توقعت واشنطن ان يكون في مقدور مجلس الامن الدولي التوصل لاتفاق على قرار جديد بشأن مستقبل العراق خلال ايام. وفي غضون ذلك، اكدت لندن مقتل بريطاني في هجوم على قافلة في الموصل، وتبنت مجموعة ابو مصعب الزرقاوي هجومي التاجي والمسيب واللذين اسفرا عن 18 قتيلا على الاقل.
وقالت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس الاحد، انه تم التوصل لاتفاق بشأن القضايا المهمة وأن القرار أصبح الان قريبا جدا في أعقاب المحادثات بين الرئيسين الاميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك.
وبحث سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن مشروع القرار السبت وسوف يجتمعون في جلسة خاصة في وقت لاحق الاحد.
وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه يتوقع صدور القرار النهائي "خلال الايام القليلة القادمة". وسوف يدعم القرار السيادة التي ستنقل الى حكومة عراقية جديدة في 30 حزيران/يونيو ويضع ترتيبات بقاء القوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.
وقال باول في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.ان.ان.) الاميركية "لم تتبق اي قضية مهمة في القرار. نحن نعكف على التفاصيل."
وجاءت تصريحات باول عن قرب احراز تقدم كبير بعد أن ارسل اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي رسالة الى الامم المتحدة تتضمن معلومات بشأن دور بلاده في العمليات العسكرية الاميركية بعد تسليم السلطة لحكومة مؤقتة.
وقد بعثت الحكومتان العراقية والاميركية برسائل الى مجلس الامن الدولي الاحد تتعهدان فيها بالتوصل الى اتفاق على العمليات العسكرية الكبرى التي تقوم بها القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.
وتفتح الرسالتان اللتان تحملان توقيع علاوي وباول الباب امام اقرار مجلس الامن ربما خلال الاسبوع الجاري لمشروع قرار اميركي بريطاني بشأن مستقبل العراق.
وكان من المسائل التي اثارت خلافا في مشروع القرار دور العراق في العمليات العسكرية الكبرى. وسوف ترفق الرسالة بالقرار الذي يدعم السيادة التي ستنقل الى حكومة عراقية جديدة ويمنح تفويضا لقوة متعددة الجنسيات "باستخدام كل الوسائل الضرورية" لحفظ السلام.
وقال علاوي انه شكل لجنة وزارية للامن القومي تشارك فيها القيادة الاميركية للقوة متعددة الجنسيات.
وأضاف علاوي ان هذه اللجنة ستكون في حاجة "للتوصل لاتفاق بشأن القضايا الاساسية في مجال السياسة والامن بما في ذلك السياسة الخاصة بالعمليات الدفاعية الحساسة."
ولكن الرسالة التي اعدت كلماتها بعناية لم توضح ماذا سيحدث في حال حدوث خلاف بين الجيش الاميركي والعراقيين بشأن هجوم كبير.
وقالت رايس في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز صنداي "نحن قريبون جدا من التوصل لاتفاق على قرار. الرئيس تباحث مع الرئيس شيراك الليلة الماضية. أعتقد انه أمر مفهوم تماما اننا توصلنا لاتفاق على معظم القضايا الرئيسية."
واضافت "انا متأكدة تماما اننا خلال أيام قليلة سيكون بمقدورنا التوصل لاتفاق."
وتابعت رايس ان الولايات المتحدة حلت الان مع الحكومة العراقية السؤال الخاص بما اذا كانت بغداد ستحتفظ بحق الاعتراض (الفيتو) على العمليات العسكرية للقوات الاميركية.
ومضت رايس تقول "توصلنا الى اتفاق على ضرورة ان تكون هناك الية يمكن من خلالها بحث القضايا المهمة التي تخص كل أنواع القضايا المتعلقة بأمن العراق بما في ذلك قضايا السياسة الخاصة بالعمليات العسكرية. هذه القضايا يتعين أن تبحث في هذا الاطار."
وقالت رايس انه في ظل وجود اتفاق الان بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة "لا أعتقد ان هذا الامر يمكن أن يظل مشكلة في الامم المتحدة على الاطلاق." واضافت "توصلنا لاتفاق مع العراقيين وهذا كل ما حدث."
وقد اجريت المقابلتان مع باول ورايس في فرنسا حيث يرافقان الرئيس بوش في الاحتفالات بيوم الانزال في نورماندي.
وفي لندن قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية البريطانية ان هناك "افتراضا معقولا" بأن من المحتمل أن يجري تصويت نهائي في وقت ما من الاسبوع الحالي.
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان يتعين أن يحتفظ العراق بحق الاعتراض (الفيتو) على عمليات القوات الاجنبية قال المسؤول "من الواضح انه كي يكون هناك نقل حقيقي للسيادة فان الحكومة صاحبة السيادة يجب أن يكون لها القدرة على أن تقول انها تريدك على أراضيها باختيارها."
وأضاف المسؤول "بالنسبة لادارة العمليات نرى انه ستكون هناك لجنة للامن القومي يتم من خلالها التوصل الى اتفاق على القضايا المهمة."
وكان العراق قال بالفعل انه لا يريد أن يكون له حق الاعتراض على العمليات العسكرية الاميركية وقال باول انه لا سبيل الى حدوث ذلك. ولكن مسؤولين عراقيين أوضحوا انهم يريدون أن يكون لهم رأي في أي حملة كبرى من جانب القوة متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة.
تأكيد مقتل بريطاني
وعلى صعيد التطورات الميدانية، فقد قالت وزارة الخارجية البريطانية الأحد ان بريطانيا قُتل عندما فتح مسلحون النار يوم السبت على موكب من السيارات في مدينة الموصل الواقعة في شمال العراق.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية لرويترز "قُتل مواطن بريطاني في حادث اطلاق نار من سيارة في الموصل وجُرح ثلاثة بريطانيين آخرون. وليس بوسعنا تأكيد أي أسماء الى أن يتم إبلاغ أقرب الأقرباء."
وكان مسؤول عسكري أميركي قال السبت ان مسلحين فتحوا النار على سيارات تُقل حُراسا أمنيين أجانب في الموصل وقتلوا أحد الأجانب وأصابوا اثنين آخرين. ورفضت وزارة الخارجية تأكيد وظائف الرجال.
مجموعة الزرقاوي تتبنى هجومي التاجي والمسيب
الى ذلك، تبنت مجموعة ابو مصعب الزرقاوي المسؤول المفترض عن عمليات القاعدة في العراق هجمات "انتحارية" في منطقة التاجي شمال بغداد اوقعت ستة قتلى بحسب مصادر طبية.
وقال بيان موقع باسم "الجناح العسكري بجماعة التوحيد والجهاد" وردت نسخة منه عبر البريد الالكتروني على وكالة الصحافة الفرنسية "في اصرار عنيد وعزيمة لا تلين انطلق اثنان من اخوانكم من "كتيبة الاستشهاديين" التابعة لجماعة التوحيد والجهاد لدك معاقل الامريكان وحلفائهم المرتدين".
واضاف البيان "قصد احد الابطال (..) من اهل هذا البلد معسكرا تابعا للقوات الامريكية في منطقة التاجي شمال بغداد وقد كبدهم (..) خسائر فادحة في الارواح"، دون ايراد تفاصيل.
وتابع "وقصد البطل الثاني معقلا من معاقل الموالين للامريكان من الجيش والشرطة الذين باعوا دينهم وعرضهم وارضهم بثمن بخس".
وكانت الشرطة العراقية أعلنت أن مسلحين هاجموا مركزا للشرطة في المسيب جنوب بغداد السبت، مما أسفر عن مقتل عشرة على الأقل من رجال الشرطة ومدنيين اثنين. وافاد مسؤول في مستشفى المدينة ان عدد القتلى بلغ 13.
واشار البيان الى ان "المعسكر يعد مركزا هاما لتجنيد وتدريب افراد الشرطة والجيش والذي لا يبعد عن المعسكر الامريكي الا امتارا قليلة".
وكانت مصادر طبية أعلنت ان ستة مدنيين عراقيين قتلوا واصيب 68 على الاقل في انفجار سيارة مفخخة الاحد على مدخل قاعدة اميركية في منطقة التاجي على المدخل الشمالي للعاصمة بغداد.
وقال كريم جاسم مدير مستشفى الكاظمية في التاجي ان "ستة عراقيين قتلوا واصيب 64 اخرون بينهم خمسة من قوات الدفاع المدني".
واضاف ان معظم الجرحى "كانوا من العمال الذين يعملون في القاعدة".
من جهته قال الطبيب مؤيد جاسم من مستشفى الشهيد محمد باقر الحكيم في ضواحي بغداد ان المستشفى "استقبل اربعة جرحى بعد الانفجار صباحا احدهم في حال الخطر". وكان الضابط الاميركي كريس هياتسكوت اعلن في وقت سابق ان الانفجار وقع عند الساعة 30،7 "ستة قتلى على الاقل".
وذكر احد الشهود محمد غازي ان "عمالا عراقيين كانوا ينتظرون على مدخل القاعدة عندما وقع الانفجار".
وغالبا ما يستهدف المقاتلون العراقيون مداخل القواعد العسكرية ما يتسبب في مقتل العديد من العراقيين الذين تستخدمهم قوات التحالف.—(البوابة)—(مصادر متعددة)