لقي جنديان اميركيان مصرعهما وجرح خمسة اخرون في كمين قرب الفلوجة، بينما قتلت القوات الاميركية 34 عراقيا لدى اقتحامها مدينة الكوفة. وفي الغضون، يعتزم الرئيس الاميركي جورج بوش طرح استراتيجية واضحة لمستقبل العراق، وذلك في خطاب يلقيه غدا أمام طلبة الكلية الحربية في الجيش الاميركي.
وقال شهود ان مقاومين قتلوا جنديين اميركيين وجرحوا خمسة اخرين قرب مدينة الفلوجة الاحد في كمين تضمن تفجير قنبلة واطلاق قذائف صاروخية.
وقال جنود في موقع الحادث ان مركبة كانت محملة بالمتفجرات على ما يبدو انفجرت لدى مرور قافلة لمشاة البحرية الاميركية وعسكريين واضافوا ان المهاجمين اطلقوا القذائف الصاروخية من منطقة لزراعات النخيل.
ويتضمن الهجوم اول خسائر بشرية كبيرة تتكبدها القوات الاميركية في المنطقة منذ نهاية هجوم شنته على الفلوجة الشهر الماضي بعد مقتل اربعة متعاقدين اميركيين والتمثيل بجثثهم في المدينة.
وانسحبت عناصر من مشاة البحرية من الفلوجة في وقت سابق من الشهر الجاري وسلموا زمام الامن في المدينة الى قوة تضم ضباطا من الجيش العراقي السابق.
ويتوقع مسؤولون اميركيون ان تلاحق هذه القوة المقاتلين وتسلم قتلة المدنيين الاميركيين.
مقتل 34 عراقيا في الكوفة
وفي وقت سابق من فجر الاحد، اقتحمت القوات الاميركية وسط مدينة الكوفة المقدسة، واغارت على مسجد بحجة البحث عن اسلحة، وقتلت خلال ذلك 32 من عناصر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وكانت القوات الاميركية خاضت اشتباكات مع جيش المهدي حول مسجد السهلة قبل ان تقوم باقتحامه بعد ان اكدت قوة مكافحة الارهاب العراقية انها قامت بتامين الموقع، وفق ما اعلنه متحدث عسكري اميركي.
وقال المتحدث في بيان ان القوات الاميركية ضبطت اسلحة اوتوماتيكية وقاذفات ونحو 200 قذيفة مورتر.
وحطم الجنود الاميركيون بوابة المسجد باستخدام دبابة ثم قتلت من بداخله وفقا لما افاد به عاملون في المسجد.
وقال شهود ان بركا من الدماء شوهدت في انحاء المسجد.
وشددت القوات الاميركية على ان قوة مكافحة الارهاب العراقية كانت دخلت المسجد قبلها، في اشارة الى ان عمليات القتل لم تكن قد تمت على ايدي الجنود الاميركيين.
كما خاضت القوات الاميركية معارك مع جيش المهدي في محيط الكلية الفنية في الكوفة وبناية تعرف باسم قصر صدام.
وقال الجيش الاميركي ان 32 من عناصر جيش المهدي قتلوا خلال ذلك.
وغادر الجنود الأميركيون المدينة في أعقاب إتمام المهمة قبيل فجر الأحد.
ويعتزم الجيش الأميركي إيفاد مندوب إلى المدينة لاحقاً خلال اليوم لشرح أبعاد العملية إلى سكان الكوفة وإصلاح الإضرار التي نجمت عنها.
وإلى ذلك تجري القوات الأميركية عمليات بحث واسعة أخرى على مليشيات جيش المهدي شرقي نهر الفرات داخل أحد القصور السابقة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك بين القوات الأمريكية والميشيات العراقية مازالت جارية.
من ناحية أخرى قال مراسلون انه لم يسجل صباح اليوم الاحد اي وجود عسكري اميركي او لعناصر ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة بعد اكثر من شهر على المعارك المحتدمة قرب مرقدي الحسين والعباس.
وكان الطرفان غادرا وسط المدينة لكن موكباً من دبابات وآليات مدرعة للتحالف قام ليلاً بتوغل جديد في وسط المدينة داعياً السكان الى عدم الخروج من منازلهم. ثم عاد وغادرها فجراً.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي احد ممثلي اية الله العظمى علي السيستاني في المدينة ان ضغط السكان القوي هو الذي اتى بنتيجة مشيرا الى انتهاء المواجهات المسلحة بين قوات الاحتلال ومناصري مقتدى الصدر.
الا ان وكالة انباء رويترز تحدثت عن رفض قادة أميركيون يوم السبت عرضا بالانسحاب من النجف ومن مدينة كربلاء المقدسة ايضا لدى الشيعة مقابل سحب التواجد العسكري لجيش المهدي من شوارع المدينتين.
بوش يعلن إستراتيجيته لمستقبل العراق
الى هنا، ويعتزم الرئيس الاميركي جورج بوش إلقاء خطاب أمام طلبة الكلية الحربية بالجيش الاميركي غداً سيطرح خلاله إستراتيجية واضحة لمستقبل العراق.
نقلت وسائل الاعلام الاميركية عن المتحدث باسم البيت الابيض ترنت دفي قوله إن الرئيس بوش سيعلن في الخطاب أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في العراق تقترب من مرحلة حيوية مع إقتراب موعد نقل السلطة إلى العراقيين في 30 حزيران/يونيو المقبل.
وقال دفي أن "بوش يتطلع ليطرح على الشعب الاميركي وجمهور المستمعين من مختلف أنحاء العالم استراتيجية واضحة عن مدى الحاجة إلى المضي قدما".
وأشار المتحدث إلى أن خطاب الرئيس الاميركي سيتناول موضوعات "الامن ونقل السلطة وجهود تحسين الاوضاع الانسانية والبنية التحتية المدنية ومساعي حشد دعم دولي أوسع نطاقا لاشاعة الاستقرار في العراق وإرساء الديمقراطية فيه".
وقال دفى إن بوش "يدرك شأنه في ذلك شأن معظم الاميركيين ما تنطوي عليه الايام المقبلة من تحديات صعبة وأن أعداء الحرية في العراق سيفعلون كل ما هو ممكن لوقف إحراز أي تقدم ولكنه يدرك أيضا أن هناك تصميما راسخا لنقل السيادة في الموعد المحدد في 30 الشهر المقبل".—(البوابة)—(مصادر متعددة)