عقد مجلس النواب الجديد (الدوما) الاربعاء اول اجتماع له منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من كانون الاول/ديسمبر واعترضت المعارضة على نتائجها داعية الى تظاهرة كبرى جديدة احتجاجا على التزوير في الانتخابات في 24 كانون الاول/ديسمبر.
وانتخب النواب سيرغي ناريشكين الرئيس السابق للادارة الرئاسية والقريب من رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين، رئيسا للمجلس. وقد حصل على 238 صوتا اي العدد الكامل لنواب روسيا الموحدة، الحزب الحاكم في البلاد.
واكد ناريشكين (57 عاما) ان روسيا الموحدة لن تحتكر البرلمان الجديد، موضحا ان المناقشات فيه ستكون اكثر كثافة.
وقال ان "الغالبية (التي يمثلها حزب روسيا الموحدة) لا تعني الاحتكار خصوصا بالنظر الى التشكيلة الحالية للدوما".
وكان الحزب الذي يقوده فلاديمير بوتين والذي كان الرئيس ديمتري مدفيديف على رأس لائحته في الانتخابات التشريعية فاز باكثر من 49 في المئة من الاصوات في الاقتراع، مسجلا بذلك تراجعا كبيرا عن انتخابات 2007.
ولم يعد الحزب ممثلا ب315 نائبا كما في الدورة السابقة، الامر الذي كان سيسمح له بتعديل الدستور بدون دعم من الاحزاب الاخرى. الا انه ما زال يشغل الاغلبية المطلقة بامتلاكه 238 مقعدا من اصل 450.
وقال ناريشكين ان "صيغة حوارنا ستختلف عما كانت عليه في البرلمان السابق". واضاف "انني واثق بان البرلمان هو مكان جيد للمناقشات الاكير جدية وعملية".
وكان الرئيس السابق لمجلس النواب بوريس غريزلوف اثار غضب المعارضة عندما صرح ان الدوما "ليس مكانا للمناقشات".
وعلى غير العادة، لم يعلن رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف النتائج في بداية الجلسة. وكانت احزاب المعارضة هددت امس بمغادرة القاعة اذا حضر تشوروف الى المجلس.
وعهد بهذا الاعلان الى النائب الاكبر سنا فلاديمير دولكيخ (88 عاما) العضو السابق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الروسي في عهد ليونيد بريجنيف ثم يوري اندروبوف.
وقال النائب الشيوعي جوريس الفيروف حائز جائزة نوبل للفيزياء "على الدوما ان يبذل جهودا كبيرة لكسب احترام السكان من جديد".
واكد زعيم الحزب الحزب الليبرالي الديموقراطي الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي ان التظاهرات غير المسبوقة في الاسابيع الاخيرة جاءت نتيجة غياب النقاش في مجلس النواب.
وقال ان "الناس لم يروا سوى نواب ضعفاء (...) لم يسمعونا وهم يخرجون الى الشوارع الآن. انه خطأنا".
من جهته، رأى يوري سيليفانوف من حزب روسيا العادلة (يسار الوسط) ان "شعبنا لم يكن في وضع على هذه الدرجة من الصعوبة" معتبرا ان المشكلة الرئيسية هي "غياب المساواة الاجتماعية الصارخ".
ودان المراقبون والمعارضة عمليات التزوير الكبيرة التي شهدتها الانتخابات لكن النظام ينفي ذلك.
وتظاهر اكثر من خمسين الف شخص في موسكو في العاشر من كانون الاول/ديسمبر للمطالبة بالغاء نتائج الانتخابات في تجمع لا سابق له منذ وصول بوتين الى السلطة في آذار/مارس 2012 بعدما كان رئيسا من 2000 الى 2008.
ودعت المعارضة الى تجمع جديد السبت في موسكو ومدن اخرى في روسيا.
وسيلقي الرئيس ديمتري مدفيديف الذي يفترض ان يصبح رئيسا للوزراء اذا انتخب بوتين رئيسا، كلمة امام الدوما الخميس لعرض "مبادرات لتحسين النظام السياسي"، على قول ناريشكين.
وبينما كان النواب مجتمعين، وضع الشيوعيون اكليلا من الورود على قبر ستالين في الساحة الحمراء لاحياء الذكرى ال132 لولادته وهم يرفعون صوره.
وافاد استطلاع للرأي للمعهد المستقل ليفادا ان اكثر من نصف الروس (51 في المئة) يعتبرون ان ستالين الذي يعد في روسيا طاغية وبطل الانتصار على المانيا النازية، ادى "دورا ايجابيا" للبلاد.