خلفت الولايات المتحدة ورائها إثر انسحاب قواتها من أفغانستان، كميات هائلة من العتاد العسكري والأسلحة، التي يرى مراقبون أنها اصبحت بيد عناصر طالبان، وقوى معادية ل "واشنطن"، حيث تشير مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، في تقرير لها إلى أن إيران من الممكن أن تستفيد من تلك الأسلحة.
ولفتت المجلة إلى أن حالة من الجدل أثارتها نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي حول توجه شاحنات من الأسلحة خارج أفغانستان ودخولها للأراضي الإيرانية.
وأنفقت الولايات المتحدة على جيش أفغانستان الذي انهار خلال وقت قصير وقياسي أمام هجمات طالبان وتمددها قبل انسحاب القوات الأمريكية، مبالغ طائلة، من حيث التدريب والتسليح، وصلت إلى 83 مليار دولار.
وتقول "ناشيونال إنترست": "في الوقت الذي ينتاب الأمريكيين قلق بشأن ما تركوه من عتاد عسكري في أفغانستان بعد سيطرة حركة "طالبان" على حكم البلاد، فإن إيران يمكنها الاستفادة من تلك الأسلحة في الأبحاث العسكرية.
مبيعات الأسلحة الأمريكية ل "إيران"
قبل عام 1979، كان المسؤولون الأمريكيون يعتقدون أن إيران ستظل حليفا مهما لهم، وهو ما سمح لإيران بالحصول على أسلحة متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لذلك ما يبرره سياسيا واقتصاديا
وكانت إيران أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية حتى قيام الثورة الإسلامية في عام 1979، وكانت ذورة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى إيران في الفترة من 1972 حتى 1976.
لكن بعد 1979، أصبحت إيران خاضعة للعقوبات الأمريكية ولم تعد قادرة على الحصول على أي صفقات سلاح من الغرب.
إيران تشتري الأسلحة من طالبان
يرى بعض المحللين أن انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة حركة "طالبان" على الحكم، وانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية خلق فرصة جيدة لإيران تمكنها من المضي قدما نحو تحقيق أهدافها الإقليمية في أفغانستان
وأشارت المجلة إلى أن صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لحافلات تنقل عتادا عسكريا أمريكيا من أفغانستان إلى إيران، أثارت جدلا واسعا حول إمكانية استفادة إيران من الأسلحة التي تركها الجيش الأمريكي هناك.
ولفتت المجلة إلى وجود تقارير غير رسمية، تتحدث عن أن إيران اشترت مركبات هامفي، ومدرعات خفيفة طراز "إم راب" من حركة طالبان بهدف استخدامها في الأبحاث وإنتاج نماذج جديدة منها اعتمادا على الهندسة العكسية في استنساخ الأسلحة والعتاد العسكري.
وتعتمد بعض الدول على الهندسة العكسية في إنتاج نماذج لأسلحة خصومها، التي لا تملك تصميمات خاصة بها.
ويقوم المهندسون العسكريون، في هذه الحالة، بالحصول على الأبعاد والتصاميم الخاصة بالسلاح الجديد عن طريق استنساخها من النموذج الذي تم الاستيلاء عليه
وانسحب آخر الجنود الأمريكيين من أفغانستان في الـ 30 من أغسطس/ آب الماضي، بعدما أعلنت حركة "طالبان" سيطرتها على حكم البلاد في 15 أغسطس، بينما انهار الجيش الأفغاني بصورة مفاجئة رغم أنه كان يصنف في المرتبة رقم 75 بين أقوى 140 جيشا في العالم، وبعدما أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية على تسليحه وتدريبه نحو 83 مليار دولار.