السودان: اغتصاب جماعي وقتل بالسكاكين.. ناجون يروون ما حدث بعد سقوط الفاشر

تاريخ النشر: 05 نوفمبر 2025 - 08:27 GMT
_

تتوالى التقارير الميدانية التي تكشف يوماً بعد يوم فظائع مروعة من داخل مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة عليها في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منهيةً بذلك حصاراً امتد لأكثر من عام.

وتصف شهادات الناجين مشاهد صادمة من القتل والعنف الجنسي والانتهاكات الواسعة التي رافقت سقوط المدينة، في واحدة من أكثر فصول الحرب السودانية قسوة ووحشية.

أميرة (اسم مستعار)، أم لأربعة أطفال، نجت من الفاشر بعد رحلة محفوفة بالموت نحو مدينة طويلة غرباً، تروي لمنظمة "أفاز" ما شاهدته من أهوال قائلة: "الاغتصاب كان جماعياً وأمام الناس، لا أحد يستطيع أن يوقفهم.. كانوا يضربون النساء ويعذبونهن علناً".

وتضيف أنها احتُجزت في بلدة كورما شمال غربي الفاشر، حيث "كان الاغتصاب يتم حتى في الليل، ولا أحد يسأل أو يمنع"، مشيرة إلى أنها دفعت فدية قدرها خمسة مليارات جنيه سوداني لإطلاق سراحها والسماح لها بالرحيل مع أطفالها.

وتتابع أميرة أن من يعجز عن الدفع "يُسلب ماله أو تُؤخذ بناته للاغتصاب.. وحين غادرت كورما، كان الطريق مليئاً بالجثث.. تضطر أن تقفز فوقها لتواصل السير".

وتؤكد أنها شاهدت مقاتلين من الدعم السريع "يذبحون رجلاً بالسكاكين" أثناء دخولهم مدينة قرنة في طريقهم إلى كورما، مشددة على أن "القتل كان بالرصاص وبالأسلحة البيضاء"، مضيفة: "تلك المشاهد لا تفارقني.. أستيقظ ليلاً وأنا أرتجف من الرعب".

وقال المتحدث باسم منسقية اللاجئين والنازحين في دارفور، آدم رجال، إن منظمته وثقت أكثر من 150 حالة عنف جنسي منذ سقوط المدينة وحتى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بعضها داخل الفاشر وأخرى على الطرق المؤدية إلى مدينة طويلة.

كما تحدث شهود آخرون عن عمليات تفتيش مهينة طالت النساء ونهب واسع للممتلكات. وقال محمد (56 عاماً)، وهو أحد الناجين: "يفتشون الملابس وإن لم يجدوا شيئاً يبدؤون بالضرب. ينتزعون حتى الفوط الصحية وحفاضات الأطفال. لا يتركون شيئاً.. لا أموالك ولا كرامتك".

ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، قُدّر عدد الفارين بنحو 65 ألف مدني، بينهم خمسة آلاف على الأقل لجؤوا إلى مدينة طويلة التي تستضيف أصلاً أكثر من نصف مليون نازح. ويعيش هؤلاء في ظروف مأساوية داخل خيام ممزقة وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.

وقال رجال إن الوضع في طويلة "بحاجة إلى تدخل فوري"، مؤكداً أن السكان "يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، ويعانون من صدمات نفسية عميقة بسبب ما شهدوه من عنف".

ومع استمرار انقطاع الاتصالات وصعوبة وصول المساعدات، تبقى شهادات الناجين هي النافذة الوحيدة على حجم المأساة التي يعيشها الإقليم، في حرب تزداد وحشية يوماً بعد يوم.