ماذا تخفي الولايات المتحدة والغرب من وراء "قمة السلام" في سويسرا؟

تاريخ النشر: 30 مايو 2024 - 09:33 GMT
 الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي
الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي

جملة من الاهداف تسعى الولايات المتحدة ودول الناتو لتحقيقها من خلال عقد مؤتمر ما يسمى بـ "قمة السلام" في مدينة بيورغن شتوك السويسرية في 17 من يونيو 2024

اول تلك الاهداف هو اصباغ الشرعية على الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي الذي انتهت ولايته القانونية والدستورية في العشرين من ايار / مايو 2024 ، وبات رئيسا غير شرعي للبلاد، ولم تنتقد الولايات المتحدة بقاءه في الحكم ، وهي التي طالما تغنت بالديمقراطية وشن الحروب لتحقيق حرية الشعوب 

وانطلاقا من المعايير المزدوجة التي لازمت القرارات الغربية سيما الاميركية ، فقد اعتبرت واشنطن الامر شان داخلي ولا يمكنها التدخل فيه حفاظا على ما وصفته بقرار الدولة المستقل.

القمة باتت مهمة بالنسبة للغرب وحليفها زيلينسكي لمنحه الشرعية في الحكم، ودمجه، رغم انتهاء ولايته الدستورية والقانونية، ومن خلال ذلك يتم استدراج قادة دول العالم الثالث الى القمة للمشاركة بشكل غير مباشر في هذا الهدف ، وقد حضروا اساسا للمشاركة في "قمة سلام" تعنى بالمناطق المتوترة في العالم ، دون تحديد منطقة معينة.

ووفقا للقاءات التمهيدية للقمة، فان الولايات النتحدة وحلف الناتو يسعيان الى تجيير القمة لانشاء حلف، سياسي ، يتخذ موقف ضد الدول المناهضة للسياسة الاميركية، والمنافسة لها على مكانتها، وعلى رأسها روسيا والصين، في سبيل مواصلة الاستفراد بالقرار العالمي بما يخدم مصالحها، على حساب مصالح شعوب العالم.

سيتم خلال القمة، طرح مبادرة الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي ذات النقاط العشرة، وتبنيها، والتي تطالب روسيا بالانسحاب الى خطوط الحرب الاولى، على اعتبار ان القوات الاوكرانية منتصره في المعركة، وهي التي فقدت عدة اقاليم انضمت رسميا الى روسيا الى جانب تبني مطالب الانسحاب من شبه جزيرة القرم، وسيكون لزاما على قادة دول العالم الثالث الموافقة على مخرجات هذه القمة بما فيها النقاط الاوكرانية، فيصبح كل من يشارك في الاجتماعات موافق على مخرجاته وبالتالي منضم لحلف الناتو بشكل غير مباشر.

لايخفى طمع اصدقاء وداعمي ومحرضي اوكرانيا باراضي الاخيرة، على الرغم من الاعلام والاعلان المساند لها، حيث تطل الاطماع البولندية للسيطرة على المناطق المحاذية وهي (ليفوف) والتي ضمها الاتحاد السوفيتي السابق الى اراضيه في اعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك من باب اعلان وارسو استعدادها لارسال قوات عسكرية الى هناك لمساندة الجيش الاوكراني.

من الحكمة على دول العالم الثالث ومنها الدول العربية التفكير مليا قبل اتخاذ او الموافقة على اي قرار يصدر عنها، او المشاركة فيها، والا فانها ستجد نفسها في صف طرف مقابل طرف اخر ومحسوبة على حلف وهمي ، كل المؤشرات تؤكد هزيمته المنكرة امام تحالف صاعد.