اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة، نشر قوات اضافية للسيطرة على الشغب الذي فجره مقتل فتى برصاص شرطي، فيما نددت الامم المتحدة بالعنصرية المتجذرة في صفوف قوات الأمن في فرنسا.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إنه سيتم نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على أعمال الشغب والاضطرابات التي تشهدها أنحاء مختلفة من فرنسا في أعقاب مقتل فتى برصاص شرطي في احد ضواحي باريس الثلاثاء.
وقال ماكرون خلال اجتماع أزمة لحكومته إنه سيجري حشد "وسائل إضافية" للتعامل مع الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها أنحاء مختلفة من فرنسا، وتخللها تخريب ممتلكات وعمليات نهب.
وكشف مصدر مقرب من ماكرون في وقت سابق ان الاخير يستعد لفرض إجراءات أمنية "من دون محظورات"، ما يعني تدابير أكثر تشددًا قد تصل الى حد اعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وندد الرئيس الفرنسي بما اعتبره "استغلالا غير المقبول لوفاة المراهق"، داعيا منصات التواصل إلى حذف المشاهد الحساسة لاعمال الشغب التي قالت وزارة الداخلية في وقت سابق انها ادت الى اصابة 249 من رجال الشرطة والدرك.
"عنصرية الشرطة"
نشرت السلطات بالفعل 40 ألف عنصر امن في انحاء البلاد بينهم خمسة آلاف في باريس وحدها ضمن جهودها لاحتواء اعمال الشغب.
وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان عبر تويتر معلنا عن توقيف 667 شخصًا ليل الخميس الجمعة في فرنسا بعد الشغب الذي تخلله تخريب ممتلكات عامة واعمال نهب، مشيرا الى ان اعمار عدد كبير من الموقوفبين تتراوح بين 14 و18 عاما.

وتفجرت في انحاء فرنسا اعمال العنف والشغب التي تخللها مهاجمة وتخريب ادارات عامة في اعقاب توجيه تهمة القتل العمد الى شرطي قتل فتى في الخامسة عشرة من عمرها برصاصة اطلقها عليه من مسافة قريبة.
ووقعت الحادثة اثناء عملية تدقيق مروري وبعد رفض الفتى نائل م. (17 عامًا) التوقف في نانتير قرب باريس، بحسب اقوال الشرطي.
وزعمت الشرطة بادئ الأمر أن المراهق حاول دهس شرطيين على دراجتين ناريتين، لكن مقطعا مصورا أظهر شرطيين يحاولان إيقاف السيارة، فيما اطلق احدهما النار على نائل عبر نافذتها عندما حاول الابتعاد بها فاصابته برصاصة قاتلة في الصدر.
والخميس، عبرت الجزائر عن "صدمتها" للقتل "الوحشي" لنائل الذي قالت أنه أحد مواطنيها.
وقتل 13 شخصا في فرنسا العام الماضي بحجة رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية مماثلة.
والجمعة، طلبت رافينا شمداساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من فرنسا معالجة مشاكل التمييز العنصري التي وصفتها بانها متجذرة في صفوف قوات الأمن، بعد الحادثة.
تخريب في كل مكان
طالت عمليات التخريب والتدمير والنهب كل مكان تقريبا في باريس، واستهدفت مدارس ومراكز شرطة ومباني بلديات ومباني ومراكز اجتماعية وحافلات وترام في العاصمة الفرنسية، بحسب رئيسة منطقة باريس فاليري بيكريس.
وشهدت "كلّ البلدات تقريبًا" في سين-سان-دوني شمال شرق باريس أعمال شغب مماثلة طالت مبان عامة ك بلدية كليشي-سو-بوا، بحسب الشرطة.
وتعرّضت متاجر في حيّ "لي آل" وشارع ريفولي الذي يؤدي إلى متحف اللوفر في باريس إلى اعمال تخريب ونهب وحرق كما اكد مسؤول رفيع في الشرطة الوطنية الفرنسية.
وفرضت ثلاث مدن قريبة من باريس حظر تجول تراوح بين الكلي والجزئي ولعدة أيام، بينما استهدف الحظر القاصرين فقط في بعض الاحياء.
وسُجّل 156 حريقًا في حاويات النفايات في مرسيليا، ثاني اكبر مدن البلاد، حيث تعرضت عشرات المتاجر للتخريب والنهب، كما حرق ما يصل الى 14 سيارة.
ونشرت الشرطة وحدات التدخل الخاصة في مدن كبيرة مثل تولوز ومرسيليا وليون وليل وبوردو.