الذكرى الرابعة لمجزرة دوما الأولى يروي تفاصيلها الناشط الحقوقي معروف طعمة والذي عايش تلك اللحظات الصعبة التي كانت بالنسبة له كابوس لم يستيقظ منه حتى الان
يقول الناشط طعمة انه وفي يوم 1/4/2011 خرجنا من مسجد دوما الكبير في مظاهرة سلمية نطالب فيها بالحرية والكرامة وماهي الا دقائق حتى بدء عناصر النظام السوري بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في البداية، قبل ان يتطور الى اطلاق النار والرصاص الحي بشكل جنوني مما أدى ذلك الى تفرقنا جميعا وبدءنا نركض في شوارع البلدة وقوات النظام تطاردنا من مكان الى اخر.
يضيف الناشط ابن مدينة دوما انه وخلال فراره شاهد أحد الشباب كيف سقط على الأرض جراء رصاصة قناص اصابت كتفه ويضيف: استطعنا ان نسحبه على الفور وادخاله لاحد المنازل، قبل ان نواصل عملية الهروب حيث دخلت ومجموعة من الشبان الى أحد الأبنية هربا من خوفا من الرصاص العشوائي.
خلال ذلك دخلت قوات النظام وتغلغلت في شوارع المدينة ونفذت عدد كبير من الاعتقالات العشوائية فاضطررنا الى الهروب مجددا من المحان حتى وقعنا في كمين محكم نصيته قوات النظام في أحد الحارات الصغيرة فتم اعتقال احد الاصدقاء وتفرق الجميع تحت ازيز الرصاص
في تلك الفترة -يقول الناشط طعمة- لم اعرف اين اذهب، فالرصاص العشوائي في كل مكان ولم تعد البيوت آمنة باستثناء ذلك الباب الذي فتح امامي وقد اطلت سيدة عجوز وقالت لي ادخل بسرعة.
دخلت منزلها وبقيت أكثر من ساعة وانا احترق من داخلي وافكاري تأخذني الى البعيد حيث كنت أفكر بأصدقائي ماذا حل بهم.
استمر إطلاق النار لأكثر من ثلاث ساعات بشكل متواصل وبعدها خيم الهدوء لدقائق فهممت بالخروج من مخبئي الذي وفرته تلك العجوز التي توسلت بقائي
لم أستطيع البقاء اريد ان أطفئ النار التي بداخلي، بدء بالتنقل بين الحارات الصغيرة الى ان وصلت الى الحي الذي أقيم به وقد علمت ان احد أصدقائي أصيب بطلقات قناص فيما اعتقل اخرين
ومع غروب شمس أطول يوم في حياتي بدأت الاخبار تردنا عن الشهداء والجرحى ولكن لم نعلم من هم بسبب احتجاز بعض الجثث من قبل النظام السوري.

البوابة