قتل عراقي وجرح 4 جنود اميركيين في هجوم على قافلة عسكرية قرب بغداد، واعتبر الحاكم الاميركي بول بريمر الانتخابات غير ممكنة قبل ما بين عام و15 شهرا "لاسباب فنية"، بينما اقر البيت الابيض بفشل خطته لاجراء انتخابات على مستوى المؤتمرات الاقليمية لاختيار حكومة جديدة تتسلم السلطة في البلاد.
اعلن الجيش الاميركي إن اربعة جنود اميركيين اصيبوا بجروح وقتل مترجمهم العراقي السبت عندما نصب مسلحون كمينا لقافلتهم جنوبي بغداد.
وقالت متحدثة عسكرية اميركية "اصيب اربعة جنود اميركيين بجروح وقتل مترجم عراقي في كمين بالأسلحة الصغيرة جنوبي الاسكندرية القريبة من بغداد. ودمر في الهجوم سيارتين."
وبلغ عدد القتلى الأميركيين في العراق، وحتى الجمعة 20 فبراير/شباط ، 544 قتيلاً، توفي منهم 378 بنيران معادية فيما لقي 166 جندياً حتفهم بحوادث منفصلة، وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
بريمر: الانتخابات غير ممكنة قبل 15 عاما
الى ذلك، اعلن الحاكم الاميركي في العراق بول بريمر ان الانتخابات في العراق غير ممكنة قبل ما بين عام و15 شهرا "لاسباب فنية".
وقال بريمر في مقتطفات من مقابلة اجرتها معه قناة "العربية" وستبث كاملة الاثنين، ان "هذه الاسباب الفنية ستاخذ وقتا لاصلاحها..نقدر ذلك بما بين عم و15 شهرا..هناك مشاكل فنية مهمة وحقيقية تجعل الانتخابات غير ممكنة".
واضاف "ليس للعراق قانون انتخابات، وليس لديه هيئة وطنية لتشريع قانون وطني ينظم الاحزاب السياسية، ليس فيه قوائم ناخبين، لم تجر فيه عملية احصاء يعتد ذات مصداقية يعتد بها منذ اكثر من عشرين عاما، ليست هناك حدود مؤسسية يتقرر على اساسها اين تجري هذه الانتخابات".
وتاتي تصريحات بريمر هذه بعد اعتراف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بأنه من غير المرجح أن تنجح خطتها الطموحة لنقل السيادة مباشرة الى حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي في العراق وذلك بعد إصرار العراقيين على اجراء انتخابات لا يفسدها النفوذ الاميركي.
وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض ان الخطة المبدئية للادارة الاميركية بتشكيل حكومة مؤقتة منتخبة بشكل ديمقراطي من خلال سلسلة معقدة مؤلفة من 18 مؤتمرا انتخابيا اقليميا فشلت في الحصول على دعم الزعماء العراقيين.
وأردف قائلا للصحفيين "هناك إدراك واسع بأن خطة المؤتمرات الانتخابية شيء لم يحصل على تأييد كبير."
وقبل أربعة أشهر فقط من نقل السيادة في 30 حزيران/يونيو قال البيت الابيض انه يجري محادثات مع الزعماء العراقيين بشأن خيارات جديدة لترك العراق "بحكومة نيابية انتقالية" في الوقت الذي ينتظر فيه توصيات من الامم المتحدة.
وستعلن تفصيلات موقف الأمم المتحدة بشأن الانتخابات هذا الاسبوع مع جدول زمني لانتخاب حكومة دائمة ربما أواخر العام الجاري أو أوائل عام 2005.
وتعمل الامم المتحدة التي أيدت الموقف الامريكي بعدم إمكان إجراء انتخابات قبل 30 حزيران/يونيو مع العراقيين بشأن مقترحات للحكم المؤقت تشمل توسيع مجلس الحكم أو عقد مؤتمر وطني للزعماء يقوم باختيار حكومة مؤقتة.
ولكن مكليلان قال ان الامم المتحدة لم تقم بدور قيادي بشأن المفاوضات في العراق.
وقال "قلنا دائما ان للامم المتحدة دورا حيويا تقوم به. ونقدر جهودهم في تقييم مدى جدوى الانتخابات وسنواصل مناقشة السبل التي يمكن من خلالها مواصلة القيام بدور."
وأعلن أية الله على السيستاني أكبر زعماء الشيعة في العراق في مقابلة نشرت الجمعة أن أي حكومة مؤقتة يتركها الاميركيون وراءهم لابد وان تكون سلطتها محدودة.
استبدال مسؤول مكتب "سي أي ايه"
الى ذلك، قررت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي أي ايه" استبدال مدير مكتبها في العراق، بعد اخفاقه في مواجهة ضربات المقاومة العراقية المتواصلة.
وقالت شبكة "سي ان ان" الاخبارية ان الوكالة قررت استبدال المدير الحالي لمكتبها في العراق بأحد أكثر ضباطها خبرة وتمرساً للإشراف وإدارة أكبر تواجد لجهاز التجسس الأميركي في دولة أجنبية على مدى التاريخ.
ويتزامن الحدث مع إعلان مسؤولين عسكريين أميركيين الحاجة لبقاء القوات الأميركية في العراق لفترة أطول وفي أعقاب نقل السيادة إلى حكومة وطنية.
وأكد مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات الأميركية عملية استبدال رئيس مكتب وكالة الاستخبارات الأميركية في العراق ودون الموافاة بالمزيد من التفاصيل.
ويتواجد قرابة 500 موظف من العاملين في وكالة التجسس الأميركية في العراق، وهو أكبر تواجد عبر تاريخ الجهاز في خارج الولايات المتحدة، بحسب المصادر ذاتها.
وإلى ذلك تعمل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على وضع بنود تحكم استمرار تواجدها العسكري في العراق، فيما عبر مسؤول رفيع عن ثقته في موافقة العراقيين، في أعقاب تسلمهم السلطة، على استمرار بقاء القوات الأمريكية.
وأشار كبير المتحدثين باسم وزير الدفاع الأميركي، لاري دي ريتا " إلى "يقين" أميركي من أن غالبية العراقيين تقبل بوجهة النظر الأميركية المتمثلة في الحاجة إلى بقاء القوات الأميركية لفترة أطول في العراق لضمان استقرار النقلة إلى الديموقراطية.
وقال دي ريتا إن ثوابت استمرار الوجود ا لعسكري الأميركي في ظل حكومة إنتقالية عراقية في "مرحلة التطوير" ودون أن إبداء المزيد من التفاصيل.
ولم يحدد المسؤول العسكري الأميركي إطار الدول الذي ستلعبه القوات الأميركية في مرحلة ما بعد إنهاء الاحتلال، فيما أشار مسؤولون آخرون إلى الحاجة للقوات الأميركية للإشراف على تطوير قوات الأمن الداخلي العراقي بجانب بناء جيش جديد قادر على مواجهة التهديدات الخارجية.
ومن المتوقع أن تتولى القوات الأميركية قيادة العمليات القتالية طالما تواصلت عمليات المقاومة العراقية.
وعلى صعيد مواز، أشار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال ريتشارد مايرز، إلى مسارعة الإدارة الأميركية لبناء قوات أمنية عراقية فاعلة.
ويبلغ قوات تلك القوات في الوقت الراهن، ما يفوق 200 ألف عنصر، من قوات الشرطة وحرس الحدود والدفاع المدني والعناصر المناط إليها حراسة المواقع الحيوية.
وعلى الصعيد الميداني، بلغ عدد القتلى الأمريكيين في العراق، وحتى الجمعة 20 فبراير/شباط ، 544 قتيلاً، توفي منهم 378 بنيران معادية فيما لقي 166 جندياً حتفهم بحوادث منفصلة، وفق وزارة الدفاع الأميركية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)