هل ستكمل عملة البيتكوين التفوق هذا العام؟!

تاريخ النشر: 02 نوفمبر 2017 - 10:49 GMT
رحلة صعود البيتكوين الغريبة هذا العام تستحق أن ينظر إلى بعض محطاتها، حيث ارتفع سعرها فوق ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها في اليوم الأول من العام
رحلة صعود البيتكوين الغريبة هذا العام تستحق أن ينظر إلى بعض محطاتها، حيث ارتفع سعرها فوق ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها في اليوم الأول من العام

مع دقات الساعة معلنة نهاية لحظات العام الماضي، لم يكن أحد على وجه الأرض يمكن أن يتخيل أن يكون عام 2017 عام السعد على العملة الافتراضية «بيتكوين»، حيث بينما كانت الساعة تدق معلنة منتصف ليلة العام الجديد بالتوقيت العالمي، كانت «البيتكوين» يجري تداولها عند مستوى يتذبذب بفارق سنتات قليلة جدا حول 963.5 دولار... إلا أنه مع انتصاف نهار أمس، الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، أي بعد 10 أشهر بالتمام من تداولات هذا العام، بلغت المكاسب الخيالية للعملة الافتراضية أكثر من 584 في المائة، حين سجلت تداولات عند مستوى 6592.6977 دولار لعدة دقائق.

وللمقارنة البسيطة، كان متوسط سعر تداول أوقية الذهب في فترة أسبوع «رأس السنة» يدور حول متوسط 1153 دولارا، وبالأمس بلغ السعر عند الظهيرة نحو 1272.20 دولار... أي أن البيتكوين الواحدة أنهت العام الماضي بمستوى 83.5 في المائة من أونصة الذهب، وأمس كانت تساوي أكثر من 5 أوقيات من الذهب.

رحلة صعود البيتكوين الغريبة هذا العام تستحق أن ينظر إلى بعض محطاتها، حيث ارتفع سعرها فوق ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها في اليوم الأول من العام، وظلت صامدة فوق الألف دولار لمدة خمسة أيام، قبل أن تنزل إلى مستويات العام الماضي في باقي شهر يناير (كانون الثاني). وفي 2 فبراير (شباط)، عادت البيتكوين لتكسر حاجز 1000 دولار، وتتشبث بهذا المستوى مع تذبذبات شحيحة للغاية ولساعات محدودة طيلة أكثر من ثلاثة أشهر.

وفي 21 مايو (أيار)، كسرت البيتكوين حاجز 2000 دولار للمرة الأولى، وظلت فوقه باستثناء وحيد يوم هبطت لساعات في يوم 16 يوليو (تموز)، قبل أن تعاود الصمود ثم كسرت حاجز 3000 دولار في يوم 5 أغسطس (آب)، وسريعا وصلت مستوى 4000 دولار في 13 أغسطس، وبقيت هناك حتى 12 أكتوبر (تشرين الأول) باستثناء وحيد يوم 14 سبتمبر (أيلول) حين سجلت لساعات محدودة مستوى 3313 دولارا.

وكان يوم 12 أكتوبر الماضي فارقا، إذا لم يشهد فقط كسر حاجز 5000 دولار، لكنه شهد أيضا صعودا قياسيا في يوم واحد، إذ بدأته العملة الافتراضية عند 4835 دولارا، لتقفز في اليوم ذاته إلى 5410 دولارات.

ويوم 20 أكتوبر، كانت المرة الأولى التي تكسر فيها البيتكوين حاجز 6000 دولار، وإن كان ذلك لساعات قليلة جدا، لكنها عادت إلى المستوى ذاته مجددا بعد أيام قليلة، وتحديدا منذ يوم 29 أكتوبر الماضي.

وبالأمس كسرت البيتكوين رقمها القياسي تاريخيا، حين سجلت تداولات عند مستوى أكثر من 6592.69 دولار في الساعة 11:40 بالتوقيت العالمي.

وكانت العملة الافتراضية قد استفادت خلال الساعات الماضية من إعلان مجموعة «سي إم إي»، وهي أكبر شركة لإدارة سوق العقود الآجلة في العالم، مساء أول من أمس، أنها ستدشن موقعا منظما لتداول العملات الإلكترونية في الربع الأخير من عام 2017، حيث صعدت البيتكوين بعد هذا الإعلان بنسبة كبيرة.

وقالت الشركة إن العقود الآجلة الجديدة ستتم تسويتها نقدا على أساس «السعر الاسترشادي لبيتكوين» الخاص بسي إم إي، وهو سعر استرشادي ليوم واحد مرتبط بسعر البيتكوين بالدولار.

ويشير بعض المراقبين والخبراء إلى أن صعود البيتكوين الفائق هو في واقع أمره «فقاعة رهيبة»، مصيرها الانفجار عند لحظة معينة، حيث إن المضاربات هي الأمر الوحيد الذي يتحكم في سعرها، ومع حقيقة أن تداولها يتم بطريقة «معماة» blind، أي أن البائع والشاري لا يعرف أحدهما الآخر، فإن إمكانية أن تكون هناك مضاربات وهمية «كبيرة للغاية» من أجل رفع سعرها بأكثر مما تحققه بالفعل.

ويفضل بعض المستثمرين طرق التداول المعماة من أجل تحقيق مكاسب دون إظهار الهوية، وربما بعيدا عن الالتزامات الضريبية. كما أنها تسمح بالشراء عبر الإنترنت كأي عملة أخرى، وتتضمن ميزة كبرى فيما يتعلق بتحويلات الأموال، التي تتم بتكلفة أقل كثيرا من العملات الحقيقية، نظرا لعدم وجود مصروفات بنكية.

وتعد «بيتكوين» والعملات الافتراضية على وجه العموم من بين المسائل الأكثر إثارة للجدل في أوساط الاقتصاد العالمي، إذ إن كثيرا من الحكومات حول العالم لا تسمح بتداولها، كما أن صعوبة السيطرة عليها أو مراقبة حركتها تثير كثيرا من المخاوف؛ سواء على صعيد انفجار فقاعتها استثماريا و«فجائيا» بشكل حاد ما قد يهدد قطاعات كبيرة في الأسواق العالمية، أو على صعيد إمكانية استخدامها في «الاقتصاد الأسود»، بما يشمله من عمليات «تبييض الأموال»، أو تمويل الإرهاب وغيره من المسائل المجرمة.

ورغم قناعة كثير من المسؤولين وصناع القرار حول العالم أن المستقبل سيكون للعملات الافتراضية، إلا أن هناك كثيرا من المحاولات الجادة التي تجري حاليا لمحاولة وضع أطر وقوانين وآليات كافية لاعتماد هذه العملات كبدائل للعملات الحالية.

اقرأ أيضًا: 

كم تحتاج من عملة البيتكوين لشراء منزل في الإمارات؟

هل تريد شراء الجنسية عن طريق عملة البيتكوين؟!

للمرة الأولى عملة "بيتكوين" الرقمية تتجاوز الـ 4 آلاف دولار

لايتكوين تقفز 1400% منذ بداية العام منافسة بيتكوين

بيتكوين تكسر حاجز الـ 5 آلاف دولار للمرة الأولى على الإطلاق

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن