تدور معارك "دامية" على مشارف مدينة سوليدار القريبة من باخموت الاستراتيجية شرقي اوكرانيا، وفق ما اكدته مجموعة "فاغنر" الروسية الثلاثاء، فيما تعهدت موسكو مواصلة تطوير ترسانتها النووية، باعتبارها الضامن لسلامة اراضيها.
ونقل المكتب الاعلامي لمجموعة فاغنر شبه العسكرية عن قائدها يفغيني بريغوجين قوله ان مواجهات "ضارية جدًا ودامية" تدور في ضاحية سوليدار الجنوبية، مقرا بان قوات كييف تستبسل في الدفاع عنها، ونافيا تقارير تحدثت عن عمليات فرار في اوساط هذه القوات.
وتتولى مجموعة فاغنر حصرا الهجوم على سوليدار بحسب بريغوجين، فيما اكدت وزارة الدفاع البريطانية ان المجموعة حققت تقدمًا في المدينة مؤخرا، وذلك في اطار خطة لتطويق باخموت من الجهة الشمالية بهدف قطع التواصل بين القوات الاوكرانية في المنطقة.
وتقع سوليدار على بُعد 10 كيلومترات شمال شرق باخموت، وتجاورها مدينة باخموتسكي التي استولى عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.
ولا تحظى باخموت باهمية استراتيجية كبيرة، لكنّ معركتها باتت تحمل رمزية بالنسبة للطرفين المتناحرين اللذين يتقاتلان منذ اشهر للسيطرة عليها.
انفاق تحت المدينة
ويتركز جزء من القتال في سوليدار على مدخل منجم ملح قديم يحوي انفاقا قد تتيح "التسلل خلف خطوط العدو"، بحسب الوزارة.، والتي استبعدت في الوقت نفسه ان تنجح قوات فاغنر ومعها الجيش الروسي في تطويق باخموت حيث يمتلك الجيش الاوكراني دفاعات قوية وخطوط امداد متماسكة.

وعلى صعيد ميداني اخر، قال الجيش الروسي انه اسقط ثلاث مقاتلات اوكرانية من طراز "سو-25" في اقليم دونيتسك الذي اعلنت موسكو ضمه عقب استفتاء قوبل برفض عالمي واسع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية انه تم كذلك "تحييد أكثر من 100 جندي أوكراني" في مناطق مختلفة من دونيتسك، اضافة الى تدمير 4 مدافع ذاتية الحركة من طراز "كارب" بولندية الصنع، ورادارين اميركيي الصنع مضادين للبطاريات.
تطوير الترسانة النووية
وفي الاثناء، تعهد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بان تواصل بلاده توسيع ترسانتها النووية واسلحتها الهجومية باعتبار ذلك الضامن لسيادة وسلامة اراضيها.
وقال شويغو الذي كان يتحدث امام قيادات الجيش أن القوات المسلحة الروسية ستقوم خلال العام الحالي 2023، بتوسيع "ترسانة الأسلحة الهجومية الحديثة"، مشددا على اهمية العمل من اجل مزيد من التطوير والتحسين للمعدات والتجهيزات العسكرية "لتكون في أعلى مستوى".
واضاف انه سيجري العمل كذلك على زيادة القدرات القتالية للقوات الجوية، واعداد خطط التدريب والتزويد "بناء على الخبرات المكتسبة في سوريا وأوكرانيا".
رد فعل غير مفهوم على الهدنة
على صعيد اخر، اعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن استغرابه رد فعل كييف والغرب على وقف إطلاق النار الذي اعلنته بلاده في أوكرانيا عشية عيد الميلاد بحسب التقويم الشرقي.

وراى بيسكوف ان رد الفعل على الهدنة التي استمرت 36 ساعة، كان "غير مفهوم، وغير مبرر"، رغم انها جاءت لدواع انسانية على حد تعبيره.
وقالت روسيا غداة اعلانها عن الهدنة ان الهدف منها هو تمكين اتباع الكنيسة الارثوذكسية من ممارسة طقوسهم وصلواتهم في الكنائس.
ومن فوره، كان الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي رفض مبادرة الهدنة واصفا اياها بانها خدة و"غطاء" لتعزيز الجيش الروسي لمواقعه القتالية.