رفع محام وكاتب اردني معروف دعوى قضائية ضد امانة العاصمة عمان ووزارة الصحة يطالب فيها بالتعويض بعد تعرضه للعقر، في واقعة سلطت الضوء مجددا على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي باتت تشكل كابوسا في البلاد.
وبحسب الدعوى التي نشر موقع "عمون" نصها الاربعاء، فقد اتهم المحامي والكاتب محمد الصبيحي امانة عمان بـ "اهمال واجبات الوظيفة" من خلال عدم قيامها بمكافحة الكلاب الضالة المنتشرة بين الاحياء رغم تكرار تعرض مواطنين لهجماتها.
واستند الصبيحي في توجيه هذه التهمة الى قانون أمانة عمان الذي ينص على انه يقع على عاتق الامانة "التعامل مع (الكلاب) الضالة .. والوقاية ن اخطارها وإعداد أماكن لايوائها".
وقال في تفصيله لوقائع الدعوى ان كلبا "مجهولا او ضالا" هاجمه يوم الاثنين الماضي اثناء كان في حديقة منزله و"نهش ساقه اليسرى"، ما ادى الى اصابته بجروح "مؤلمة"، فضلا عن "تمزيق ملابسه".
القانون والمسؤولية عن مكافحة الكلاب الضالة
واضاف انه تنقل بين مستشفيات خاصة وحكومية ومراكز تابعة لوزارة الصحة في انحاء عدة في عمان دون أن يجد العلاج، الى ان استطاع الحصول عليه في مستشفى الحسين الحكومي في مدينة السلط (30 كيلومترا شمال غربي عمان).

ويخشى من ان يصاب من يتعرض للعقر بداء الكَلَب الذي هو عبارة عن فيروس قاتل غالبا ما ينتقل إلى البشر من لعاب الحيوانات المصابة.
ويكون لزاما على اي شخص لكي ينجو بحياته تلقي لقاحات داء الكَلَب على سبيل الوقاية في حال تعرضه للعقر.
واكد الصبيحي في الدعوى انه تعرض لأضرار "نفسية ومادية نتيجة اهمال المدعى عليهم واجبات الوظيفة"، ملتمسا استجواب كل من وزير الصحة وأمين عمان كشاهدين.
كما طلب اجراء الخبرة الفنية لتقدير الاضرار التي تمثلت في ما تعرض له من الم جسدي وحالة نفسية فضلا عن تعطل عمله كمحام، وكذلك الضرر المادي والمعنوي الناتج عن عدم توفر المستشفيات الخاصة على العلاج.
واضاف انه اضطر الى الغاء رحلة سفر مقررة الى مصر لحضور مناسبة عائلية اثر هذه الحادثة، ما ادى الى خسارته تذكرة الطائرة وحجز الفندق، ناهيك عن الضرر المعنوي الذي نجم عن الغاء الرحلة.
ومن المقرر ان تعقد المحكمة اول جلسات النظر في الدعوى في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
الكلاب الضالة في الأردن.. حلول محتملة
امتنعت السلطات المحلية في الاردن عن قتل الكلاب الضالة خلال السنوات الماضية بموجب اتفاقات دولية، ما ادى الى تزايد اعدادها بشكل كبير جدا، وانتشارها بكثافة بين الاحياء بحثا عن الطعام الذي اصبح نادرا في بيئاتها الطبيعية التي زحف اليها العمران.

وسجل عدد كبير من حالات العقر في المملكة منذ مطلع العام، كما تحدثت تقارير اعلامية عن وفاة اشخاص بينهم اطفال جراء مهاجمتهم من قبل الكلاب الضالة.
ونقلت وسائل اعلام عن مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة محمد الحوارات قوله انه تم تسجيل 5138 حالة عقر في البلاد العام الماضي.
وتقول الحكومة انها تبحث حاليا عن تمويل لإنشاء مأوى للكلاب الضالة بدلا من قتلها، كما اعلنت تشكيل لجنة لوضع خطة عملية لمعالجة هذه القضية.
ومن جانبها، لجأت بعض البلديات الى حلول مبتكرة للمشكلة بالتعاون مع جمعيات اهلية تمثلت في جمع البقايا من المطاعم وتقديمها للكلاب خارج المدن، على امل ان تتغذى هناك فلا تعود للانتشار بين الاحياء بحثا عن الطعام.
وبالفعل، فقد نجح الامر في بعض المدن الكبرى مثل الزرقاء الواقعة الى الشمال الشرقي من العاصمة عمان.
لكن خبراء يحذرون من ان هذا حل مؤقت سيكون من شأنه تسريع تكاثر الكلاب في بيئاتها الطبيعية، ولن تلبث ان تعود الى الاحياء باعداد اكبر في حال توقفت عمليات اطعامها او اصبحت كميات الطعام غير كافية.
ولا توجد احصاءات حول اعداد الكلاب الضالة في الاردن، لكن البعض يقدرها بمئات الالاف.