وصل وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الاحد الى كابول غداة هجوم اوقع اربعة قتلى من الجنود الفرنسيين واعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان باريس ستبدأ سحب قواتها في تموز/يوليو.
وبعيد وصوله، حضر وزير الدفاع الفرنسي حفلا تكريميا نظم في ذكرى الجنود الاربعة الذين لفت نعوشهم بالاعلام الفرنسية في مطار كابول العسكري.
ولم تعرف تفاصيل برنامج زيارة الوزير الفرنسي الى افغانستان، لكن من المتوقع ان يلقي كلمة امام الجنود الفرنسيين ويلتقي مسؤولين حكوميين افغانا.
والهجوم الانتحاري السبت الذي نفذه عنصر من طالبان ضد الجنود الفرنسيين كان اول هجوم دموي يستهدف الفرنسيين منذ ان تولى هولاند الحكم الشهر الماضي.
واعلن هولاند الذي تحدث بعد وقوع الهجوم في شرق افغانستان ان الانسحاب سيبدأ الشهر المقبل بعدما كان وعد سابقا بسحب القوات القتالية الفرنسية بحلول نهاية السنة.
وكان اربعة جنود فرنسيين قتلوا وجرح خمسة آخرون بينهم ثلاثة في حال الخطر السبت حين فجر انتحاري نفسه وسط العسكريين الفرنسيين قرب قاعدة نجراب في كابيسا (شمال شرق)، الولاية الخاضعة لسيطرة فرنسية. وقتل مترجم افغاني ايضا في الانفجار.
وقالت الرئاسة الفرنسية ان الضحايا ينتمون الى "الكتيبة 40 للمدفعية لسويب (منطقة المارن) والوحدة الاولى للجيوش للعمليات المدنية العسكرية في ليون".
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الافغانية صديق صديقي السبت ان الرجل الذي "كان متنكرا بلباس امرأة بالبرقع (...) اقترب من القوات الفرنسية خلال قيامها بدورية في قرية في اقليم نيجراب"، ثم قام بتفجير نفسه.
وكرر هولاند السبت التعبير عن تعهده بسحب كل القوات القتالية بحلول نهاية 2012، وهو موعد ابكر بسنة مما كانت باريس خططت له اساسا قائلا ان الهجوم الانتحاري لم يغير خططه.
وفي كلمة مقتضبة، اعلن الرئيس الفرنسي ان انسحاب القوات الفرنسية المقاتلة "سيبدأ في تموز/يوليو وينفذ وينتهي في نهاية العام 2012"، موضحا ان "ما حدث لا يغير شيئا ولا يسرع ولا يبطىء" خطط الانسحاب.
وقلل الحلفاء في حلف شمال الاطلسي من اهمية تاثير انسحاب الفرنسيين قائلين ان القوات الافغانية مستعدة لتولي المسؤوليات فيما اعلن الجنرال الاميركي جون الن قائد قوة حلف شمال الاطلسي انه لن يتم تخفيف الاجراءات الامنية في كابيسا.
لكن هناك مخاوف من ان تكون القوات الافغانية غير قادرة على سد هذا الفراغ الامني.
وقال المحلل السياسي يونس فاخور "اذا سحبت فرنسا قواتها بدون خطة مناسبة، وبدون اخذ آثارها الجانبية في الاعتبار، فان ذلك سيدمر وسيقوض كل انجازات فرنسا والتضحيات التي قدمتها في افغانستان".
واضاف لوكالة فرانس برس ان "الامن في منطقة كابيسا سيتدهور وستستولي طالبان على تلك المناطق اذا لم يتم اتخاذ اجراءات امنية فورية، وستصبح كابيسا ملاذا آمنا لحركة طالبان".
وكان هولاند اعلن خلال زيارته افغانستان الشهر الماضي ان الفي عنصر قتالي سيغادرون افغانستان في انسحاب منسق هذه السنة، لكنه تعهد بعدم التخلي عن البلاد.
وكان وزير الدفاع الفرنسي قال في مقابلة مع صحيفة جورنال دو ديمانش انه سيستعرض "الاستعدادات" الامنية المرتقبة التي ستواكب سحب الوحدات الفرنسية.
واضاف "من الضروري ان نكون متيقظين اكثر حيال هذه المتطلبات الامنية". وقال ايضا "ذلك يتطلب من رجالنا ضبط النفس لكن المخاطر قائمة على الدوام في حالة الحرب".