مع إقتراب دخول المعارك في أوكرانيا عامها الثاني، تشهد خطوط القتال معارك شرسة، خاصة في المناطق الشرقية من البلاد، مع قصف روسي مستمر ومكثف، يسبق وصول دفعات كبيرة من الدبابات الغربية المتطورة لتعزيز القوات الأوكرانية، وزيادة قدراتها القتالية لمواجهة وصد الهجوم الروسي المتوقع في الربيع.
وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية، أنها استقبلت عددا كبيرا من الدبابات الغربية الحديثة، وقال الوزير أوليكسي ريزنيكوف: "قريبا سنرحب بدبابات ليوبارد، وتشالنجر، وأبرامز على الأراضي الأوكرانية، بأعداد كبيرة".
وكانت "كييف" قد صرحت سابقا، أن الجيش الاوكراني سيحصل، في أول دفعة من التسليمات، على 120 إلى 140 دبابة ألمانية من طراز ليوبارد 2، وبريطانية من طراز تشالنجر 2، وأمريكية من طراز إم1 أبرامز .
روسيا تحشد نصف مليون مقاتل
ويشير مسؤولون أوكرانيون وتقارير غربية، إلى أن الجيش الروسي يحشد نصف مليون مقاتل، استعدادا لهجوم سيكون أعنف وأشرس واضخم من الذي شهدته أوكرانيا في بداية الحرب.
وعلى الرغم من تعويل "كييف" على الدبابات الغربية، في التصدي للقوات الروسية، إلا أن مسؤولين غربيين أشاروا إلى أن تسليم تلك الدبابات قد يستغرق بعض الوقت.
وأعلنت البرتغال أمس السبت، أنها ستزود أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2 ، من دون أن تحدد العدد وموعد شحنها، مشيرة إلى أنها تجري محادثات مع ألمانيا لإصلاح دبابات متواجدة في المخازن.
وأوضح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، الأدميرال أنطونيو سيلفا ريبيرو، خلال الشهر الماضي أن قوات بلاده لديها 37 دبابة من طراز ليوبارد 2 لكن معظمها غير صالح للعمل.
موسكو تهدد بتحويل أوكرانيا إلى رماد
ومع المفاوضات التي تجريها أوكرانيا مع الدول الغربية والولايات المتحدة، لتوريد صواريخ بعيدة المدى وطائرات لشن هجمات ضد شبه جزيرة القرم، هددت موسكو بتحويل الأراضي الأوكرانية الواقعة تحت سيطرة "كييف" إلى رماد.
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، أن موسكو ستستخدم جمع أنواع الأسلحة، للرد أي هجمات ضد أراضيها من أوكرانيا.
وقال ميدفيديف: "روسيا لم تحدد قيودا لنفسها للرد على أي هجمات تطال أراضيها، وردنا يمكن أن يكون أي شي، وهذا ما أكده الرئيس بوتين".
وأضاف: "الرد سيكون واعتمادًا على طبيعة التهديدات، مستعدون لاستخدام جميع أنواع الأسلحة".
تغييرات في خطوط القتال.. وتمهيد لهجوم شامل
ويجري الجيش الروسي تغييرات بشأن خطوط القتال، في ساحات المعارك بدونباس وزابوروجيه، ويختار النقاط الملائمة لتمركز قواته تمهيدا لهجوم شامل.
وقال خبير عسكري، إن التضاريس التي تجري فيها العمليات العسكرية، من تلال ووديان وأنهار صغيرة وغابات، لا تسمح للقوات الروسية بالتقدم السريع.
وأشار إلى أن القوات الروسية تجري حاليا عمليات قتالية، بهدف اختيار النقاط الملائمة للإنطلاق، من دون أن يحددها، سواء كانت من دونباس أم من زابوروجيه أم من سفاتوف.
وبين الخبير العسكري الروسي، أليكسي ليونكوف، أن جبهات القتال في الوقت الحاضر، تتقدم من الشرق باتجاه الغرب، ومن الجنوب باتجاه الشمال.
خسائر روسيا
مسؤولون غربيون، أكدوا أن الجيش الروسي تكبد خسائر فادحة، وأن عدد القتلى والجرحى في صفوفه يقترب من 200 ألف جندي في الحرب، مرجحين أن يستمر عدد القتلى في الارتفاع مع استعداد موسكو لهجوم جديد، بينما أشار مسؤولون آخرون إلى أن هذه الأرقام غير دقيقة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".