استراتيجية أوبك لاتقف أمام ارتفاع الأسعار

تاريخ النشر: 09 يونيو 2015 - 08:27 GMT
منظمة أوبك
منظمة أوبك

توحي تصريحات وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في فيينا الأسبوع الماضي بأن معركة المنظمة من أجل الحفاظ على حصتها من السوق حققت نجاحا كاملا وأن أسعار النفط ثابتة تماما الآن في موقعها الحالي.

وكان شعار المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة السعودي وزملائه من الوزراء "الاستراتيجية تحرز نجاحا.. ستستغرق الأسواق وقتا لاستعادة التوازن".

رغم هذا فإن فهم ما يجري في أسواق النفط أقل سهولة على الأرجح الآن مما كان عليه في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي عندما أطلقت "أوبك" استراتيجيتها المفاجئة التي تقوم على المحافظة على المعروض النفطي في الأسواق المتخمة بالإمدادات.

وزادت قائمة العوامل الغامضة التي يمكن أن تجذب أسعار النفط في أي من الاتجاهين بعيدا عن النطاق المفضل حاليا لدى "أوبك" ويراوح بين 60 و70 دولارا للبرميل.

ومن هذه العوامل أداء صناعة النفط الأمريكية وعودة إيران إلى أسواق النفط ونمو الطلب في الصين وقلة طاقة الإنتاج غير المستغلة في السعودية؛ بحسب ما أوردته وكالة رويترز في تحليل نشرته أمس.

ونقلت الوكالة عن جايمي وبستر المدير في "آي.اتش.إس إنرجي" وأحد متابعي شؤون "أوبك" منذ فترة طويلة "إذا عادت الأسعار إلى 70 دولارا للبرميل يعود الإنتاج الأمريكي. من ناحية أخرى إذا تباطأت وتيرة التخزين في الصين فسنفاجأ جميعا بسوق يزيد فيها العرض بشدة على الطلب".

وشهدت أعداد منصات الحفر في الولايات المتحدة انخفاضا كبيرا في الأشهر السابقة مع اتجاه الشركات لخفض استثماراتها. لكن هذا لم يترجم حتى الآن إلى هبوط شديد في الإنتاج.

وتراوح التنبؤات بأداء الإنتاج الأمريكي مستقبلا من "التشاؤم الشديد" من جانب توني هيوارد الرئيس السابق لشركة "بي.بي" إلى رسالة من رايان لانس رئيس شركة "كونوكو فيليبس" مفادها أن النفط الصخري الأمريكي "جاء ليبقى".

وكان لانس نقل محتوى هذه الرسالة بنفسه إلى "أوبك" الأسبوع الماضي خلال ندوة استمرت يومين في فيينا.

وقالت ماريا فان در هوفن رئيس وكالة الطاقة الدولية في ندوة "أوبك" الأسبوع الماضي "عليكم أن تدركوا تمام الإدراك أن هذه التكنولوجيا (استخراج النفط الصخري) سيتكرر استخدامها في مختلف أنحاء العالم".

معضلة صينية

رغم احتمالات بدء الصين في إنتاج كميات ضخمة من النفط الصخري من أراضيها فإن التقديرات تقلل بشكل مبالغ فيه من احتمالات حدوث مفاجأة على صعيد الطلب الصيني سواء بالزيادة أو النقصان هذا العام.

وتعتقد السعودية أن استراتيجيتها تحقق نجاحا بفضل عوامل على رأسها نمو كبير في الطلب على النفط يمكن أن يعيد التوازن إلى السوق.

وقال وبستر "نحن بحاجة إلى فهم معضلة الطلب الخفي في الصين حيث يوجد نوعان من الطلب: الطلب العادي والتخزين الاستراتيجي. والأخير لن يستمر إلى الأبد".

وقد ازداد الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا على غير المتوقع وشهدت أوروبا زيادة كبيرة في الطلب على الديزل بلغت 7 في المائة في الربع الأول. لكن من غير الواضح مدى استمرار هذه الزيادة.

وقال ديفيد فايف رئيس الأبحاث في جنفور التجارية، إن اقتراب الاتفاق النووي بين الغرب وإيران هو أكثر العوامل غموضا على الأرجح بالنسبة لـ "أوبك".

وتراوح تقديرات المعروض الإضافي من النفط الإيراني في العام المقبل بين الصفر وما يصل إلى مليون برميل يوميا وهذا قد يدفع بـ "أوبك" إلى فترة أخرى من الأسعار المنخفضة قد لا تتحملها الدول الأفقر من بين أعضاء المنظمة.

وقال فايف "سيتعين على "أوبك" أن تبدأ التطلع إلى الالتزام بمستويات الإنتاج مرة أخرى".

«علاوة مخاطر صفر»

قال جاري روس أحد المتابعين المخضرمين لشؤون "أوبك" ومؤسس "بيرا للأبحاث"، "إنه يعتقد أن السوق تتحرك في مصلحة "أوبك" لأن تباطؤ وتيرة الاستثمار سيؤدي إلى تقييد المعروض".

وأضاف "السوق متصدعة. فليس فقط أن الأسعار قصيرة الأجل منخفضة جدا بل أسعار الأجل الطويل أيضا. وهي تشير إلى أن السوق لا تحتاج إلى مزيد من العرض. وبمرور الوقت سيقل العرض في السوق".

وقال أندي هول رئيس "استنبيك كابيتال" وأحد أشهر المضاربين على صعود أسواق النفط في رسالة إلى المستثمرين "إنه يعتقد أن نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام سيقارب على الأرجح مليوني برميل يوميا بدلا من المليون برميل يوميا التي تنبأت بها وكالات التوقعات الرئيسية".

وقال هول "إنه مع زيادة استخدامات النفط الخام في السوق المحلية في السعودية لتلبية الطلب الذي يبلغ ذروته في فصل الصيف بفضل استخدامات تكييف الهواء فإن طاقتها الإنتاجية غير المستغلة ستنخفض في الأساس إلى الصفر".

وتابع "ومع ذلك فإن علاوة المخاطر الجيوسياسية في سعر النفط اليوم صفر في أفضل الأحوال".

اقرأ أيضاً: 

النفط يتراجع والأسواق تنتظر اجتماع أوبك

روسيا تتفق مع أوبك قبيل اجتماع فيينا

ما مدى تأثر ميزانيات دول الخليج بقرار أوبك؟

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن