من طبيب اسنان مغمور الى صانع ملوك: تعرف على منصور عباس شريك الائتلاف الاسرائيلي

بين رفض لانجاح حكومة اسرائيلية، ورضا رأتها ضرورية لاسقاط بنيامين نتنياهو اقتياده الى السجن مع التمنيات باقامة سيئة، فقد وقع رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس على المشاركة في الائتلاف الحكومة الاسرائيلي مع رئيس حزب "يش عتيد" يائير لابيد ليكون أول حزب عربي يشارك في ائتلاف حكومي منذ 50 عاما.

عباس يدافع

في بعض الأوساط الفلسطينية، هناك من يتهم عباس أيضاً بأنه يروّج للرواية الإسرائيلية التي تسعى إلى تقديم "كفاح الشعب الفلسطيني على أنه نوع من الإرهاب".

قال عباس بعد التوقيع على الاتفاق إن "الطرفين توصلا إلى تفاهمات واتفاق يقدم حلولا للمجتمع العربي"، مبينا أن "الاتفاق يشمل الكثير من الأمور الهامة والضرورية للمجتمع العربي خصوصا وللإسرائيلي عموما، وبشكل خاص المجتمع العربي في منطقة النقب وبما يتعلق بهدم المنازل".

وأشار إلى أن "هذه هي المرة الاولى التي يكون بها حزب عربي شريك بإقامة حكومة"، معربا عن أمله بأن "يتم إقامتها لأننا لا نريد انتخابات خامسة ولذلك اتخذت هذا القرار الصعب، سنعمل بإصرار على نجاح هذه العملية".

من هو منصور عباس؟

ولد منصور عباس، في بلدة  (المغار هي بلدة عربية تقع في منطقة الجليل الأسفل  22 ابريل 1974- )، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. انهى دراسة طب الاسنان في الجامعة العبرية في القدس، وخلال دراسته بدأ نشاطه الطلابي ضمن لجنة الطلاب العرب حيث انتخب لرئاستها مرتين.  وهو طبيب وسياسي فلسطيني، أحد قيادات القائمة المشتركة، يشغل منصب نائب رئيس الحركة الاسلامية (الشق الجنوبي) في فلسطين الداخل منذ العام 2010، ورئيس القائمة العربية الموحدة ونائب في الكنيست الاسرائيلية ضمن القائمة المشتركة منذ العام 2019.

حياته ونشاطه السياسي

انتخب عام 2007 اميناً عاماً للحركة الاسلامية في الداخل ( الشق الجنوبي)، في العام 2010 انتخب نائب لرئيس الحركة، وفي العام 2019 تولى قيادة القائمة العربية الموحدة وهي الهيئة السياسية التي تخوض الحركة الاسلامية الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية من خلالها.

انتخب نائبا في الكنيست الإسرائيلي لاول مرة في انتخابات ابريل 2019، ضمن قائمة جمعت الحركة والتجمع الوطني الديمقراطي، وانتخب للمرة الثانية خلال الانتخابات المبكرة ذات العام في سبتمبر 2019، بعد عودة تشكل القائمة المشتركة.

هجوم على الاسرى الفلسطينيين

في فبراير 2021، وصف منصور عباس الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي بالمُخربين وبعد موجه غضب وتنديد به وبتصريحاته عاد ليوضح في بيان لاحق أنه: في مقابلتي مع القناة الثانية بالعبرية لم أصف الأسرى بالمخربين، وأعود لأقول ما قلته في بياني السابق: أجبت عن سؤال الصحافي بالعبرية إذا كنت قد زرت "مخربين"، بإجابة كلا لم أقم بزيارة "مخربين"، قد أكون أخطأت بالرد عليه بنفس تعريفه، ولكني لم أقصد الوصف وأعتذر إذا كنت قد أسأت التعبير

ومع ذلك طرد عباس واهين خلال مشارطته في عشرات الفعاليات الجماهيرية التي تنظمها الجماهير العربية في فلسطين التاريخية.

من طبيب اسنان مغمور الى سياسي معروف

دخل منصور عباس عالم السياسة منذ ثلاثة أعوام، حيث ترشح إلى الانتخابات التشريعية الإسرائيلية ثلاث مرات. في الماضي كان طبيب أسنان مغمور، ذو توجه إسلامي. والآن أصبح سياساً معروفاً، وهو يشغل منصب نائب الرئيس في حزب الحركة الإسلامية الجنوبية، التي انشقت في 1995 عن الحركة الإسلامية، المحظورة.

وبعد أربع انتخابات خلال سنتين، قد يصبح دور عباس في صنع "القيادة الإسرائيلية" حاسماً أكثر من أي وقت مضى. ولذا، لم يكن من المستغرب أبداً أن تسمّيه فايننشال تايمز العريقة بـ "صانع الملوك".

قد يكون من المناسب التذكير بأن حركة عباس الإسلامية تختلف في الرؤية السياسية مع الحركة الإسلامية "الأم"، التي يقودها الشيخ رائد صلاح. فالأخيرة ترفض أن يكون الكنيست منصة لممارسة العمل السياسي الفلسطيني لعرب الـ 48. أما الأولى، فالبعكس، ترى في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً المكان الأنسب و"الأكثر واقعية" لخدمة المجتمع الفلسطيني.

وتعرف الحركة الإسلامية الجنوبية إسرائيلياً باسم "راعم".

الحركة منذ سنة حتى اليوم
في انتخابات آذار/مارس من عام 2020، شكل حزب الحركة الإسلامية الجنوبية جزءاً من "القائمة المشتركة"، التي حصلت على 15 مقعداً في البرلمان. وفي كانون الثاني/يناير من 2021، انفصلت الحركة الإسلامية الجنوبية عن القائمة (التي تداعت) بسبب "خلافات" برزت بين الطرفين، وترشّح منصور عباس عن القائمة العربية الموحدة.

وتألفت "القائمة المشتركة" من مجموعة ذات توجهات مختلفة من يسارية وشيوعية وإسلامية، وهي تقول إنها تمثل جزءاً من قوى المعارضة، وصوت عرب الـ 48 الذين يشكلون نحو خمس الناخبين في إسرائيل، وحازت على 6 مقاعد في الكنيست مسجلة تراجعاً مدوياً.

في الانتخابات الاخيرة تحصلت الحركة الإسلامية على أربعة مقاعد - كانت ستمكّن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الحصول على الأكثرية في الكنيست في حال قرر عبّاس تشكيل ائتلاف حاكم مع الليكود والأحزاب اليمينية والدينية الأخرى التي تكفل نتيناهو بقيادتها قبل ان يفشل حيث كان يمكن لتكتل نتنياهو تأمين 59 مقعداً، 30 لحزب الليكود و9 لحزب شاس و7 لحزب يهدوت هتوراة المتشدد و7 لحزب يامينا و6 للحزب الديني القومي (مفدال). وذلك يعني أن نتنياهو بحاجة إلى مقعدين فقط لتأمين الأكثرية.

ما هي أسباب تقدّمه؟

في العامين الأخيرين بدت إسرائيل من دون توجه سياسي واضح. الائتلاف الحاكم كان شرطاً من أجل قيام أي حكومة، وغابت الأكثرية عن البرلمان على الرغم من إجراء عدّة انتخابات.

بشكل عام، هناك اصطفاف حاد في الشارع الإسرائيلي وذلك على عدّة مستويات، بين يمين تقليدي موحد إلى حد ما، تدعمه الأحزاب اليمينية المتشددة الأصغر، وتجمع سياسي هجين يتألف بشكل خاص من اليسار والعرب.

واستفاد عباس من هذه الفوضى ومن انهيار حزب أزرق-أبيض الذي تزعمه الجنرال المتقاعد بيني غانتس واستطاع مقارعة الليكود لفترة وجيزة، ليبرز على الساحة السياسية كلاعب لا يمكن التغاضي عنه بشكل كامل.

لابيد يستقطب منصور عباس

تمكن لابيد من التوصل إلى توافق مع الأحزاب الأخرى بشأن تشكيل الائتلاف، وذلك قبل ساعة تقريبا من انتهاء المهلة المحددة له بعد فشل زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو في هذه المهمة يوم 23 مايو الماضي.

ومن المقرر أن يتناوب الشريكان الرئيسيان في الائتلاف الجديد لابيد ونفتالي بينت على رئاسة الوزراء بعد 12 سنة من رئاسة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية.