قتل 4 من عناصر المارينز الاميركي في الانبار بينما انتقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لضريح الامام علي بالنجف وذلك في وقت اشتبك فيه انصاره مع القوات الايطالية بالناصرية.وقد واصلت القوات الاميركية قصف الفلوجة فيما طلب قائد القيادة الوسطى جون ابي زيد من قادته تحديد خياراتهم العسكرية في ظل الوضع المتفجر.
أعلن الجيش الامريكي في بيان عسكري الثلاثاء عن مقتل اربعة من مشاة البحرية الاميركية في هجوم وقع غربي العاصمة العراقية بغداد الاثنين.
وذكر الجيش الاميركي في بيانه ان الهجوم وقع في محافظة الانبار غربي بغداد لكنه لم يكشف عن موقع الهجوم تحديدا او تفاصيله لان ذلك قد يعرض مشاة البحرية الاميركية للخطر.
الصدر يلجأ الى النجف
في غضون ذلك، اعلن مصدر ديني شيعي إن الزعيم الشيعي المطارد مقتدى الصدر الذي رفض نداء من الحوزة الشيعية لنبذ العنف انتقل من الكوفة إلى ضريح الامام علي بمدينة النجف أقدس الاماكن الشيعية في العراق وإن مسلحين من أتباعه أغلقوا الشوارع المؤدية إلى الضريح.
وقال شهود إن مقاتلين من انصار الصدر خاضوا اشتباكات بالاسلحة النارية ضد جنود ايطاليين في بلدة الناصرية بجنوب العراق صباح اليوم الثلاثاء مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين.
وأضاف الشهود أن القتال تفجر في حوالي الساعة الرابعة فجرا واستمر حتى الصباح. واحترقت اربع مركبات عسكرية ايطالية في الاشتباكات التي وقعت في حي الزيتون.
وقال الشهود إن المقاتلين الموالين للصدر كانوا ما زالوا يسيطرون على الشوارع في المنطقة الواقعة قرب المقر المحلي لسلطة الائتلاف المؤقتة في العراق.
وأضافوا أن مدنيين اثنين قتلا واصيب اربعة في الاشتباكات. كما اصيب اثنان من أعضاء ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر. ولم ترد تقارير فورية عن إصابات بين الجنود الايطاليين.
وفي وقت سابق قال أحد مساعدي محمد بحر العلوم عضو مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات إن الصدر رفض نداء من الحوزة الشيعية لنبذ العنف.
وأضاف مساعد بحر العلوم أن اية الله علي السيستاني الذي يعد أقوى رجال الدين الشيعة في العراق وغريما للصدر أيد نداء الحوزة العراقية.
وسبق أن أدلى السيستاني بتصريحات تطلب من العراقيين احترام مؤسسات الدولة والنظام العام.
ولم يتحدث بصورة مباشرة عن العنف الذي ضلع فيه أنصار الصدر لكن من المتوقع أن يدلي ببيان في الأيام القليلة القادمة.
وأضاف المساعد أن الحوزة مجمعة على هذا وطلبت من الصدر الكف عن اللجوء إلى العنف واحتلال المباني العامة وغير ذلك من الأفعال التي تجعله خارجا على القانون.
ومضى قائلا إن الصدر يصر على مواصلة هذا النهج الذي يمكن ان يدمر البلاد على حد قوله.
وقال المساعد إن الصدر رفض مقابلة وفد من رجال الدين وزعماء القبائل في المسجد الرئيسي في الكوفة بالقرب من النجف حيث اعتصم مع مجموعة من أتباعه المسلحين.
وأضاف أن الوفد قابل مساعدي الصدر الذين لم يبدوا استعدادا للجوء للحكمة والصبر على حد قوله.
وقالت سلطات الاحتلال الاميركية في العراق الاثنين إنه صدر أمر لاعتقال الصدر فيما يتصل بقتل رجل دين شيعي بارز قبل عام. ونفى الصدر الضلوع في الجريمة.
وأدى مقتل سيد عبد المجيد الخوئي ابن اية الله العظمى ابو القاسم الخوئي إلى انهيار السلام الذي ساد بين زعماء الشيعة في العراق على مدى عقود بعد الاتفاق على نبذ العنف كوسيلة لتسوية النزاعات.
وقد وجه الرئيس الاميركي جورج بوش تحذيرا للصدر وقال للصحفيين في البيت الابيض الاثنين "هذا شخص واحد قرر بدلا من السماح للديمقراطية بأن تزدهر أن يمارس العنف. ونحن ببساطة لا نستطيع السماح بذلك" مشيرا الى صدور امر باعتقاله.
واضاف "هذا شخص واتباعه يقولون (نحن لا نريد الديمقراطية وسنحدد كأمر واقع مسار الديمقراطية باستخدام القوة) .. وهذا نقيض الديمقراطية."
واتهم البيت الابيض الصدر بأنه "حليف لمنظمات ارهابية" وقال انه يسعى لتقويض نقل السيادة الى العراقيين.
ووجه بوش من جانبه رسالة الى العراقيين قائلا "الرسالة الى المواطنين العراقيين هي أنه ليس عليهم ان يخشوا ان تستدير اميركا وتجري. وهذه رسالة من المهم لهم ان يسمعوها. اذا ظنوا اننا لسنا مخلصين في التمسك بوجهتنا فان الكثير من الناس لن يستمروا في المجازفة من اجل الحرية والديمقراطية."
ووصف بول بريمر الحاكم الاميركي الفعلي للعراق الصدر بأنه خارج على القانون الاثنين بعد يوم من مقتل 48 عراقيا وثمانية جنود اميركيين وجندي سلفادوري في معارك بين الميليشيا التابعة للصدر وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بغداد وبالقرب من النجف.
وكان الصدر على رأس احتجاجات عنيفة ضد الولايات المتحدة على مدى الاسبوع الماضي. وتعهد اتباعه بالقتال اذا جرت أي محاولات لاعتقاله.
تواصل القصف على الفلوجة
من جهة اخرى فقد واصلت قوات الاحتلال الأميركي فجر اليوم الثلاثاء، قصف الفلوجة بقذائف الدبابات والصواريخ، في إطار ما أطلقت عليه "عملية الحل الحذر" للقضاء على المقاومة فيها.
ويشارك 1300 جندي من الفرقة الأولى للمارينز في الحملة التي وصفها المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق مارك كميت بكونها "الإجراء الأول ضمن سلسلة من العمليات التي تستهدف المقاومين للتحالف والقوات العراقية لإعادة الأمن إلى الفلوجة وبدء مسار المساعدات فيها."
وتمّ فرض حظر التجول من السابعة مساء إلى السادسة صباحا على المدينة التي شهدت مقتل جندي أميركي صباح الاثنين، وفقا للمركز الصحفي التابع لقوات التحالف، وسبعة عراقيين، وفقا لمصادر في الفلوجة.
وأحكمت القوات الأميركية حصارها على الفلوجة منذ صباح الاثنين، وشددت عناصر المارينز قبضتها على كافة المداخل والطرق الرئيسية.
وفرضت قوات المارينز، المتحصنة في مركبات هامفي العسكرية، حظرا للتجول على سكان المدينة الذين يعدون قرابة 300 ألف نسمة.
وقالت مصادر عسكرية إنّه من المفترض أن تستغرق العملية عدة أيام وأن جنود المارينز قد لا يحاولون فرض سيطرتهم على مركز المدينة حيث أنّ "الهدف هو اعتقال المطلوبين فقط."
وقالت أسوشيتد برس إنّ دوي إطلاق النار والانفجارات تمّ الاستماع إليه في المدينة التي لقيت فيها قوات المارينز مقاومة، وأنه تمّ إحصاء ما لا يقلّ عن ثلاثين انفجارا "صادرة على ما يبدو من المدفعية."
وقتلت القوات الاميركية رجلا عراقيا واحدا على الأقلّ خلال هذا القصف.
ويأتي حصار الفلوجة في أعقاب مقتل أربعة من رجال الأمن الأمريكيين بالمدينة، والتمثيل بجثثهم، عقب مغادرة الأربعة قاعدة عسكرية أمريكية شرق المدينة. فيما هدد الحاكم المدني الأمريكي للعراق، بول بريمر، بأن الحادث لن يمر " دون عقاب."
الجنرال ابي زيد
وقد طلب الجنرال جون ابي زيد القائد العام للقوات الأميركية في المنطقة الوسطى من قادته ان يحددوا في غضون 48 ساعة عدة خيارات عسكرية ممكنة بعد يومين داميين في العراق.
وقال مسؤول كبير يتولى مسؤولية العمليات العسكرية في البلاد "نقر بالخطر المحتمل بامكان وقوع مزيد من التظاهرات واعمال العنف". واضاف "لذلك طلبنا من قادتنا ان يحددوا اي القوات يمكن ان تكون متوافرة تمهيدا لاحتمال الاسراع في نشرها".
واضاف "لكننا لا نعتقد اننا سنحتاج الى قوات اضافية، اذ لدينا منها الاعداد الكافية في الوقت الراهن للقيام بمهمتنا". واوضح " نبحث في هذا الامر لاسباب تتعلق بالتخطيط".
وكان البنتاغون وكذلك قيادة المنطقة الوسطى، نفيا ان يكون الجنرال ابي زيد تقدم بطلب محدد اثر الهجمات التي وقعت خلال اليومين الاخيرين خصوصا من قبل ميليشيا مقتدى الصدر واكدتا انه يتم باستمرار مراجعة تقييم حاجات القوات في العراق.
واوضح اللفتنانت كولونيل جيمس كاسيلا المتحدث باسم البنتاغون "ان القادة يجرون باستمرار تقييما للوضع لتصحيح عدد القوات الضرورية. وشدد على القول "قلنا دوما ان القادة سيكون لديهم القوات اللازمة لانجاز المهمة لكن لم يكن هناك اي طلب" غير عادي من قبل الجنرال ابي زيد.
وفي مقر القيادة الوسطى في تامبا بفلوريدا التي تقود العمليات العسكرية في العراق، اكد المتحدث باسمها الكابتن بروس فريم ان "الجنرال ابي زيد على اتصال دائم مع قادته الميدانيين لتقييم الوضع وعدد القوات وفعاليتها والمعدات".
واضاف "ان اتصالاتهما ليست بسبب حادث او احداث معينة".
ومنذ اعلان الرئيس جورج بوش عن انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق في الاول من ايار/مايو الماضي، لا يكف البنتاغون عن التأكيد بان عدد الجنود في البلاد كاف لتأمين استقرار الوضع.
وينتشر حاليا اكثر من 120 الف عسكري اميركي في العراق من اصل 140 الفا في قوات التحالف.
ويبدو ان تحرك الميليشيا الشيعية في مواجهة قوات التحالف اثار مجددا قلق المسؤولين العسكريين الاميركيين.—(البوابة)—(مصادر متعددة)