طالبت واشنطن الخميس، لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بادانة "التطهر العرقي" في منطقة دارفور، فيما نفت الخرطوم اتهامات المتمردين لها بمحاولة اغتيال احد زعمائهم.
ومن المقرر ان تتناول اللجنة موضوع السودان اليوم الجمعة الا ان السفير الامريكي ريتشارد وليامسون اعرب عن قلقه قائلا ان صياغة القرار المعروض على اللجنة اضعف مما ينبغي.
وقال ان الولايات المتحدة شاركت في بداية الامر مع الاتحاد الاوروبي في رعاية نص للقرار الا ان صيغة جديدة اكثر تساهلا برزت نتيجة مفاوضات بين الاتحاد الاوروبي والدول الافريقية الاعضاء في اللجنة.
واضاف للصحفيين "الشيء الوحيد الذي سيذكر بعد عشر سنوات من اليوم بشان الدورة السنوية الستين للجنة هو ما اذا كنا قد تصدينا للتطهير العرقي الجاري في السودان".
وقال وليامسون ان 10 الاف من السودانيين السود وقعوا بالفعل "ضحايا للتطهير العرقي" في عنف وحشي ادى الى نزوح اكثر من 700 الف شخص هربا من الاغتصاب والقتل.
وناشدت جماعات حقوق الانسان ومن بينها منظمة العفو الدولية اللجنة التي تضم 53 دولة اتخاذ اجراء شجاع بشان السودان في اليوم الاخير من دورتها السنوية التي تستغرق ستة اسابيع.
وقال نيكولاس هوين من لجنة الحقوقيين الدولية "اذا لم تتمكن اللجنة من التحرك بشكل حاسم بخصوص انباء قتل المدنيين في دارفور فسيكون ذلك بمثابة قرار اتهام للجنة."
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي انهم يجرون مزيدا من المحادثات بشان النص الجديد. وقد اعد النص في صورة بيان من رئيس اللجنة وهو شكل من اشكال التنديد اخف من القرار ويتعين صدوره بالاجماع.
وقال دبلوماسي اوروبي في جنيف انه لم يظهر اي عضو اخر مثل هذا القدر الكبير من القلق بشان السودان في محادثات الامم المتحدة وان الاتحاد الاوروبي يدرك انه خسر التصويت على قراره في العام الماضي بسبب فشله في الفوز بالتاييد الافريقي.
ووصل الى السودان الخميس محققون في مجال حقوق الانسان تابعون للامم المتحدة اتهموا القوات السودانية وميليشيات العرب بممارسة العنف على نطاق واسع في دارفور.
وقال المتحدث خوسيه لويس دياز ان الفريق المؤلف من خمسة اعضاء والذي فشل في الحصول على تصريح بدخول السودان في وقت سابق التقى مع مسؤولين في الخرطوم ويأمل في الوصول الى دارفور في وقت لاحق الخميس.
السودان ينفي محاولة اغتيال زعيم للمتمردين
الى ذلك، فقد نفى السودان الخميس مزاعم المتمردين في دارفور بان الجيش السوداني حاول قتل احد زعمائهم في كمين.
وقالت حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور ان الامين العام للحركة ميني اركوا ميناوي نجا من الكمين الثلاثاء على بعد بضعة كيلومترات من بلدة الطينة على الحدود بين تشاد والسودان بعد ان عرف بوجوده.
الا ان وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل قال ان التقرير لا اساس له معربا عن امله في الا يكون مؤشرا ينذر بعدم احترام الهدنة التي اتفق عليها الجانبان لاتاحة الفرصة لوصول المعونات العاجلة الى دارفور لتخفيف ما وصف بانه احدى اسوأ الازمات الانسانية في العالم.
وقال الوزير السوداني في الخرطوم ان هذه مجرد اتهامات وان الحكومة لو كانت ترغب في اغتيال ميناوي لما وقعت اتفاقا.
واضاف انه يامل في الا تكون هذه الاتهامات التي لا اساس لها علامة على عدم الجدية من جانب المتمردين ازاء عملية السلام.
وقال محمد مرسل المتحدث باسم حركة تحرير السودان ان اربع عربات تابعة للجيش السوداني اطلقت النار على سيارة اعتقادا انها تقل ميناوي.
واضاف ان مرشدين كانوا قد ابلغوا ميناوي بالخطة وانه سلك طريقا مختلفا. لكن ضابطا في الجيش التشادي وزوجته كانا في السيارة التي تعرضت للهجوم وقتلا.
ولم يرد تاكيد فوري من السلطات التشادية لمقتل ضابط في كمين.
وسئل مرسل بخصوص التأثير المحتمل للحادث الذي وقع قرب الطينة على المحادثات فقال "هذا لا ينبئ بخير. من الواضح ان الحكومة لا تريد التفاوض معنا."
واعرب المتمردون عن شكهم فيما اذا كانوا سيحضرون المحادثات ويتهمون الخرطوم بانتهاك الهدنة وهو ما تنفيه الحكومة.
وقال مراقبون ان من المحتمل ان تكون الحكومة تحاول قتل ميناوي وهو من اكثر المفاوضين تشددا والقائد العسكري لجيش تحرير السودان وابداله بشريك اكثر مرونة في المحادثات.
وقال احمد موسى وهو من نشطاء المجتمع المدني في دارفور انه اما ان الحكومة تسعى لابدال ميناوي ببديل اكثر مرونة يتفاوض بناء على شروطها واما ان هذا مظهر للاضطرابات الداخلية في حركة تحرير السودان نفسها.
ويقول محللون ان هناك صراعا داخليا في قيادة حركة تحرير السودان وصراعا على السلطة بين الشخصيات البارزة في الجناحين العسكري والسياسي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)