يطرح النظام الانتخابي، غير المباشر المعتمد في الانتخابات الرئاسية الأميركية ، مقرونا بالتنافس الحاد الذي يشهده السباق إلى البيت الأبيض هذه السنة ،احتمال عدم خروج الانتخابات بفائز في تشرين الثاني / نوفمبر، ما سيجعل النتيجة تنتظر حتى السنة المقبلة للصدور.
ويبلغ عدد كبار الناخبين - المؤلف من ممثلين منتخبين في الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر في كل ولاية أميركية ، وفي العاصمة الفيدرالية (واشنطن) - 538 ناخبا. وهذا يعني احتمال حصول تعادل كامل في عدد أصوات كبار الناخبين بين المرشحين الرئاسيين ، الأمر الذي سيشكل سابقة ، تترك الباب مفتوحا أمام احتمال تولي وزير الخارجية كولن باول ، أو وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الرئاسة. ويفترض من حيث المبدأ ، أن يعكس كبار الناخبين المفوضين من الشعب، تصويت هذا الشعب ، إلا أن هناك 21 ولاية أميركية لا توجد فيها قوانين ترغمهم على ذلك.
ومنذ عام 1796 صوت عشرة من كبار الناخبين بخلاف الاتجاه الشعبي . ويفترض ، أن تحل الخلافات المحتملة المرتبطة بالانتخابات في كل ولاية ، بحلول السابع من تشرين الثاني / نوفمبر كأقصى حد ؛ لكي يتمكن الناخبون الكبار من التصويت مجددا في 13 كانون الأول/ ديسمبر ، ويعلن رئيس مجلس الشيوخ المجدد ، نتيجة تصويتهم في السادس من كانون الثاني/ يناير. وبالتالي ، إذا حصل كل من الرئيس الأميركي جورج بوش ، والمرشح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية جون كيري ، على 269 من أصوات كبار الناخبين ، فسيكون على مجلس النواب الجديد تحديد الرئيس من بين المرشحين الثلاثة ، الذين جمعوا أكبر عدد من الأصوات في الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر. ويصوت أعضاء مجلس النواب بالنيابة عن الولايات ، بحيث يكون لكل ولاية صوت (يجمع نواب كل ولاية في وفد واحد) ، ويجب أن يحصل الرئيس الجديد على 26 صوتا ليفوز. ويفترض أن يقوم مجلس الشيوخ بالمثل لانتخاب نائب الرئيس ، على أن يفوز المرشح الذي يحصل على أغلبية الثلثين. واذا لم يتوصل مجلس النواب إلى انتخاب رئيس ، فالوضع يصبح أكثر تعقيدا ، لا سيما أن الدستور ينص على أن يتولى الرئيس مهامه ظهر يوم 20 كانون الثاني/ يناير. وفي هذه الحالة ، يتولى نائب الرئيس المنتخب من مجلس الشيوخ – ديك تشيني أو جون إدواردز، الرئاسة بالوكالة.
أما اذا عجز مجلس الشيوخ عن انتخاب نائب رئيس ، فتتم دعوة رئيس مجلس النواب لتولي الرئاسة بالوكالة ، وإذا رفض ، يدعى رئيس مجلس الشيوخ ، ولكن عليهما في حال موافقتهما الاستقالة من الكونغرس. وفي حال رفضا ، فسيدعى إلى ذلك تباعا : وزير الخارجية / كولن باول ، ثم وزير الخزانة جون سنو ، ثم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ، وأخيرا وزير العدل جون أشكروفت.
كيفية عمل الهيئة الناخبة
سيتم اختيار الرئيس الاميركي الجديد رسمياً في 13 كانون الاول/ديسمبر على يد هيئة ناخبة مؤلفة من 538 من الناخبين الكبار الذين انتخبهم بدورهم ناخبو كل الولايات الاميركية والعاصمة الفيديرالية واشنطن في 2 تشرين الثاني/نوفمبر، الموعد المحدد للانتخابات الاميركية، عبر نظام الاقتراع باللوائح.
ولدى كل ولاية، بما فيها واشنطن، ثلاثة من الناخبين الكبار على الاقل. ولدى الولايات الاكثر كثافة في عدد السكان عدد من الناخبين الكبار، يوازي وزنهم الديموغرافي في البلاد. وتتم مراجعة هذا التوزيع كل عشر سنين من اجل اخذ النمو السكاني في الاعتبار.
وعلى المرشح الى الرئاسة الحصول على اصوات 270 ناخباً كبيرا للفوز. ومن الولايات التي تتمتع بعدد كبير من الناخبين الكبار، كاليفورنيا (55) وهي موالية للديموقراطيين اجمالا، وتكساس (34) الجمهورية اجمالا، ونيويورك (31) الديموقراطية، وفلوريدا (27) التي يشتد فيها التنافس بين الحزبين.
وتعكس الهيئة الناخبة مبدئياً التصويت الشعبي من دون ان يكون ذلك صحيحاً دوماً. ففي 48 ولاية من اصل 50، يحصل المرشح الذي يصل في الطليعة في عدد اصوات الناخبين على كل مقاعد الناخبين الكبار الخاصة بالولاية.
وتشذ ولايتا نبراسكا (خمسة مقاعد) وماين (اربعة مقاعد) عن هذه القاعدة، اذ يتم توزيع بعض مقاعد الناخبين الكبار على الدوائر الانتخابية، والباقي بالنظام النسبي. وسيقرر سكان كولورادو في استفتاء مطروح عليهم في 2 تشرين الثاني/نوفمبر, ما اذا كانوا سيوزعون مقاعد كبار ناخبيهم البالغ عددها تسعة بطريقة نسبية ام سيعطونها للمرشح الرئاسي الذي يحصل على الغالبية.
ويتعهد الناخبون الكبار, وهم عموماً ناشطون في الاحزاب السياسية، التصويت لمرشح معين وهم ملزمون بذلك قانوناً في عدد كبير من الولايات، الا ان هناك 21 ولاية اميركية لا قوانين فيها ترغمهم على ذلك.
ويجتمع الناخبون الكبار في عاصمة كل ولاية في 13 كانون الاول/ديسمبر وينقلون تصويتهم في مغلفات مختومة الى الكونغرس في واشنطن، حيث سيتم فرزها رسميا في السادس من كانون الثاني.
ويدفع هذا النظام المرشحين الى البيت الابيض الى تركيز حملاتهم الانتخابية على الولايات التي شهدت غالبية بسيطة في الانتخابات السابقة، على امل جذب كل ناخبي هذه الولايات الكبار اليهم.
ويقول المحلل السياسي توماس مان في هذا الاطار ان “60 في المئة من الناخبين المحتملين غير معنيين بالحملة الرئاسية، لانه لا يتم اخذهم في الاعتبار”.
وشهد تاريخ الولايات المتحدة اربع حالات اختار فيها الناخبون الكبار رئيساً لم يفز في التصويت الشعبي في الاعوام 1824 و1876 و1888 و2000 لدى فوز الرئيس الاميركي جورج بوش على منافسه الديموقراطي آنذاك آل غور.
ولا يشارك مواطنو الاراضي الاميركية الخارجية, التي لا تشكل ولايات (بورتوريكو وغوام والجزر العذراء وساموا) في الانتخابات الرئاسية.
الناخبون الأميركيون في أرقام
ابرز المعطيات عن الناخبين الاميركيين المدعوين الى انتخاب رئيسهم ونوابهم في الكونغرس وثلث عدد اعضاء مجلس الشيوخ و11 حاكما من حكام الولايات في 2 تشرين الثاني/نوفمبر:
- عدد الذين يحق لهم التصويت (وفق احصاء عام 2000): 205.8 ملايين. الناخبون المسجلون: 156.4 مليونا.
- المشاركة في انتخابات عام 2000: 105.6 ملايين (51.3 في المئة).
- انتماء الناخبين السياسي: 49 في المئة ديموقراطيون، 43 في المئة جمهوريون، 8 في المئة مستقلون (بحسب دراسة لجامعة ميتشيغن).
- الفئات العمرية للناخبين في 2002: 21 في المئة اقل من 27 سنة، 36 في المئة بين 28 و43 سنة، 26 في المئة بين 44 و59 سنة، 13 في المئة بين 60 و75 سنة و4 في المئة فوق 75 سنة (بحسب دراسة جامعة ميتشيغن).
- تَوَزع الناخبين بحسب الجنس: 56 في المئة من النساء و44 في المئة من الرجال.
- توزع الناخبين بحسب المستوى التعليمي (ارقام 2002): 4 في المئة حصلوا على التعليم الابتدائي، 44 في المئة حصلوا على تعليم ثانوي مع اجازة و28 في المئة على تعليم عال جزئي، و24 في المئة حصلوا على شهادات في التعليم العالي.
- مداخيل الناخبين (ارقام 2000): 14 في المئة يتقاضون اقل من 15 الف دولار سنوياً، 25 في المئة بين 15 الفاً و35 الفا سنويا، 30 في المئة بين 35 الفا و65 الفا سنويا، 26 في المئة بين 65 الفا و125 الف دولار سنويا، 5 في المئة يتقاضون اكثر من 125 الف دولار في السنة.
- تَوَزع الناخبين من حيث العرق (2002): 75 في المئة من البيض، 12 في المئة من السود، 8 في المئة متحدرون من اميركا اللاتينية، 2 في المئة من الهنود الاميركيين (دراسة جامعة ميتشيغن).
- توزع الناخبين من حيث الدين (2002): 52 في المئة من البروتستانت، 25 في المئة من الكاثوليك، 2 في المئة من المسلمين، 1.7 في المئة من اليهود.
الرئيس الاميركي مقيّد بوزن الكونغرس
يتمتع الرئيس الاميركي بصلاحيات عملاقة، لكنها عملياً مقيدة بوزن الكونغرس وعبء مهمته الكبير والقيود السياسية التي تمليها ضرورات الاقتراع العام.
ويكفي للتقدم الى الانتخابات الرئاسية الاميركية، ان يكون المرء اميركياً بالولادة وفي الـ35 على الاقل. وحتى الآن، كان جميع الرؤساء الاميركيين رجالا من البيض والطائفة البروتستانتية، باستثناء جون كينيدي الكاثوليكي الذي اغتيل عام 1963.
وتمتد ولاية الرئيس اربع سنوات. وفي الامكان اعادة انتخابه مرة واحدة. وفي الامكان اقالته عبر تصويت ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ على ذلك.
الرئيس الاميركي هو رئيس السلطة التنفيذية، رئيس الدولة ورئيس الحكومة في الوقت ذاته. يعين الوزراء الذين يشكلون الحكومة. ويرأس الرئيس “المكتب التنفيذي” (اكزيكتيف اوفيس) اي مجموع الاجهزة التابعة للبيت الابيض مثل مجلس الامن القومي ومكتب الموازنة.
ويقترح الموازنة ويعرض قوانين على الكونغرس المؤلف من مجلسين: مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ويمكنه اي يمارس حق النقض (فيتو) على اي قانون يقره الكونغرس. ولم يلجأ جورج بوش الى الفيتو ابداً. وينص الدستور على ان الرئيس “يسهر على تنفيذ القوانين”، الامر الذي يترك له هامشاً كبيرا للمناورة، بما ان الادارة هي التي تحدد المراسيم التطبيقية.
ويملك الرئيس صلاحية تعيين القضاة الفيديراليين, وقضاة المحكمة العليا, عندما يشغر احد مقاعدها التسعة. كما له صلاحية اصدار عفو عن الاشخاص المحكومين بجرائم متعلقة بالقانون الفيديرالي.
والرئيس هو القائد العام للقوات المسلحة. ويمكن الكونغرس ان يمنحه صلاحيات كاملة في الازمات لاستخدام القوات المسلحة، كما حصل في نهاية عام 2002 قبل الحرب على العراق.
وينتخب نائب الرئيس في منصبه مع الرئيس ضمن فريق واحد، ويحل محل الرئيس اذا توفي الاخير او أصيب بالعجز. وتكمن مهمة نائب الرئيس رسمياً فقط في ترؤس مجلس الشيوخ.
وبلغ راتب بوش السنوي عام 2003، 400 الف دولار، وراتب نائبه ريتشارد تشيني 198 الفا و600 دولار. –(البوابة)—(مصادر متعددة)