خبر عاجل

الشارع العربي يلتهب بأجساد البوعزيزين

تاريخ النشر: 17 يناير 2011 - 02:27 GMT
محمد البوعزيزي
محمد البوعزيزي

متابعة البوابة- لم تنطفئ الثورة التونسية التي ألهبت شرارتها الأولى إقدام الشاب محمد بوعزيزي على إحراق نفسه احتجاجا على البطالة، حتى التهبت الأحداث في عدد من الدول العربية بعد أن أصبحت طريقة البوعزيزي في الاحتجاج "ملهمة" للشباب العربي الذي يرزح تحف وطأت الفقر والبطالة.

الثورة التونسية التي انتهت بهروب الرئيس زين العابدين بن علي بعد أن عجزت كل أدوات القمع التي كان يمتلكها نظامه عن إخماد الحريق الذي أشعله البوعزيزي، لاقت تضامنا عربيا منقطع النظير على المستوى الشعبي.

لم تمضي أيام على انتصار الثورة التونسية بالإطاحة بالرئيس حتى انطلقت في عدد من الدول العربية محاولات لمحاكاة الثورة التونسية في أسباب انطلاقها، فسجلت كلا من الجزائر ومصر وموريتانيا حالات احتجاج على الطريقة البوعزيزية.

وجهد الرسميون العرب في التقليل من الحدث التونسي وحصر تطورات الثورة التي أعقبت إقدام البوعزيزي على احرق نفسه بخصوصية الحالة التونسية مستبعدين انتقالها إلى العواصم العربية الأخرى.

جهود الرسمين، والفتاوى الدينية التي انتشرت بالصحف العربية وتناقلتها المواقع الالكترونية حول حكم الانتحار لم تثني عن تكرار الحالة، ففي الجزائر وبعد يومين على هروب بن علي من تونس أقدم ستة جزائريين على إحراق أنفسهم احتجاجا على الأوضاع المعيشة وتفشي البطالة، أفضت إحدى المحالات عن حالة وفاة.

في ولاية تبسه الواقعة على بعد 670 كيلو مترا شرق العاصمة الجزائرية وعلى مقربة من الحدود التونسية توفي محمد بوطرفيف "27 عاما" بعد أن أضرم النار في نفسه احتجاجا على عدم توفير عمل وسكن له ولأسرته.

بوطرفيف شعر باليأس والإحباط بعد أن تلقى ردا سلبيا من رئيس البلدية حول مطالبه،  ليهدد بإحراق نفسه فيأتي رد رئيس البلدية  الاستفزازي " لو أنت رجل مثل البوعزيزي احرق نفسك".

إلى جانب بوطرفيف أقدم خمسة جزائريين آخرين على إحراق أنفسهم في ولايات مختلف احتجاجا على سوء الأوضاع المتعلقة بأزمة السكن والعمل.  

وقلل الإعلام الجزائري من أهمية الحدث التي وصفتها جريدة الشروق اليومية الصادرة يوم الاثنين بـ"الاستعراضية"، وقالت الصحيفة " يبدو أن هؤلاء وجدوا في حادثة الشاب التونسي محمد البوعزيزي حيلة للفت الانتباه إلى وضعياتهم الاجتماعية"، ومن جهته قلل الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بالخادم من أهمية الحوادث والاحتجاجات التي قام بها الشعب الجزائري مستبعدا أن تصل الحالة إلى ما وصلت إليه في تونس بقوله" الشعب الجزائري متعود على الاحتجاجات".

فيما استغل نائب رئيس جبهة الإنقاذ المحظورة على بلحاج الاحتجاجات ليطالب الرئيس الجزائري بالتنحي حتى لا يخرج على التلفاز في خطاب مهين شبيه بالخطاب الأخير للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

في مصر لم يختلف الحال كثيرا عن الجزائر إلا من حيث عدد البوعزيزي، فخلافا للجزائر التي أنتجت ستة "بوعزيزين" في يوم واحد كان في مصر واحد فقط أضرم النار في نفسه أمام مجلس الشعب.   

حيث أقدم عبد الحميد، صاحب مطعم بالقنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، من مواليد 1962 ، يوم الاثنين، على إحراق نفسه أمام مجلس الشعب المصري تعبيرا عن رفضه للأوضاع المعيشية.

توقيت عبد الحميد يأتي بعد يوم واحد من وصف وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط المخاوف من انتقال العدوى التونسية إلى دول عربية أخرى بـ "كلام فارغ"، وبعد يوم واحد من تحذير محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية للنظام المصري من تكرار سيناريو تونس.

تعددت الأسباب وشكل الاحتجاج واحد، إذ لم تمضي ساعات على إحراق عبد الحميد نفسه إمام مجلس الشعب المصري، حتى أقدم مواطن موريتاني ينحدر من أسرة ثرية على إضرام النار في جسده قرب القصر الرئاسي احتجاجا سوء معاملة الحكومة لعشيرته.

احرق البوعزيزي جسده احتجاجا لتحرق كرسي الرئيس الهارب الثورة الشعبية، ورغم ما يثار حول الإقدام على الاحتجاج حرقا من مخالفة دينية وإنكار اجتماعي إلا أن البوعزيزي أصبح مصطلحا احتجاجيا انتقل سريعا إلى الدول العربية.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن