قتل مدنيان غربيان في هجوم بالموصل، و9 عراقيين في مواجهات بين جيش المهدي والقوات الاميركية في كربلاء. وقد توقعت واشنطن تصاعد العنف في العراق مع اقتراب موعد تسليم السيادة، بينما طالبها مجلس الحكم بحماية اعضائه بعد اغتيال رئيسه عزالدين سليم.
وافاد شهود ان مسلحين فتحوا النار الثلاثاء على سيارتين مدنيتين يعتقد انهما تقلان غربيين، ما اسفر عن مقتل اثنين من ركابهما وجرح ثالث.
ووقع الهجوم على مدخل مدينة الموصل شمال العراق. واغلقت القوات الاميركية مكان الهجوم على الفور وفق الشهود.
وكان المقاومون العراقيون قد كثفوا هجماتهم على المدنيين الغربيين العاملين في اعادة بناء العراق. وقتل مسلحون اربعة مبشرين اميركيين يعملون في مشروع مائي في الموصل في اذار/مارس الماضي.
مقتل 8 في اشتباكات بكربلاء
من جهة اخرى، فقد افاد شهود إن القوات الاميركية وميليشيا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اشتبكت في مدينة كربلاء المقدسة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء وقتل في الاشتباكات 9 عراقيين وجرح 13.
وذكر الشهود ان واحدة من اشرس الاشتباكات جرت على بعد 100 متر فقط من ضريح الامام الحسين واطلقت ميليشيا الصدر قذائف صاروخية على دبابات اميركية تقدمت في المنطقة.
وقالت مصادر مستشفيات ان ثمانية عراقيين على الاقل قتلوا في الاشتباكات وهي احدث اشتباكات منذ ان انتشرت القوات الاميركية في المنطقة في محاولة للقضاء على انتفاضة القوات الموالية للزعيم الشيعي.
وكانت القوات الاميركية اعلنت ان 50 من عناصر جيش المهدي قتلوا وجرح العشرات خلال مواجهات بين قوات الاحتلال وافراد هذه المليشيا الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينتي كربلاء والناصرية.
واشنطن تتوقع تصاعد العنف
وفي هذه الاثناء، توقعت واشنطن تصاعد العنف في العراق مع اقتراب تسليم السيادة في 30 حزيران/يونيو.
وقالت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس لصحيفة الباييس الاسبانية الثلاثاء، "كلما اقتربنا من التسليم.. من اللحظة التي يمسك العراقيون مستقبلهم السياسي بأيديهم كلما زادت محاولات تعطيل العملية".
وأجرت الصحيفة الاسبانية الحديث مع رايس في برلين بعد ساعات من مقتل عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم العراقي المُعين من قبل الولايات المتحدة في هجوم بسيارة ملغومة في قلب بغداد يوم الاثنين.
وقالت رايس ان هجوم الاثنين الذي قُتل فيه ايضا ستة لن يعطل عملية نقل السلطة وان المزيد من اعمال العنف متوقع من ابو مصعب الزرقاوي عضو القاعدة الاردني الذي القي عليه مسؤولية العديد من الهجمات التي استهدفت القوات الامريكية في العراق ويشتبه ايضا انه المسؤول عن اغتيال سليم.
وفي شباط/فبراير اعلنت الولايات المتحدة انها ضبطت قرص كمبيوتر يحوي رسالة من الزرقاوي يحث فيها على حرب اهلية بين الشيعة والسنة.
وقالت رايس "لدينا رسالة من الاردني الزرقاوي أوضح فيها ان عليهم اثارة حرب اهلية قبل نقل السيادة ولذلك سيحدث المزيد من الهجمات."
ومن جهته، اكد الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر ان عملية نقل السيادة الى العراقيين ستسير وفق ما هو مخطط لها، برغم اغتيال رئيس مجلس الحكم عزالدين سليم.
وقال بريمر في كلمة خلال مراسم تشييع سليم في بغداد الثلاثاء، ان "الارهابيين يحاولون وقف مسيرة العراق الى السيادة والسلام..لن ينجحوا. يجب ان نواصل العملية السياسية التي تقود الى حكومة انتقالية الشهر المقبل وانتخابات العام المقبل".
وقد جرت مراسم تشييع رسمية لسليم داخل مقر قوات الاحتلال في بغداد.
وقد لف التابوت الذي يحمل الجثمان بالعلم العراقي، وتجمع حوله العشرات من المشيعين يتقدمهم بريمر ومبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي وغازي الياور الذي تولى الرئاسة الدورية لمجلس الحكم خلفا لرئيسه المغتال.
مجلس الحكم يطالب بحماية اعضائه
وفي سياق متصل، فقد اعتبر الياور ان اعضاء مجلس الحكم يحتاجون الى حماية افضل وانهم تركوا عرضة لاي هجوم.
وصرح بان الادارة الاميركية في العراق قلصت من برنامج تدريب امني خاص باعضاء المجلس في كانون الثاني/يناير ولم تقدم ما يلزم من عتاد مثل الدروع الواقية من الرصاص لحراسهم الشخصيين.
وقال الياور "نريد حماية أفضل مثل توفير سيارات مدرعة اكثر. نريد مواقع أفضل نعيش فيها يمكن التنقل منها بسهولة الى عملنا بدون الاحساس بالخوف على امننا."
وتابع "يملك اعضاء المجلس في اغلبهم سيارات عادية. هذه السيارات اكثر عرضة للخطر."
وقال الياور انه يتعين على قوات الامن العراقية ان تلعب دورا اكبر في التصدي للمناوئين للاحتلال الامريكي سواء من العراقيين او من الاجانب. وتابع "نحتاج الى شرطة لمكافحة الارهاب. نحتاج نوعا من ... مخابرات امنية قوية للغاية."
وطالب الياور بان يشرف وزير الدفاع العراقي بشكل كامل على القوات العراقية والاجنبية في البلاد بعد 30 حزيران/يونيو الا انه أقر بانه من غير المحتمل ان يحدث ذلك. مشيرا الى ان القوات الاميركية وعدت باجراء مشاورات اكثر والاستماع للنصائح العراقية.
وتابع "هذا ما وعدنا به الاميركيون. يتعين على الحكومة الانتقالية ان تطالب هذه القوات بالبقاء في العراق. والمرء يتوقع من ضيفه ان يستمع الى نصيحته."
وبدأ الاحتلال الاميركي يستمع اكثر للنصائح العراقية الا ان الياور قال ان الامريكيين تجاهلوا هذه النصائح عندما حاصروا الفلوجة حيث يقول اطباء ان اكثر من 600 عراقي قتلوا في قتال بين المقاومة وقوات الاحتلال على مدى شهر.
وقال الياور انه يتعين ان تضطلع قوات الامن العراقية بمسؤولية الامن في المدن على ان تكون القوات الاجنبية في المناطق المحيطة بها مستعدة لتقديم يد العون اذا لزم الامر مشيرا الى ان العراقيين ضجوا من تواجد القوات الامريكية في شوارعهم.
وتابع "يخرج المرء بعد الظهر ليمضي الى حال سبيله في شارع هاديء ببغداد وفجأة تمر الى جواره دبابة."
وصرح بان تعب العراقيين من الاحتلال وفشل الامريكيين في دعم الاقتصاد اضافة الى فضيحة الانتهاكات في سجن ابوغريب قوض ثقة العراقيين الضعيفة اصلا في نوايا الاحتلال الاميركي.
واوضح انه من الضروري ان تأخذ العدالة مجراها مع اولئك المتهمين بارتكاب الانتهاكات ضد السجناء العراقيين اذا ما كانت واشنطن تريد اصلاح صورتها في العراق.
وقال "لابد ان يسجنوا... انهم ساديون" مشيرا الى ان طردهم من الخدمة في القوات الاميركية وتوبيخهم لا يكفي وان عدم معاقبتهم سيقوض الجهود المبذولة لاقناع العراقيين بان الصداقة مع واشنطن امر مجد حقا.
وتابع "سابدأ افقد ايماني بجدوى او مبرر هذه الصداقة."—(البوابة)—(مصادر متعددة)