا لنفاذ الأموال المخصصة لها، والتي يستفيد منها 42 مليون أميركي.
وقال ترامب إنّها ستُمنح "فقط عندما يفتح الديمقراطيون اليساريون المتطرفون الحكومة، وهو ما يمكنهم فعله بسهولة، وليس قبل ذلك!".
لكن القضاء الفدرالي أمر الإدارة بالإبقاء على هذه المساعدات، وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الحكومة ستمتثل لقرارات القضاء.
وأضافت ليفيت: "على المستفيدين من برنامج سناب (برنامج المساعدات الغذائية التكميلية) أن يدركوا أن تَسَلُّم هذه الأموال سيستغرق وقتا، لأن الديمقراطيين وضعوا الإدارة في موقف غير مقبول".
اقرأ أيضا: إسرائيل تحول الحدود مع مصر لمنطقة مغلقة
حركة الطيران
كذلك تشهد المطارات حالة من الجمود، حيث يؤدي النقص في مراقبي الحركة الجوية إلى تأخير الرحلات الجوية وإلغائها.
وقال وزير النقل الأميركي شون دافي في مؤتمر صحفي عقده في فيلادلفيا: "إذا مددتم (الأزمة) أسبوعا من اليوم، أيها الديمقراطيون، فسترون فوضى عارمة… وتأخيرات كثيرة في الرحلات الجوية".
أزمة التأمينات
أثارت أزمة التأمين الصحي للأسر ذات دخل منخفض حالة عدم الاتفاق بين الحزبين، إذ يقترح الديمقراطيون زيادة الموازنة الحالية، في حين يصر الجمهوريون إبقاء الموازنة الحالية وفق مستويات الإنفاق ذاتها.
ويرى الديمقراطيون أن ملايين الأميركيين الذين سيشهدون ارتفاعا هائلا في أقساط التأمين الصحي السنة المقبلة سيضغطون على الجمهوريين للسعي إلى التوصل لحل وسط.
وفي ظل القواعد المعمول بها في مجلس الشيوخ، فإن إقرار الموازنة يتطلّب الحصول على عدة أصوات ديمقراطية، وإن كان الجمهوريون يتمتّعون بالأغلبية.
لكن ترامب يرفض أي مفاوضات مع الديمقراطيين بشأن برنامج الرعاية الصحية، قبل "إعادة فتح" الحكومة الفدرالية.
وظهر الثلاثاء، رفض مجلس الشيوخ للمرة الـ14 الاقتراح الجمهوري بشأن الموازنة، وكما جرت العادة منذ التصويت الأول، لم يصوّت لصالحه سوى 3 أعضاء من المعارضة.
المصدر: وكالات