عن المؤلفان الاسرائيليان ” أودي ديكل” و”نوعا شوسترمان” صدر كتاب "اليوم الثاني بعد عباس" عن معهد أبحاث الأمن القومي-جامعة تل أبيب باللغة العبرية وقدم د. عـدنان أبو عـامر عرضا مفصلا له وقد تحدث عن اليوم التالي لغياب محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يلي ابرز محاور الكتاب
محمود عباس رئيسا
يقول الكتاب انه ومنذ 2005 ارتدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثلاث قبعات: رئيس السلطة، ورئيس منظمة التحرير، ورئيس حركة فتح، ويتحدث ان خلال فترة ولايته ساد الاستقرار الأمني في الضفة الغربية لصالح الاحتلال على الرغم من اندلاع انتفاضة الاقصى
تقديرات خروج عباس من المشهد السياسي
لا يخفى على ان اسرائيل تتوجس من إمكانية خروج عباس من المشهد السياسي الفلسطيني، إما طوعًا أو إكراهًا، ويقول الكاتبان ان ذلك اعطى المنافسين على خلافته فرصة لاستعرض عضلاتهم امام واشنطن وتل ابيب كونهما الاطراف الاكثر فاعلية في اختيار الرئيس الفلسطيني وفق مزاعم الكاتبين
سيناريوهات اسرائيلية بعد عباس
السيناريوهات “الإسرائيلية” لمرحلة ما بعد عباس، تتمحول حول:
- نقل السيطرة بطريقة منظمة إلى زعيم واحد، أو مجموعة قيادية من صفوف فتح
- دخول السلطة الفلسطينية في حالة صراعات مستمرة على الخلافة، مما سيضعفها، مقابل تقوية حركة حماس ونفوذها
- سيناريو الفوضى، وفقدان السيطرة إلى درجة تفكك السلطة الفلسطينية، و”عودة المفاتيح” إلى دولة الاحتلال.
اليوم التالي بعد عباس
وفق الباحثون الاسرائيليون والتوصيات لحكومة الاحتلال “لليوم التالي لعباس”، فان بعضها مرتبط بالوقت الحاضر، وهو على راس السلطة ذلك تمهيدًا لمدى تأثر قدرة النظام السياسي الفلسطيني على التعامل مع رحيله المفاجئ، وعدم الاقتتال والقيام بعملية تسليم منظمة بعيدة عن صراعات على الخلافة،
بعد ان يصبح رحيل عباس حقيقة فان اهم العوامل التي قد تتشكل هي :
- نشوب اضطراب سياسي، وأزمة حقيقية، كونه ابن 86 عامًا، وشغل ثلاثة مناصب قيادية عليا لقرابة ثمانية عشر عامًا
- في هذه الحالة فإن خروجه من الساحة السياسية، سيفسح المجال لمنافسة على هذه المناصب
- المنافسة على المناصب ستدخل المشهد الفلسطيني في جملة من السيناريوهات التي تبدأ بتوافق فتح على مرشح واحد، وتنتهي بسيطرة حماس على الضفة، على الأقل وفق تقدير الاحتلال.
في الفصل الثاني من “اليوم التالي لعباس”، فان ثمة السيناريوهات رئيسة:
- اولها إيجاد مرشح متفق عليه
- ثانيها صراع الورثة
- ثالثها إجراء انتخابات عامة وفرصها ومخاطرها على “إسرائيل”، وصولًا إلى المرشحين المحتملين
- رابعها الفوضى الخطيرة، وعدم استقرار وتفكك السلطة الفلسطينية، من حيث نشوء قيادة جماعية، أو استيلاء قادة الأجهزة الأمنية عبر انقلاب عسكري، أو تفكك السلطة حسب المناطق الجغرافية
- السيناريو الخامس؛ فهو هيمنة حماس في الضفة الغربية، سواءً عبر سيطرة عسكرية، أو فوزها في الانتخابات، أو توسيع نفوذها الزاحف نحو مراكز السلطة.
مواقف الدول المحاورة بعد رحيل عباس
الفصل الرابع من الكتاب يتعلق بمواقف الدول المجاورة خاصة الأردن، ومصر، ودول الخليج، فضلًا عن الدور “الإسرائيلي” في تشكيل النظام الفلسطيني المستقبلي بعد عباس، واستقراره
متنافسون على خلافة عباس
خروج عباس من المشهد السياسي سيترك تفاعلاته وعواقبه على وضع السلطة و”إسرائيل” معاً، وفق ما يفيد الكتاب "في ظل تعدد العوامل المؤثرة والمحتملة عليها" وتؤكد الدراسة ان ذلك " يجعل التنبؤ “الإسرائيلي” بمستقبل النظام الفلسطيني في اليوم التالي لغياب عباس أمرًا صعبًا" بالتالي من الضروري وضع عدة سيناريوهات
- أولها سلطة فاعلة وتنسيق مستمر معها
- ثانيها سلطة معادية ل”إسرائيل”
- ثالثها سلطة معطلة، وحتى فاشلة
- رابعها تفكك السلطة كلياً، وهي الأكثر إثارة للقلق “الإسرائيلي”، لأنها تعبّد الطريق لتشكيل واقع الدولة الواحدة، أو العودة للحكم العسكري.
في ظل تنافس متسارع بين فتح وحماس، فعندما يصبح رحيل عباس حقيقة، فسيكون هناك اضطراب سياسي، وأزمة سيما وانه يشغل ثلاثة مناصب رئيسة
وحاول عباس تعيين حسين الشيخ خليفة له، في خطوة تقول الدراسة انها لم تحظ وفق التقدير “الإسرائيلي” بتأييد شعبي، بل قسمت حركة فتح ذاتها، مما يعني أن السلطة قد تجد نفسها بدون قيادة متفق عليها، مما سيجعل من صراعات الخلافة ستتفجر بين توفيق الطيراوي وجبريل الرجوب، وسط مطالبات لصالح قرار جماعي وشراكة مؤسسات القيادة كافة.
ويطالب الكاتبان اسرائيل بمحاولة وقف الاتجاه الفوضوي الذي سيؤدي إلى تفكك السلطة، وإعادتها إلى الانخراط المباشر والعميق في الضفة الغربية عبر بوابة الحكم العسكري، وكبح جماح تسريع الاتجاه الحالي الذاهب نحو الانزلاق لواقع الدولة الواحدة، وتطالب الدراسة
قادة الجهاز الأمني “الإسرائيلي” بالاستعداد لما يصفه سيناريو التشاؤم من الفوضى الذي قد يصل إلى حد تفكك السلطة، لأن التسريع بتفكيك السلطة، قد يحول النبوءة “الإسرائيلية” إلى واقع يتحقق، والمقصود بها توسيع حماس لنفوذها بالضفة الغربية، وسيطرتها تدريجياً على السلطة، يدعو مؤلفو الكتاب دوائر صنع القرار “الإسرائيلي” إلى المبادرة بتكوين تفاهمات مع القيادة الفلسطينية الجديدة قيد التبلور، وغرضها تحسين الوضع الاقتصادي والبنية التحتية للخدمات المقدمة للفلسطينيين، بالشراكة مع دول في المنطقة
التوصيات العشرة:
وجهت الوثيقة “الإسرائيلية” جملة من التوصيات إلى دوائر صنع القرار في “تل أبيب” هي:
- الحاجة إلى تشكيل تحالفات مع شركائها الاستراتيجيين الإقليميين، خاصة الرباعية العربية: مصر والأردن والإمارات والسعودية، وبدعم أمريكي،
- ثانيها الالتزام بمساعدة القيادة التي ستظهر في اليوم التالي لعباس، إذا أظهرت التزامًا بالاتفاقات والتفاهمات التي تُوصلَ إليها مع “إسرائيل”
- ثالثها استمرار التعاون الأمني بينهما، وتسريع التنمية الاقتصادية والبنية التحتية في المناطق الفلسطينية
- رابعها الحد من العوامل التي تسعى إلى المواجهة والتصعيد المباشر مع “إسرائيل”
- خامسها إقامة شراكة إقليمية متينة تعتمد على مجموعة من التفاهمات والتنسيق المشترك
- سادسها نقل المسؤولية المدنية عن المنطقة “ج” للسلطة الفلسطينية، والسماح بالاستمرارية الجغرافية والتنقل في المنطقة
- سابعها زيادة التعاون الإقليمي والدولي؛ لكبح جهود التأثير السلبي في الساحة الفلسطينية من إيران
- ثامنها الاستعداد للتحدي الأكثر أهمية وهو انهيار النظام السياسي الفلسطيني
- التاسعة؛ فتتعلق بالمساعدة “الإسرائيلية” قدر المستطاع على استقرار السلطة الفلسطينية ودعم إجراء انتخابات فلسطينية، وإطلاق سراح مروان البرغوثي كونه زعيم قوي تقبله جميع الفصائل
- التوصية العاشرة وتتعلق بتعزيز القيادات الفلسطينية المحلية، والترويج للخيار الأردني، مع إمكانية الاعتراف بحماس والمحادثات معها كخطوات محتملة في سيناريوهات استمرار عمل السلطة الفلسطينية