هل تم زرع داعش في بوركينا فاسو لتبرير التدخل الغربي في افريقيا؟

تاريخ النشر: 07 يونيو 2021 - 09:55 GMT
ظهور مفاجئ لتنظيم داعش على اراضيها بهدف اقامة مشروع الدولة الاسلامية
ظهور مفاجئ لتنظيم داعش على اراضيها بهدف اقامة مشروع الدولة الاسلامية

تقف دول افريقيا الضعيفة على حافة الهاوية مع ظهور مفاجئ لتنظيم داعش على اراضيها بهدف اقامة مشروع الدولة الاسلامية، ويبدو ان بوركينا فاسو الدولة الضعيفة والفقيرة شهدت بداية الضربة الساحقة عندما ابيدت احدى قراها عن بكرة ابيها في مجزرة مروعة راح ضحيتها 130 قرويا 

3 ساعات من سفك الدماء

وخلال الهجوم الذي استمر ثلاث ساعات على، قرية ياغا، أطلق المسلحون النار عشوائيا، وأضرموا النار في المنازل والمحال قبل أن يلقوا قنابل ومتفجرات على المدنيين الذين حاولو الفرار بحثا عن ملاذ آمن.

ووفقا لمسؤولين رسميين ومنظمات غير حكومية فإن أي جماعة لم تتبنى ذلك الاعتداء الإرهابي حتى الآن، ولكن بعض المصادر الحكومية أشارت بأصابع الاتهام إلى ما بات يعرف بفرع "تنظيم داعش في الصحراء الكبرى"، والذي نفذ العديد من الهجمات التي أدت إلى مقتل المئات في دول منطقة الساحل. 

مخاوف وتساؤلات

وتشير تقارير غربية اميركية ممولة من الحكومة الى ان تلك المجزرة التي ضربت قرية ياغا  تعد الأكثر دموية في بوركينا فاسو منذ العام 2015. وبحسب خبراء فإن ما حدث في تلك القرية يجدد المخاوف من أن الغرب وحلفاءه قد يخسرون المعركة ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية في دول الساحل الفقيرة، والتي تشمل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وساحل العاج وتشاد.

مع الاضافة الى ان بوركينا فاسو تعاني  من وطأة وتزايد نفوذ تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة والتي أدى القتال معها إلى ترك أكثر من 1.2 مليون شخص منازلهم، ضمن ما اعتبرته الأمم  المتحدة أسرع أزمة نزوح في العالم.  

داعش موالي لاميركا

منذ نشأة داعش وبروزه كتنظيم ارهابي في بلاد الشام الى ان تورط الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة  في تأسيسه بدا واضحا للعيان، وقد ظهر ذلك بشكل جلي عندما انهار التنظيم ومنعت قوات سورية الديمقراطية من احتجاز او التحقيق مع قيادات داعش بحيث يتم تسليمهم الى القوات الاميركية .

مثل هذه الاحداث تؤكد ان داعش يعمل بتوجيه وامره وتمويل الـ CIA  والبيت الابيض بعد ان تمت السيطرة عليه ،  ومازالت الاسلحة الاميركية التي تم اسقاطها لدعم التنظيم في معاركه في الذاكرة وبررت واشنطن فعلتها بالقول ان الاسلحة اسقطت بالخطأ .

على هذه الارضية يرى خبراء ان داعش بعد انسحابه من سورية والعراق باشراف وتوجيه اميركي، نقل الى الدول الافريقية الضعيفة ليكون هناك مبرر اميركي للتدخل السياسي المباشر واقامة القواعد العسكرية، لربما لافشال التمدد الصيني، مع العلم ان بوركينا فاسو تتوسط 5 دول في قلب افريقيا اي ان واشنطن تريد السيطرة على المركز الافريقي ، وهذا التدخل لقتال داعش هو ذات المبرر الذي استخدم للتدخل في سورية واقامة نحو 60 قاعدة اميركية فيما بعد ورفض الانسحاب على الرغم من اعلان دونالد ترامب الرئيس الاميركي السابق انه تم القضاء على داعش في سورية والعراق  

بعد خسارة داعش لدولة خلافته المزعومة في سوريا والعراق، بدأ يعمل على التوسع في القارة الأفريقية لاسيما في شمال شرقي نيجيريا حيث يسيطر على مئات الأميال من الأراضي، وصولا إلى  الكونغو وشمال موزامبيق حيث يهدد مشروع غاز طبيعي بقيمة 16 مليار دولار.

وأوضحت فيرجيني بوديس،  الخبيرة في شؤون منطقة الساحل في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن الحكومات المحلية والمدعومة من قبل قوات تحالف دولي باتت غير قادرة على حماية السكان المدنيين في ظل تطور الأساليب الخبيثة للجماعات الإرهابية.

اميركا تعزز عملياتها الامنية 

ورداً على ذلك، عززت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع فرنسا - القوة الاستعمارية السابقة في غرب إفريقيا والتي لديها حوالي 5000 جندي في المنطقة - لتوفير المراقبة الجوية من طائرات بدون طيار تحلق من قاعدة جوية جديدة بقيمة 110 ملايين دولار في شمال النيجر.

وكلا البلدين لديهما قواعد عسكرية في، واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، على بعد مئات الكيلومترات من مكان المذبحة الأخيرة. 

وقد أفاد نشطاء محليون إن ما بات يعرف باسم "تنظيم داعش في الصحراء الكبرى" أضحى  معروف بارتكاب مذابح بشعة بحق سكان القرى التي ترفض التعهد بالولاء له. 

وقال مسؤول سابق في مكافحة الإرهاب في دولة النيجر المجاورة، إن عبد الحكيم الصحراوي، أحد القادة الإقليميين في داعش بات مشهورا بلقب "الجزار" لأنه اعتاد أن يقطع رؤوس الزعماء المحليين بيديه.

لكن وزير خارجية النيجر، حسومي مسعودو، يرى أن استهداف المتشددين لأهداف مدنية قد يكون مؤشرا قويا على أن الجماعات المسلحة ليست بتلك القوة وبالتالي هي عاجزة عن مواجهة الجيوش، موضحا في تصريحات لـ"وول ستريت جورنال" :"هؤلاء الإرهابيون يهاجمون السكان المدنيين. هذا دليل على ضعفهم ". 

حداد في بوركينا فاسو

وقد أعلن رئيس بوركينا فاسو، روش كابوري، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وقال في خطاب متلفز "أنحني لذكرى مئات المدنيين الذين قضوا في هذا الهجوم الهمجي".

وفي سياق متصل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أن ذلك "الاعتداء البشع" يوضح مدى "الحاجة الملحة لضرورة مضاعفة الجهود الدولية في دعم الدول الأعضاء بالمنظمة للقضاء على الإرهاب فيها". 

ومن جابنها نددت وزارة الخارجية الأميركية بالهجوم، مؤكدة أنها "تقف إلى جانب شركاء الولايات المتحدة ببوركينا فاسو في مكافحة الإرهاب العنيف".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن