قتل بريطاني في بغداد، بينما طالب المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني قوات الاحتلال وجيش المهدي بالانسحاب من المدن المقدسة، مع تجدد الاشتباكات بين الطرفين في النجف. وفي الغضون، اكدت اليابان انها لن تسحب قواتها حتى لو منيت بخسائر بشرية.
واعلنت وزارة الخارجية البريطانية الثلاثاء ان مسلحين قتلوا مواطنا بريطانيا الجمعة في العاصمة بغداد.
وقالت متحدثة باسم الوزارة "نؤكد مقتل مواطن بريطاني يوم الجمعة".
وقالت وسائل اعلام بريطانية ان القتيل هو برايان تيلي وهو عضو سابق في مشاة البحرية الملكية البريطانية وكان يعمل في العراق كحارس أمن.
مطالبة السيستاني
وفي غضون ذلك، طالب المرجع الشيعي العراقي الاعلى اية الله علي السيستاني الثلاثاء، القوات الاميركية والميليشيا الشيعية المتقاتلة معها بالانسحاب من مدينتي النجف وكربلاء المقدستين.
وكان منزل السيستاني ومكتبه في النجف تعرضا خلال اليومين الماضيين الى اطلاقات نار اصابتهما باضرار قيل ان مسلحين ملثمين هم الذين اطلقوها فيما توجهت اصابع الاتهام الى مسلحي جيش المهدي التابع للصدر لكن مكتب هذا الاخير في المدينة نفى ذلك.
وجاءت هذه مطالبة السيستاني للقوات المتنازعة بالانسحاب من المدن المقدسة بينما هاجم مقاتلون موالون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قاعدة أميركية على مشارف مدينة النجف العراقية الثلاثاء بقذائف المورتر.
وأضاف الشهود أن دبابتين أميركيتين متمركزتين حول مركز الشرطة الرئيسي على مسافة نحو كيلومترين من مرقد الامام علي تحركتا باتجاه القاعدة وهوجمتا بقذائف صاروخية.
ولم ترد أنباء فورية عن سقوط قتلى أو جرحى.
وتزايدت الاشتباكات بين الجانبين في الاسبوعين الماضيين وتحولت الى قتال عنيف الجمعة الماضي عندما اجتاحت الدبابات الاميركية مقابر النجف القديمة التي تعتبر أرضا مقدسة لملاحقة مقاتلين يطلقون قذائف المورتر.
ووقعت اشتباكات عنيفة كذلك بين القوات التي تقودها الولايات المتحدة وميليشيا جيش المهدي الموالي للصدر في بلدات اخرى في الجنوب الذي تقطنه أغلبية شيعية منذ الاجتياح الاميركي لمقابر النجف.
ووقعت بعض أعنف الاشتباكات في مدينة كربلاء القريبة حيث تقاتل قوات الامن العراقية الى جانب الاميركيين.
وتعرضت القوات الايطالية لهجوم عنيف في الناصرية وخاضت القوات البريطانية مناوشات عنيفة حول العمارة.
ويصف القادة الاميركيون ذلك بأنه "انتفاضة صغيرة" لكن مساء الاثنين قال البريجادير جنرال مارك كيميت كبير المتحدثين باسم الجيش الاميركي ان 51 من مقاتلي جيش المهدي قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة السابقة.
وبدأ الصدر انتفاضته ضد الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة في أوائل نيسان/ابريل الماضي وهو يقيم قرب مرقد الامام علي أحد أقدس المزارات الشيعية.
القوات اليابانية باقية
الى ذلك، فقد اعلن وزير الدفاع الياباني الثلاثاء ان بلاده لن تسحب قواتها من العراق بشكل فوري حتى اذا تعرضت لخسائر بشرية.
وأرسلت اليابان وهي حليف وثيق الولايات المتحدة 500 جندي من قواتها البرية ينتشرون في السماوة جنوب العراق في مهمة غير قتالية وذلك في أخطر مهمة عسكرية يابانية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأقر شيجيرو ايشيبا وزير الدفاع الياباني بأن الوضع الامني في العراق يزداد تدهورا غير أنه قال ان بلاده ليس لديها خطط لسحب قواتها من هناك.
وقال ايشيبا "انه حتى اذا تعرضت قوات الدفاع الذاتي لضرر فاننا لن نسحب القوات على الفور."
وتصاعدت حدة القتال في السماوة بين أنصار الصدر والقوات الهولندية مما أسفر عن سقوط أول قتيل في صفوف القوات الهولندية بالعراق الاسبوع الماضي.
ونتيجة لهذا يمتنع الجنود اليابانيون غالبا عن القيام بأنشطة خارج معسكرهم.
وقال ايشيبا ان اتباع تلك الاجراءات الاحتياطية كان ضروريا في ضوء ما يمكن ان يحدثه وقوع أي خسائر في صفوف القوات على الرأي العام.
ولم يقتل أي جندي ياباني في ميدان القتال منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وينقسم الرأي العام هناك بشدة بشأن نشر قوات بالعراق وهو أمر يرى منتقدون أنه ينتهك الدستور الياباني السلمي.
وقال "اننا لا نريد أن نرى ماقمنا ببنائه على مدار عشر سنوات ينهار."
وتتوسع اليابان في تفسير حدود دستورها السلمي والذي ينبذ الحق في شن الحرب وفي الاحتفاظ بجيش دائم حيث بدأت في عام 1992 باصدار قانون يسمح بمشاركة جنودها في مهام حفظ السلام التي تقودها الامم المتحدة.
وتم سن قانون قانون العام الماضي يمكن من ارسال قوات الى العراق مع حصر أنشطة هذة القوات في مناطق غير قتالية وهو مفهوم قال أعضاء البرلمان المعارضون انه لا معني له في العراق.
وقال ايشيبا انه على الرغم من الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا في السماوة فانها لاتزال منطقة "غير قتالية" حيث ان أنصار الصدر في المدينة لايشكلون الاغلبية بين السكان.—(البوابة)—(مصادر متعددة)