خلص قضاة المحكمة الجنائية الدولية لرواندا الى ان فيليسيان كابوغا الممول المفترض لجرائم الابادة في هذا البلد، والذي اقترب عمره من تسعين عاما "غير مؤهل" للمشاركة في محاكمته بسبب وضعه الصحي.
وكان قضاة المحكمة التي تتخذ مقرها في لاهاي قرروا في اذار/مارس الماضي، تعليق محاكمة كابوغا للبت في ما اذا كان في وضع صحي يسمح بمثوله في قفص الاتهام.
ويعد رجل الاعمال كابوغا احد اكبر اثرياء رواندا، وهو آخر مشتبه به يقدّم إلى القضاء في ملف الإبادة الجماعية التي شهدتها بلاده عام 1994.
وراح ضحية الابادة في رواندا 800 الف شخص غالبيتهم من اقلية التوتسي على يد مليشيا "الانتراهاموي" الذراع المسلحة لنظام الهوتو المسؤول عن ارتكاب الإبادة.
.
ويقول الادعاء ان الرجل الذي اوقف في باريس عام 2020، كرس ثروته للمشاركة في انشاء مليشيا الهوتو ووزع مناجل وسواطير بشكل جماعي لاستخدامها في قتل التوتسي. كما ادار محطة اذاعية (ار تي ال ام).حرضت على تلك الابادة.
والثلاثاء، جاء في وثيقة للمحكمة انها خلصت الى اعتبار كابوغا "غير مؤهل للمشاركة" في محاكمته نظرا لوضعه الصحي الذي قالت انه من غير المرجح أن يتحسن مستقبلا.
وتابعت الوثيقة انه من اجل "احترام حقوق" الرجل مع تحقيق أهداف القضاء، فان المحكمة تبحث اللجوء الى خيار "يشبه محاكمة قدر الإمكان".
تدهور القوى العقلية
استندت المحكمة في قرارها الى تقرير قدمه خبراء طبيون كانت اوكلت اليهم مهمة تقييم الوضع الصحي لكابوغا.
وفي تقريرهم، قال الاطباء ان قدرات المتهم العقلية "تدهورت بشدة"، والى درجة لم يعد قادرا معها على الادلاء بشهادته او متابعة محاميه واجراءات المحاكمة.
وفي حالات مشابهة كان القضاء يسقط التهم عن المعنيين، لكن قضاة محكمة رواندا اعتبروا من "غير المناسب" اتباع هذه الخطوة مع كابوغا، مؤكدين ان من المهم بالنسبة للضحايا والناجين والمجتمع الدولي ان يتم التعامل مع التهم الموجهة اليه.
في بدايات محاكمته، شارك رجل الاعمال في الجلسات عبر الفيديو وهو جالس على كرسي متحرك، وذلك بعد ان كان رفض المثول في قفص الاتهام.
وقد نفى التهم الموجهة اليه، سواء على صعيد انشاء مليشيا الهوتو او توزيع السواطير والمناجل لقتل التوتسي وكذلك التحريض على ابادتهم عبر اذاعتهم التي كانت تصفهم بانهم "صراصير.
وسيق لمحكمة رواندا ان اصدرت احكاما على 62 متهما في هذا الملف، علما ان اثنين من ابرز المتهمين توفيا قبل مثولهما امامها، وهما أوغستان بيزيمانا احد مهندسي الابادة ووبروتايس مبيرانيا القائد السابق لكتيبة الحرس الرئاسي الرواندي.
وفي أيار/مايو الماضي، تم اعتقال أحد آخر أربعة فارين مطلوبين لدورهم في الإبادة في جنوب إفريقيا، وهو فولجانس كايشيما,