40 قتيلا بانفجارات ببغداد وبيجي غداة حل مجلس الحكم بعد اعلان تشكيلة الحكومة واختيار الياور رئيسا

تاريخ النشر: 01 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل نحو 40 شخصا في انفجارات وقعت قرب مقر قوات الاحتلال في بغداد وامام قاعدة عسكرية اميركية في بيجي، وجاءت هذه الانفجارات غداة حل مجلس الحكم لنفسه بعد اعلان تشكيلة الحكومة واختيار غازي عجيل الياور رئيسا للجمهورية عقب اعتذار عدنان الباجه جي.  

واعلنت مصادر امنية عراقية ان 15 شخصا على الاقل قتلوا في انفجار وقع امام مكتب للاتحاد الوطني الكردستاني على مقربة من المنطقة الخضراء في قلب بغداد حيث يقع المقر الرئيسي لقوات التحالف.  

وقال شهود انهم سمعوا دوي اربعة انفجارات على الاقل. وشاهدوا عامودين من الدخان يتصاعدان من المنطقة الخضراء.  

وقال الشرطي طالب جمال "شاهدت سيارة تحترق قرب مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يتزعمه جلال طالباني. ولم يكن قادرا على التوضيح ما اذا كانت السيارة احترقت لاصابتها بقذيفة او لانفجارها.  

وبعد نحو 20 دقيقة سمعت انفجارات اخرى.  

من جهة اخرى، اعلن ضابط في قوات الامن العراقية ان 25 مدنيا قتلوا واصيب 27 آخرون بجروح الثلاثاء في انفجار سيارة مفخخة عند مدخل قاعدة عسكرية اميركية في بيجي الواقعة على بعد 200 كلم شمال بغداد.  

وقال حامد مسعود الضابط في قوات الدفاع المدني العراقي ان "شخصا ملتحيا فجر سيارته وهي من نوع بي ام دبليو سوداء عند مدخل قاعدة بيجي الاميركية". 

حل مجلس الحكم والاعلان عن تشكيلة الحكومة 

وجاءت هذه الانفجارات غداة حل مجلس الحكم الانتقالي، وهي الخطوة التي مهد لها الاعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة عقب اختيار غازي عجيل الياور من قبل مجلس الحكم، كأول رئيس للبلاد بعد صدام حسين الذي تم اقصاؤه العام الماضي.  

وقد قرر مجلس الحكم الذي تم تعيين اعضائه الخمسة وعشرين حل نفسه بعد الاعلان عن تشكيل الحكومة واختيار الرئيس ونائبيه. 

وقبيل هذا الاعلان، كشف رئيس الوزراء العراقي الجديد اياد علاوي عن تشكيلة الحكومة في كلمته العلنية الاولى بعد تعيينه في هذا المنصب. 

وتعهد علاوي في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس العراقي الجديد غازي الياور وموفد الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي بعد 35 عاما من النظام القمعي، بالعمل لقيام دولة ديموقراطية في العراق.  

وكان علاوي الشيعي اختير الجمعة لترؤس الحكومة العراقية الجديدة التي ستتسلم مسئولياتها في الثلاثين من حزيران/يونيو المقبل اثر نقل السلطات اليها من قوات الاحتلال. 

نائب رئيس الوزراء للشؤون الامنية .. برهام صالح ( كردي من حزب الطالباني) 

زراعة .. سوسن الشريفي (حزب الدعوة) 

الاتصالات .. محمد الحكيم ( المجلس الاعلى)-الاعمار والاسكان . . عمر فاروق ( مستقل)-الثقافة .. مفيد الجزائري (شيوعي)-الدفاع .. حازم الشعلان (مستقل بعثي سابق)-التعليم .. سامي المظفر( رئيس جامعة)-الكهرباء .. ايمن السامرائي( مستقل)-البيئة .. مشكات موحات (كردية)-الهجرة .. باكال وردة (مسيحية مستقلة)-المالية .. عادل عبد المهدي ( المجلس الاعلى)-الخارجية. 

هوشيار زيباري ( كردي من حزب البارزاني)-الصحة .. علاء الدين العلوان (قومي مستقل)-التعليم .. عبد القادر بكاش-حقوق الانسان .. بختيار امين (كردي مستقل)-الصناعة .. حاجم الحسني ( الحزب الاسلامي)-الداخلية .. فلاح النقيب(الحركة الوطنية بعثي سابق)-الموارد المائية .. عبد اللطيف رشيد ( كردي حزب الطالباني). 

العدل .. مالك دوهان الحسن (قومي مستقل)-العمل والشؤون الاجتماعية .. ليلى لطيف-التخطيط .. مهدي الحافظ ( الديمقراطيين المستقلين بزعامة الباجة جي)-الاشغال العامة .. نسرين برواري (كردية من حزب البارزاني)-العلوم والتكنولوجيا .. رشاد مندان (تركماني)-التجارة .. محمد الجبوري (الوفاق بقيادة علاوي).  

المواصلات .. لؤي حاتم سلطان العرس (مستقل)-الشباب والرياضة .. علي فايق الغبان (المجلس لاعلى) 

وزير شؤون المحافظات .. وائل عبد اللطيف (بعثي ومحافظ البصرة سابقا)-وزير دولة لشؤون المراة .. نرمين عثمان ( كردية)-وزير دولة بدون وزارة .. مامود فرهاد (كردي)-وزير دولة بدون وزارة . . عدنان الجنابي ( الوفاق بقيادة علاوي). 

وقد استهل الاخضر الابراهيمي كلمته في المؤتمر بتقديم غازي الياور كاول رئيس للعراق. واعرب عن امله في ان ينجز بالتعاون مع علاوي المهمات المكلفة بهما في عملية بناء العراق الجديد. كما اشار الى انه خاض نقاشات مستفيضة معهما ومقتنع من امكاناتهما. 

اما الياور فقد عبر عن الامتنان للامم المتحدة ممثلة بالابراهيمي ودورها في انجاز مهمة التوصل الى اتفاق حول العملية السياسية على طريق استعادة العراقيين السيادة الكاملة. 

واثنى الياور على الابراهيمي قائلا انه ابدى شجاعة وحكمة كبيرتين في مهماته وعبر عن الامل في ان يصل مجلس الامن الى قرار في مصلحة العراقيين مؤكدا العمل على بناء عراق ديمقراطي موحد . 

وكان مجلس الحكم اعلن في وقت سابق الثلاثاء، عن اختيار الياور رئيسا للعراق بعد اعتذار عدنان الباجة جي عن تقبل المنصب الذي اختير له صباحا.  

وجاء اختيار الباجة جي ومن ثم الياور بعد ضغوطات مارسها الاحتلال الذي هدد بترشيح الاحتلال شخصا من خارج المجلس لتولي المنصب.  

والشيخ الياور رجل أعمال سني في الخامسة والأربعين, من الموصل (شمال). حفيد الشيخ محسن عادل الياور, زعيم عشيرة الشمر النافذة والمنتشرة في كل العراق كما في الدول المجاورة, وتضم في الوقت نفسه سنة وشيعة. عاش خلال 15 عاما في السعودية، عاد إلى العراق في 4 نيسان/أبريل الماضي.  

ولم يعرف عن الياور انه كان معارضا لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.  

واختار مجلس الحكم كذلك ابراهيم الجعفري (شيعي)، وروش شاويس رئيس البرلمان الكردي نائبين للرئيس. 

واعلن عدنان الباجه جي انه رفض منصب رئيس الجمهورية بسبب ابداء جهات لم يحددها "عدم ارتياح" ازاء وجوده في المنصب الذي نفى ايضا ان تكون سطلة الاحتلال حاولت فرضه لاشغاله.  

وقال الباجه جي في مؤتمر صحافي في منزله ببغداد بعد قليل من الاعلان عن اختيار غازي الياور رئيسا للبلاد "اعتقد ان..الرئيس سيكون عامل توحيد وليس عامل تفرقة..وبما اني لمست ان هناك بعض الجهات التي عبرت عن عدم ارتياحها لاشغالي هذا لمنصب..رايت ان اشغالي المنصب لا يفي بالغرض".  

واضاف "انا اعتذرت واعتقد لاسباب وجيهة..ولدي اسباب شخصية ايضا"  

واوضح الباجه جي ان ممثل الامم المتحدة في العراق، الاخضر الابراهيمي كان عرض عليه المنصب بناء على نتائج مشاورات واسعة اجراها مع مختلف القوى السياسية في العراق، وانه اعتذر في حينه عن قبول هذا المنصب.  

وقال "الابراهيمي اتصل معي وقال انه بالنظر الى استطلاعات الراي والمشاوارت التي اجراها مع كل شرائح المجتمع العراقي، اتضح له باني احظى بتاييد واسع جدا اكثر من أي شخص اخر (لتولي الرئاسة) وعرض علي المنصب بناء على هذه الاستطلاعات والنتائج..ورجاني ان اقبل هذا المنصب". 

واشار الباجه جي الى انه طلب من الابراهيمي ان ينشر نتائج مشاوراته التي اجراها مع القوى العراقية بشان الشخصية المفضلة لشغل منصب الرئيس، الا ان طلبه لم تتم الاستجابة له، الامر الذي كان من شانه تعزيز الاعتقاد بانه مرشح سلطة التحالف.  

وقال "انا طلبت من البداية ان يعلن بشكل واضح نتائج المشاورات التي قام بها الابراهيمي وسلطة لتحالف ومجلس الحكم، ولكن هذه النتائج لم تعلن الى هذا اليوم..ولو اعلنت في وقته لما قامت هذه الازمة".  

وابدى الباجه جي انزعاجا شديدا مما وصفها بانها "اكاذيب" حاولت تصويره على انه المرشح الذي تضغط سلطة الاحتلال لفرضه في منصب الرئيس.  

وقال "مع الاسف الشديد كانت هناك اكاذيب واضاليل تقول بان سلطة التحالف تريد ان تفرضني لمنصب الرئاسة..هذا غير صحيح، سلطة التحالف لم ترشحني ابدا".  

وتابع "العكس هو الصحيح..سلطة التحالف رشحت شخصا اخر وبعد ترشيحه رات بان هناك غالبية من الشعب العراقي تؤيدني..وتبدل موقفها الى حد ما".  

وكانت سلطة الاحتلال طلبت من مجلس الحكم امس ارجاء مشاوراته بشان اختيار رئيس الجمهورية لمدة 24 ساعة، ولاحقا اعلن مسؤولون عراقيون ان هذه السلطة قد استبعدت المرشحين الرئيسيين لتولي المنصب وهما غازي عجيل الياور، المفضل من غالبية اعضاء المجلس، وعدنان الباجه جي المحبذ من قبل واشنطن.  

وقال مسؤول في سلطة التحالف فضل عدم الكشف عن اسمه "انها بالكامل قصة مختلقة ان تكون المنافسة على تولي هذا المنصب منحصرة بين الياور والباجه جي..اننا نبحث لتولي منصب الرئيس وثلثي الوزراء الجدد من (اناس) من خارج مجلس الحكم".  

واتهم المسؤول اعضاء مجلس الحكم بالعمل على تحويل هذه المسألة وفقا لمصالحهم الخاصة، وقال "انهم يسيرون العملية وفقا لمصلحتهم لان العديد منهم يرغب في الحفاظ على مناصبه». وتابع "نحن نفكر فيه (الياور) من اجل منصب آخر في الحكومة".  

ومن جانبه، اكد عضو مجلس الحكم محمود عثمان انه "لم يسمع عن مثل هذه المعلومات" ان هناك مرشحا ثالثا لمنصب الرئيس. واكد ان "اعضاء المجلس يرون في الياور الشخصية المناسبة لتولي هذا المنصب لانه الانسب لهذه المرحلة وبسبب عمره" البالغ 46 عاما.  

واكد مصدر قريب من الياور ان "22 من اعضاء مجلس الحكم يؤيدون اختيار الياور رئيسا للعراق". واضاف ان "هناك تمييعاً لهذه المسألة من قبل الجانب الاميركي الذي يصر على تأجيل المناقشات وعلى عدم اجراء تصويت لانه سيكون في نهاية المطاف لمصلحة الياور".  

وتابع هذا المصدر ان "هناك ايادي خفية لا تريد ان يتولى الياور هذا المنصب على الرغم من قاعدته الشعبية والعشائرية العريضة ومواقفه الوطنية المعروفة".  

وقال مصدر عراقي ان شائعات تسود بأن مسئولين اميركيين يرغبون في ترشيح بعثي كان ضابطا سابقا في الحرس الجمهوري لهذا المنصب.  

وقال مصدر عراقي إن الأميركيين طرحوا اسم سعد الجنابي كرئيس محتمل, وهو شخصية كانت مقربة من الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل أن يلجأ إلى الولايات المتحدة في منتصف التسعينيات، وهو متزوج من أميركية.  

وينتمي الجنابي إلى عشيرة الجنابي الكبيرة الموجودة في الفلوجة وفي غرب محافظة الأنبار. ويدير شركة للأشغال العامة تملكها عائلته وكان على علاقة عمل بحسين كامل, صهر الرئيس العراقي السابق الذي فر من العراق عام 1995, ثم اغتيل بعد عودته في فبراير/ شباط 1996.  

زيباري الى الامم المتحدة 

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية العراقية ان زيباري توجه إلى نيويورك اليوم الثلاثاء للضغط من أجل تسليم بلاده سيادة كاملة في القرار الجديد الذي تصدره الامم المتحدة في هذا الصدد.  

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة "تحرز تقدما" على صعيد مسودة القرار الجديد الذي طالبت الصين وفرنسا والمانيا وروسيا بتعديله.  

واعلن بوش انه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عارضت بلاده غزو العراق، قد اتفقا على العمل معا من اجل تعديل مشروع القرار الذي يهدف الى تسهيل عملية نقل السلطة في العراق.  

وكان بوتين حذر في وقت سابق في موسكو من ان "هذا القرار يمكن ان ينجح فقط اذا كان يسمح للشعب العراقي بالتحكم بمصيره، وخلق الية لخلق دولة حقيقية ذات سيادة".  

وتطالب دول لها حق استخدام النقض (الفيتو) مثل الصين وفرنسا بوضع قيود على القوة المتعددة الجنسيات في صيغة القرار الجديد. واعلن نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج الخميس الماضي ان الولايات المتحدة ليس لديها مشكلة في تقديم تنازل وقبول موعد مختلف لمراجعة القرار.  

لكن الصين وفرنسا طالبا بأن ينتهي التفويض للقوات في موعد محدد مثله مثل بقية مهام حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ثم يتعين تجديده بواسطة مجلس الامن ما لم يعترض العراق. —(البوابة)—(مصادر متعددة)