عمان – البوابة - وسام نصرالله
يرى الناشط القانوني والسياسي حسن الحطاب أن تراجع مؤشر الحريات في الأردن، حسب تقارير لمؤسسات حقوقية محلية ودولية، مرده أخطاء فردية داخل مؤسسات الدولة، وأنه ليس نابعا من سياسات ممنهجة من قبل النظام.
واكد عضو مجلس الإصلاح الوطني ـ حسن الحطاب ـ أن الحرية الشخصية للمواطن الأردني كفلها الدستور، كما أن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قد أصدر أربع أوراق نقاشية تتحدث جميعها في محور واحد، ألا وهو ممارسة الديمقراطية المفتوحة على جميع المواطنين، ومسؤولية وواجب المشاركة فيها.
وفي ظل أزمة العنف الجامعي المتنامية في الأردن، أيد الحطاب قرار النواب بمنح صفة الضابطة العدلية لمن يفوضهم رئيس الجامعة الرسمية من الحرس الجامعي.
وقال الحطاب أن القرار يسهم بشكل كبير بالحد من العنف الجامعي، ومنع المتسللين من خارج الجامعة من الدخول لها.
وحسب القرار يُكلف موظفو الضابطة العدلية وفق قانون أصول المحاكمات الجزائيه باستقصاء الجرائم وجمع أدلتها والقبض على فاعليها واحالتهم على المحاكم الموكول اليها امر معاقبتهم.
ونفى الناشط القانوني والإجتماعي أن تكون العشائرية أداة للهدم وتعطيل نمو الدولة المدنية، معتبرا أنها تلعب دورا مهما في المحافظة على النسيج الإجتماعي والتماسك بين أبناء الشعب الأردني.
وقال عضو مجلس الإصلاح الوطني الحطاب: "إن العشائر في الأردن لها دور إيجابي في حل الكثير من القضايا الشائكة والمعقدة، من مثل القتل و الدهس والمشاجرات، تلك القضايا التي حلها بحكمة ومودة يجنب المجتمع الدخول بدوامة من الصراعات والمشاحنات.
وأضاف الناشط في مجال حقوق الإنسان : "إن العشيرة بحلها للمشكلات الإجتماعية الكبيرة، تحافظ على النسيج الإجتماعي من التفكك، وتعمق الروابط بين أبناء المجتمع الواحد بحكمة عقلائها وكبار القوم في تلك العشائر"، مشيرا إلى أن العشيرة بصفتها وحدة بناء إجتماعي تمثل أسرة كبيرة يترأسها أحد الحكماء من نفس العشيرة.
وأكد الحطاب أن القانون العشائري لايتعارض مع القانون العام للدولة، وإنما هو مكمل ومساعد للجهات القضائية والقانونية في الدولة، عبر حل أكبر المشاكل واكثرها تعقيدا.
وأشار الناشط الإجتماعي الحطاب إلى عدد من القضايا التي كان واقفا على حلها من خلال الأعراف العشائرية وتدخل كبار الوجهاء، وتحديدا قضايا القتل، مشددا أنه لولا تلك التدخلات العشائرية لكان هناك بحر من الدماء والقتل لأخذ الثأر باليد والانتقام. ومن الأمثلة التي ساقها لنا الحطاب في هذا السياق، قضية مقتل أحد ابناء العشائر ، وأنه لولا تدخل شيوخ ووجهاء العشائر لحل تلك القضية لكان حصل ما لايحمد عقباه، من أخذ للثأر بالقوة والانتقام من المتسببين بقتل ذلك الشيخ.
وشدد الحطاب أن العشائرية استخدمتها الدولة لتعميق المفاهيم السياسية، وأنها شكلت صمام أمان ضد أي موج عارم يغزو الأردن، وتحديدا من الأفكار الهدامة المستوردة من المجتمعات الغربية، التي تغربن الهوية الثقافية والحضارية للشباب.
وبين الحطاب أن التقدم التكنولوجي وتطور وسائل الاتصال والاعلام الحديثة، أثرت على نفوذ شيوخ العشائر مقارنة بالسابق، إذ أن رأي وافكار أبناء العشيرة كانت متقاربة، ووسيلة الاتصال الأقرب إليهم كان شيخ العشيرة نفسه، بينما الآن أصبح جميع ابناء العشيره على اطلاع وتواصل أكبر مع العالم