قتل 31 شخصا، بينهم بولنديان واميركيان، وجرح عشرات اخرون في سلسلة هجمات دامية شهدها العراق. واكد رئيس الوزراء اياد علاوي ضرورة بقاء القوات متعددة الجنسيات الى أن تصبح البلاد قادرة على معالجة أمورها الامنية، وذلك غداة مشاورات سيجريها مجلس الامن بشان القرار المعدل حول العراق.
وقتل ثلاثة عشر شخصا وجرح عشرة آخرون في هجوم استهدف مركز شرطة المسيب (50 كلم جنوب بغداد)، حسبما افاد مسؤول في مستشفى المدينة.
وقال بشير حسين مدير شعبة الطوارىء في مستشفى المسيب العام "استلمنا احدى عشرة جثة ونقلت جثتان اخريان الى مستشفى الحلة العام".
واضاف ان "هناك ايضا عشرة جرحى واغلب اصاباتهم خفيفة".
وبحسب الشاهد صباح صالح المكلف حماية المنشأت النفطية والذي كان يقوم بحماية احدى خزانات الوقود التي تقع مقابل المركز فأن "سبعة رجال يرتدون ملابس الشرطة ومسلحين وصلوا السبت متن سيارتين".
واضاف انهم "دخلوا مركز الشرطة وهم يحملون صناديق فيها متفجرات، وفتحوا النار وقتلوا كل رجال الشرطة الذين كانوا داخل المركز وواصلوا اطلاق النار حتى بعد خروجهم الى الشارع".
واوضح انه "اعقب ذلك انفجار ضخم ادى الى تدمير المركز بالكامل".
ومن جانبه، اكد الشاهد ساجد حمزة بأن شقيقه جاسم الذي كان في داخل المركز تلقى 12 رصاصة في جسده.
وكان متحدث باسم الجيش الاميركي قد صرح انه "في حوالي الساعة 16.20 هاجم شخصان على متن شاحنة صغيرة مركز شرطة المسيب مستخدمين اسلحة خفيفة وكيسين من المتفجرات انفجر احدهما داخل المركز ودمر واجهته". ولم يشر المتحدث الى سقوط ضحايا.
سيارة مفخخة
من جهة اخرى، فجرت سيارة ملغومة الاحد أمام قاعدة لقوات الامن العراقية شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل تسعة عراقيين واصابة عشرات.
وصرح الميجر الاميركي اندرياس ديكونبفي من موقع الانفجار عند قاعدة قوة الدفاع المدني العراقية في منطقة التاجي "فجرت عبوة ناسفة وضعت في سيارة".
وتتمركز القوات الاميركية قرب القاعدة ايضا. ولم يتضح ما اذا كان الحادث هجوما انتحاريا.
وقال الجيش الاميركي ان ستة اشخاص قتلوا غير ان مسؤولين بمستشفيات ذكروا في وقت لاحق ان تسعة عراقيين قتلوا واصيب 61.
وفي وارسو قالت وزارة الخارجية البولندية الاحد ان أربعة مدنيين قتلوا في هجوم على قافلة في بغداد يوم السبت بينهم بولنديان وان الاخرين يحتمل أن يكونا اميركيين.
وقالت الوزارة ان الاربعة يعملون بشركة بلاكووتر الاميركية لخدمات الامن.
وقال مسؤول بالوزارة "قتل مدنيان بولنديان يعملان بشركة بلاكووتر بالرصاص عندما تعرضت قافلتهما لهجوم أثناء تحركها في بغداد."نقلت أشلاء متفحمة لاربعة افراد الى مشرحة في بغداد من مكان الهجوم. نشتبه في أن الاثنين الاخرين من العاملين المدنيين الامريكيين بالشركة."
وأضافت الوزارة ان بولنديا ثالثا أصيب بجروح طفيفة.
كما هوجم اجانب يستقلون سيارة مدنية على طريق المطار يوم السبت. وعقب الهجوم شوهدت سياراتان تحترقان وجثتان على الاقل. وقال الجيش الامريكي ان ليس لديه اي معلومات عن الهجوم.
وفي مدينة الصدر علم من مصادر طبية بعد ظهر الاحد ان خمسة مدنيين عراقيين قتلوا واصيب 19 اخرون بجروح بالرصاص خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.
وقال مسؤول المشرحة في مستشفى الكندي في المنطقة "تلقينا السبت خمس جثث لطفلين وفتاة وامراتين".
واضاف ان القتلى جميعا "من حي الشعلة الشيعي في العاصمة كانوا في طريق العودة بعد زيارة اقارب لهم في مدينة الصدر وقد قتلوا في حوالي الساعة الحادية عشرة مساء برصاص اطلق عليهم فيما كانوا على متن شاحنة صغيرة".
وقال الشاهد قاسم خطاب 33 عاما انه خرج من منزله عندما سمع صوت الرصاص "ورايت شاحنة في داخلها نساء يصرخن وكانت متوقفة على بعد 200 متر من سيارة عسكرية اميركية من نوع هامفي".
واضاف "شاهدنا نساء واطفالا تغطيهم الدماء على الارض وداخل السيارة التي كان على متنها 11 شخصا".
من جهة اخرى كان هناك 19 شخصا بينهم امراتان وطفل يعالجون من اصابات بالرصاص الاحد في ثلاث مستشفيات في مدينة الصدر وفق المصادر الطبية.
وقد شهدت المنطقة قبل يومين اشتباكات بين ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر والقوات الاميركية.
علاوي يؤكد ضرورة بقاء القوات متعددة الجنسيات
الى ذلك، قال رئيس الوزراء العراقي الجديد اياد علاوي الاحد إن القوات المتعددة الجنسيات يجب أن تبقى بالعراق الى أن تصبح البلاد قادرة على معالجة أمورها الامنية.
وأضاف علاوي ان القوات ينبغي ان تمنح تفويضا واضحا من الامم المتحدة.
وصرح لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "نريد أن تبقى القوات المتعددة في العراق لبعض الوقت الى أن يصبح العراق قادرا على معالجة مشاكله الامنية."
وتابع "ستكون هذه (قوة) تحالف بتفويض من مجلس الامن الدولي. يوجد اختلاف قانوني هنا كما أن هناك اختلافا من الناحية التطبيقية ولكن الاهداف ستظل كما هي.. مساعدة العراق على تأمين نفسه في مواجهة الاعداء."
ولم يذكر إطارا زمنيا محددا لمغادرة القوات الاميركية ولكنه قال ان ذلك يعتمد على طول الفترة التي يستغرقها تقييم الحكومة الجديدة لما لديها من قوات أمن وجيش مضيفا أنه يأمل أن يتحقق هذا "في أسرع وقت ممكن."
واعاق الانقسام الدولي بشأن فترة بقاء القوات الاجنبية في العراق مساعي استصدار قرار جديد لمجلس الامن قبل تسليم السيادة في 30 حزيران/يونيو.
وفي محاولة لاستصدار القرار طرحت واشنطن ولندن مسودة ثالثة تمنح الحكومة المؤقتة حق مطالبة القوات التي تقودها الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق وهو مطلب رئيسي لكثير من العراقيين وبعض الدول التي عارضت الحرب.
ولم يتحدد موعد للتصويت على القرار الا ان بريطانيا والولايات المتحدة تودان ان يتم ذلك هذا الاسبوع.
وقال علاوي ان حكومته ستتولى السلطة حتى يقول العراقيون كلمتهم في الانتخابات العامة التي تجري في يناير كانون الثاني وانها ترحب بدور أكبر للامم المتحدة في تحديد مستقبل العراق.
وقال "نريد ان تساعدنا الامم المتحدة أكثر. أعتقد أن قرار مجلس الامن سيمنحنا كما هو مأمول فترة تمتد الى عام. وبعد العام سيجري مجلس الامن مجددا مناقشات ومفاوضات."
وتقول واشنطن ان قواتها في العراق وقوامها 138 الف جندي ستبقى بعد 30 حزيران/يونيو لمساعدة قوات الامن العراقية.
ويوم السبت أرسل علاوي خطابا الى مجلس الامن أكد فيه انه سيكون هناك تنسيق "تام وشامل" بين الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات في العمليات العسكرية الدفاعية والهجومية.
وأعلن دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي ان المجلس سيجري مشاورات حول العراق بعد ظهر الاحد في وقت يقترب معه التوصل الى اتفاق على قرار دولي حول نقل السلطة الى العراقيين.
وقد تمت الدعوة لعقد الاجتماع بعد ان اجرى مجلس الامن مشاورات خلال نهاية الاسبوع في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والاخضر الابراهيمي الموفد الخاص للامم المتحدة الى العراق.
وقالت مصادر في الامم المتحدة ان الولايات المتحدة وبريطانيا على استعداد لعرض الرسائل المتبادلة بين الحكومة العراقية الانتقالية والمسئولين العسكريين الاميركيين التي من شأنها ان تحدد الدور الذي ستضطلع به القوات الاجنبية بعد نقل السيادة الى العراقيين في الثلاثين من حزيران/يونيو.
وترغب واشنطن ولندن في ان يتم التفاوض مباشرة مع العراقيين بشأن طبيعة العلاقات بين العسكريين الاميركيين والحكومة العراقية بدلا من تحديدها في قرار لمجلس الامن. وهذه العلاقات تشكل الموضوع الرئيسي المطروح للمناقشة في اطار المفاوضات حول القرار.
ويبدو ان معظم التحفظات التي عبرت عنها باريس بشكل خاص ازاء مشروع القرار الاميركي البريطاني خفت حدتها منذ ان اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دعمه لمشروع القرار الخميس.
واشار ريتشارد غرينل المتحدث باسم السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون نيغروبونتي الى وشوك التوصل الى اتفاق وقال "نتوقع اجراء تصويت قريبا".
وكانت دول عدة اعضاء في مجلس الامن الدولي لاسيما فرنسا وروسيا ترغب حتى الان بالحصول على مزيد من التوضيحات حول الشروط التي ستبقى بموجبها قوات الاحتلال في العراق بعد 30 حزيران/يونيو، وقال الرئيس الاميركي جورج بوش السبت في باريس ان رسالة من الحكومة العراقية الى الاحتلال قد تسمح بالتوصل الى اتفاق في مجلس الامن الدولي حول قرار ليواكب عملية نقل السلطة.
وهذه الرسالة تحدد ان قوات الاحتلال المؤلفة بمعظمها من الاميركيين والمنتشرة في العراق ستبقى بعد نقل السلطة المرتقب في 30 حزيران/يونيو بطلب من العراقيين كما قال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
اما شيراك فاعرب من جهته عن امله السبت بالتوصل "في الايام المقبلة" الى اجراء تصويت على القرار في مجلس الامن حيث تتمتع فرنسا بحق النقض (فيتو).—(البوابة)—(مصادر متعددة)