3 شهداء بانفجار في نابلس ووزير العدل الاسرائيلي يقارن بين 'الهولوكوست' وهدم المنازل برفح

تاريخ النشر: 23 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

استشهد ناشطان في حركة حماس وثالث في كتائب شهداء الاقصى بانفجار سيارة في نابلس عزاه الفلسطينيون الى غارة جوية اسرائيلية، وهو ما ينفيه الجيش الاسرائيلي. ياتي ذلك فيما اثار وزير العدل الاسرائيلي تومي لبيد جدلا حادا في اسرائيل بعقده مقارنة بين "الهولوكوست" وهدم المنازل برفح. 

وقالت مصادر فلسطينية ان ثلاثة نشطاء فلسطينيين، من بينهم قائد كبير في حركة حماس، استشهدوا في عملية اغتيال نفذتها القوات الإسرائيلية في حي رأس العين في المدينة. 

واوضحت المصادر ان الشهداء هم سعد غزال، وهو ناشط في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وسعد زمالة وسعيد قطب، وكلاهما من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس. 

وقال شهود إن مروحية كانت تحلق فوق المكان قبيل الانفجار.  

غير ان الجيش الاسرائيلي نفى ضلوعه في الحادث، مصرا على ان ما جرى ليس عملية اغتيال.  

لابيد يقارن بين "الهولوكوست" وهدم المنازل برفح 

الى ذلك، فقد لمس يوسف لابيد وزير العدل الاسرائيلي وترا حساسا في اسرائيل عندما قارن الاحد، بين هدم منازل الفلسطينيين في مخيم رفح للاجئين والهولوكوست (محارق النازي المزعومة ضد اليهود). 

وجاءت أقوال الوزير لبيد خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، والتي تم خلالها مناقشة العمليات العسكرية في رفح ونوايا الجيش الإسرائيلي بهدم مزيد من المنازل الفلسطينية. 

ودعا لابيد في الاجتماع لوقف عمليات هدم المنازل ووصف هذه السياسة بانها غير انسانية وقد تمهد الطريق أمام اتهام اسرائيل في محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم حرب. 

ونقلت مصادر سياسية عن لابيد قوله "رأيت على شاشة التلفزيون عجوزا تنبش وسط أنقاض منزلها في رفح وتبحث عن دوائها وذكرتني بجدتي التي طردت من منزلها أثناء الهولوكوست." 

وقالت المصادر ان رئيس الوزراء ارييل شارون رد غاضبا على لابيد زعيم حزب شينوي وشريكه الرئيسي في الائتلاف الحاكم قائلا ان تصريحاته "غير مقبولة ولا يمكن التسامح معها." 

وقال لابيد في تصريحات لراديو اسرائيل في وقت لاحق انه "لازالة أي لبس فانني قلت انني لا أعنى الالمان او محارق النازية.. ولكن عندما تشاهد عجوزا فانك تتذكر جدتك." 

وانتقد وزير الصحة داني نافه عضو حزب ليكود لابيد وقال انه كان يتعين عليه اختيار ألفاظه بعناية اثناء اجتماع الحكومة. 

وقال للراديو "يمكن ان تجادل بشأن هدم المنازل الذي أرى ان له ما يبرره.. ولكن لا يمكن ان تقدم هذه المقارنة." 

من جهته، فقد تناول وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، خلال الاجتماع قضية التعرض للمدنيين في رفح، وقال إنه كان بالإمكان تجنب حدوث ذلك. 

وأوضح موفاز أمام وزراء الحكومة، أن الجيش الإسرائيلي سيستخلص العبر اللازمة من حادث قصف المسيرة التي شارك فيها مئات الفلسطينيين في المدينة. 

وأضاف موفاز "لقد أعربنا عن أسفنا حيال ما حدث ونقوم بتقصي الحقائق بشكل جذري وسوف نستخلص العبر. بحسب تقديراتي، كان من الممكن تجنب ما حدث، لكن علينا أن نتذكر بأنه خلال أكثر من ثلاث سنوات ارتكبنا أخطاء قليلة من هذا النوع". 

كذلك أكد موفاز أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في رفح لن تستمر عدة أسابيع، إنما عدة أيام فقط. 

وكان شارون بدأ صباح الاحد حملة لإقناع وزراء حزب "الليكود" بالموافقة على خطته المعدلة بشان الانسحاب من قطاع غزة، وذلك تمهيدًا لتصويت الحكومة عليها الأحد المقبل. 

وذكرت مصادر عسكرية ان الجيش خفض عدد قواته في رفح يوم الجمعة لكن العملية لا تزال مستمرة. 

وقال سكان الاحد ان طائرات هليكوبتر اسرائيلية أطلقت النيران على عدة منازل في المخيم وان المسعفين أبلغوا عن وجود اصابتين أحدهما طفل في العاشرة من عمره. 

وعقد شارون قبل بدء الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، اجتماعًا تشاوريًا مع قادة الأجهزة الأمنية من أجل النظر في الخطة البديلة. 

وزاد العنف في غزة منذ ان اقترح شارون سحب القوات الاسرائيلية وتفكيك المستوطنات في خطة أيدتها واشنطن ولكن رفضها حزب ليكود في استفتاء داخلي في الثاني من ايار/مايو. 

وأفادت تقارير اعلامية اسرائيلية بان التغيير الرئيسي سيتمثل في اجراء اخلاء تدريجي للمستوطنات في غزة ومجموعها 21 مستوطنة وهو ما يعطي لاسرائيل حق تعليق الانسحاب في عدة مراحل بدلا من اخلاء كل المستوطنات في ان واحد. 

ويُشار إلى أن بعض الأوساط الأمنية في إسرائيل تعارض الانسحاب التدريجي من المستوطنات، بادعاء أن الأمر قد يحفز التنظيمات الفلسطينية على تصعيد عملياتها المعادية بهدف تعجيل استكمال الانسحاب. لكن مصادر مقربة من شارون قالت إنه "لا يوجد فرق بين الانسحاب بشكل تدريجي والانسحاب مرة واحدة، لأن أي قرار بالانسحاب يمكن أن ينفذ على شكل تدريجي".—(البوابة)—(مصادر متعددة)