نتنياهو يجمع حكومته بالاغوار لشرعنة مستوطنة وخصومه ينشرون "خارطة" صفقة القرن

تاريخ النشر: 15 سبتمبر 2019 - 02:44 GMT
الخارطة التي نشرها بينيت
الخارطة التي نشرها بينيت وقال انها تبين ما ستنتهي اليه الامور في الضفة الغربية بموجب صفقة القرن

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، اجتماعا نادرا لحكومته في غور الاردن تمخض عن اعترافها بمستوطنة عشوائية هناك، فيما تعمد خصومه ارباكه قبل يومين من الانتخابات، عبر نشر خارطة لخطة "صفقة القرن"، تتضمن تقسيما للقدس وتنتهي بالمستوطنات الى جزر معزولة داخل الضفة الغربية.

وقال مكتب نتنياهو في بيان، إن الحكومة وافقت على “تحويل المستوطنة العشوائية ميفوت يريحو في غور الأردن إلى مستوطنة رسمية”.

وتعتبر جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل تميز بين تلك التي وافقت عليها وتلك التي لم تحصل على موافقتها.

وتعهد نتنياهو قبل أسبوع بضم غور الأردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية في حال فوزه في الانتخابات.

وقال مكتب رئيس الوزراء في البيان “أقرت الحكومة اقتراح رئيس الوزراء ببناء ميفوت يريحو”.

وقال نتنياهو إنه يعتزم في حال فوزه في الانتخابات ضم غور الأردن والمنطقة الشمالية من البحر الميت، إضافة إلى ضم المستوطنات في جميع أنحاء الضفة الغربية بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي من المتوقع أن يعلن بعد الانتخابات عن خطته المرتقبة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتهدد خطة نتنياهو بالقضاء على ما تبقى من الأمل لحل الدولتين.

وندد الفلسطينيون والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإعلان نتنياهو الأسبوع الماضي.

وقال نتنياهو إن تعهده لا يشمل مدنا فلسطينية مثل أريحا.

ويخوض نتنياهو معركة صعبة لإعادة انتخابه، يواجه خلالها خصمه رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أزرق أبيض. وتعتبر أصوات اليمين القومي مفتاحا لحزبه الليكود.

وتأتي خطوة عقد اجتماع الحكومة الاسرائيلية في غور الاردن تزامنا مع الاجتماع الاستثنائي الذي تعقده منظمة التعاون الإسلامي بطلب من السعودية، الأحد، في جدة، على مستوى وزراء خارجيتها لبحث “التصعيد الإسرائيلي”، المتمثل في عزم نتنياهو فرض السيادة الإسرائيلية على جميع مناطق غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات بالضفة الغربية في حال إعادة انتخابه.

وقالت الخارجية التركية إن منظمة التعاون الإسلامي ستعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي عزمه ضم مناطق في الضفة الغربية فور انتهاء انتخابات “الكنيست”.

وأضافت الخارجية التركية في بيان أن “منظمة التعاون الإسلامي ستعقد اجتماعا في جدة لمناقشة تصريحات نتنياهو بشأن عزمه ضم غور الأردن والمستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية لإسرائيل”.

"خارطة" صفقة القرن

نشر وزير التعليم الإسرائيلي السابق، والمرشّح في قائمة "إلى اليمين"، نفتالي بينيت، في حسابه على موقع "تويتر"، خارطة قال إنها لما ستقضي به "صفقة القرن".

وقال بينيت أن "صفقة القرن" ستحوّل المستوطنات إلى "جزر إسرائيليّة في محيط فلسطيني" وأن إسرائيل ستكون محاطة من كافة جوانبها من "حماس وتنظيم (شبيبة) فتح ومنظمة التحرير".

لكن صحيفة جيروزاليم بوست نقلت عمن قالت انه مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية قوله ان الخارطة التي نشرها بينيت "تنطوي على قدر كبير من عدم الدقة"، مضيفا انها تشاهد لاول مرة.

من جهته، قال وزير المواصلات الإسرائيلي والقيادي في "إلى اليمين"، بتسلئيل سموتريتش، إنّ الخريطة التي نشرها بينيت تضمّ "5٪ فقط من المناطق التي أعلنها نتنياهو، والتي قال إنها ستضمّ مناطق المستوطنات" وليس المستوطنات نفسها فقط.

وزعم سموتريتش أن الخطّة الأميركيّة "تشكّل خطرًا على المستوطنات، وتعنى إقامة دولة فلسطينيّة بحكم الأمر الواقع".

صرحت أيليت شاكيد، زعيمة تحالف "إلى اليمين" الإسرائيلي ووزيرة العدل السابقة، بأن "صفقة القرن" تنطوي على تقسيم القدس.

وقالت شاكيد في حديث للقناة الـ12 الإسرائيلية مساء أمس: "(رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو لم يتحدث إلا عن "الجزر" في خطة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، لكنه لم يذكر أنهم بصدد تقسيم القدس. الخطة تتضمن تسليم أحياء القدس الشرقية للفلسطينيين".

وأضافت أن "صفقة القرن" تقضي أيضا بفرض السيادة الفلسطينية على بعض المستوطنات، وردا على سؤال عن مصدر معلوماتها عن خطة لم يكشف سوى الشق الاقتصادي منها، قالت ببساطة: "أعلم".

وذكرت: "أريد أن أكون في حكومة تراقب نتنياهو للتأكد من أن ذلك لن يحدث".

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي جاء في إطار انتخابي دعائي، إن "التقديرات تؤكد أن إعلان الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام سيتم بعيد الانتخابات مباشرة"، مضيفًا "ربما أيام معدودة بعد الانتخابات المقبلة".

واعتبر نتنياهو أن ذلك يشكل تحديًا تاريخيا وفرصة تاريخية كذلك لإسرائيل، متسائلا: "من سيقود المباحثات مع الرئيس ترامب، أنا، أم (رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني) غانتس"، وسط تصفيق من حضور معظمه من مسؤولي حزبه، الليكود.

وأضاف نتنياهو أنه كان ينوي "إعلان السيادة الإسرائيلية على كافة الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، انطلاقا من المناطق التي تشكل أهمية إستراتيجية وأمنية لإسرائيل"، على غرار منطقة الأغوار التابعة للضفة الغربية المحتلة.

وتابع أنه ينوي إعطاء فرصة للإدارة الأميركية بطرح "صفقتها"، ومن ثم يبدأ بإعلان السيادة الإسرائيلية على مناطق قال إنها تشكل أهمية "أمنية وتاريخية" بالضفة المحتلة، كما تعهد بضم الأغوار بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري.

وزعم أن الأغوار تشكل "الجدار الحامي الشرقي، درع يضمن أننا لن نتحول لدولة عرضها بضع كيلومترات، وهذا يتطلب أن ينتشر الجيش الإسرائيلي على طول الأغوار، وليس فقط في قطاع ضيق بجانب البحر (الميت)، آمل أن يكون الجيش الإسرائيلي دائمًا هناك، وأن يكون غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد".