60 قتيلا من جنود الاحتلال والعراقيين في مواجهات عمت المدن العراقية وبريمر يعتبر الصدر خارجا عن القانون

تاريخ النشر: 05 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعتبر الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر "خارجا عن القانون" وذلك بعد المواجهات الدامية بين انصاره والاحتلال والتي خلفت 60 قتيلا من الجانبين. 

وقال بريمر اليوم الاثنين ان رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر خارج على القانون ويهدد أمن العراق. 

وتوعد الحاكم الأميركي للعراق بمعاقبة أنصار الصدر، كما هدد بأن قوات الاحتلال لن تتسامح مع المتظاهرين الذين قال إنهم "تجاوزوا الحدود". 

ويأتي هذا الموقف من بريمر بعد يوم دام قتل فيه 8 جنود اميركيين وجندي سلفادوري واكثر من 40 عراقيا في ومواجهات مفتوحة بين الاحتلال والشيعة في بغداد والنجف والناصرية والعمارة.  

واشتبكت قوات يقودها أسبان والشرطة العراقية الاحد مع رجال ميليشيات قرب النجف على بعد نحو 100 كيلومتر شمال غربي مدينة السماوة حيث تتمركز القوات اليابانية. 

وقتل في تلك الاشتباكات 20 عراقيا وجنديان أحدهما أميركي والاخر سلفادوري كما جرح 200 عراقي. 

وقتل سبعة جنود أميركيين أيضا في اشتباكات ضارية في بغداد.  

وقتل اربعة عراقيين في العمارة في هذه المواجهات. 

وتشكل هذه الاشتباكات التي وقعت أيضا في مدن أخرى للاحتجاج على اعتقال مساعد للزعيم الديني مقتدى الصدر تحديا خطيرا لقوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة. 

وقال مسؤولو دفاع بريطانيون اليوم الاثنين ان مجموعة من الشيعة سيطروا على مبنى محافظة البصرة بجنوب العراق. 

وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع ان مجموعة من أنصار مقتدى الصدر دخلوا مبنى المحافظة وسيطروا عليه سلميا ليل الأحد. 

وقالت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إن "عددا من مؤيدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد اقتحموا مبنى محافظة البصرة واحتلوه". 

واضافت ان العشرات من هؤلاء المؤيدين رفعوا اعلاما خضراء فوق بناية المحافظة، واعلنوا انهم لن يخلوها حتى يتم تحقيق كافة مطالبهم، ومن ضمنها اطلاق سراح معتقلين لهم عند قوات الائتلاف التي تقودها الولايات المتحدة. وقد تحركت الدبابات البريطانية باتجاه المبنى وطوقته.  

دعوات إلى تأجيل نقل السيادة للعراقيين  

وفي اول رد فعل على هذه التطورات، فقد اعتبر السناتور ريتشارد لوغار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي انه ربما يتعين على ادارة الرئيس جورج بوش أن تفكر في تأخير الموعد الذي حددته لنقل السيادة بالعراق في 30 حزيران/يونيو والا خاطرت بأن ترى العراق ينزلق إلى حرب أهلية. 

وقال لوغار وهو جمهوري من ولاية انديانا وكذلك السناتور جوزيف بايدن من ولاية ديلاوير وهو أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة في مقابلتين منفصلتين انه قد تكون هناك حاجة لنشر مزيد من القوات لتحقيق الاستقرار في العراق. 

وهاجم الاثنان ادارة بوش لتقاعسها عن طرح خطة للتعامل مع عراق جديد يتمتع بالسيادة وأسرفا في الاطراء على اقتراح تقدم به بايدن يعطي حلف شمال الاطلسي دورا أمنيا جديدا كبيرا وينصب مفوضا للامم المتحدة في العراق يكون مسؤولا أمام مجلس الأمن الدولي. 

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز التلفزيونية الاميركية "سينتهي بنا الامر إلى حرب أهلية في العراق اذا قررنا فعلا أننا نستطيع نقل هذه (السيادة) بما في ذلك الجزء الاكبر من الأمن للعراقيين" مضيفا أن أي قوة أمن عراقية لن تكون جاهزة لان تضطلع بمهام أمنية قبل ثلاثة أعوام أخرى على الأقل. 

وأضاف "لا بد من حدوث شيء ما من الان وحتى هذا الموعد... والا فسوف ينتهي بنا الامر إلى حرب أهلية هناك. سينتهي بنا الامر بأسوأ ما يمكن في العالم." 

وقبل أقل من ثلاثة أشهر على الموعد المقرر لنقل السيادة من سلطة التحالف المؤقتة التي تقودها الولايات المتحدة إلى العراقيين قال لوغار لشبكة (ايه بي سي) التلفزيونية الاميركية ان ادارة بوش لم تشاور الكونغرس بشأن خططها للعراق بعد رحيل بول بريمر رئيس الادارة المدنية في العراق. 

وكذلك لم يبحث البيت الابيض المرشحين المحتملين لشغل منصب السفير الاميركي في العراق الذي سيشرف على ثلاثة آلاف موظف سيعملون في السفارة في بغداد. 

وردا على سؤال عما اذا كان الوقت مناسبا لان تبحث واشنطن تمديد الموعد المقرر لنقل السيادة قال لوغار "ربما يكون الامر كذلك. وأرى أنه ربما يكون الوقت مناسبا لان يكون لدينا مثل ذلك النقاش." 

ومن المقرر أن تبحث لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الوضع في العراق في جلسات استماع في وقت لاحق من هذا الشهر. 

وقال متحدث باسم بوش في وقت لاحق ان البيت الابيض متمسك بموعد 30 حزيران/يونيو وسيبقي القوات الاميركية في العراق إلى أن يصبح هذا البلد"حر وهاديء."—(البوابة)—(مصادر متعددة)