اجرى رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة تناولت الوضع في الاراضي المحتلة. وفيما اعلنت القيادة الفلسطينية ترحيبها بمشاركة "جميع" الفصائل في مؤسسات السلطة فقد شددت حماس على حقها في المشاركة بصنع القرار في غزة في حال انسحبت منها اسرائيل.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الرئيس المصري استقبل صباح الثلاثاء رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع وبحث معه في تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية.
واضافت الوكالة ان المحادثات تناولت كذلك "المشاورات الجارية حول القمة العربية والعمل على انجاحها وزيارة الرئيس مبارك المقبلة للولايات المتحدة".
ويبدا الرئيس المصري السبت المقبل زيارة للولايات المتحدة يلتقي خلالها في 12 نيسان/ابريل الرئيس الاميركي جورج بوش.
وذكرت الصحف الحكومية المصرية ان جدول اعمال اجتماع مبارك وبوش يضم خصوصا تطورات عملية السلام في الشرق الاوسط والوضع في العراق اضافة الي قضية الاصلاح السياسي والاجتماعي اضافة الى العلاقات الثنائية.
وقد أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاثنين انه يعتزم الانسحاب من "كامل قطاع غزة" في اطار خطة الفصل مع الفلسطينيين، ولكنه استبعد "الانسحاب في المرحلة الاولى من محور فيلادلفي"، الاسم الذي يطلق على المنطقة الحدودية مع مصر. وعزا شارون ذلك الى "معارضة مسؤولين عسكريين اسرائيليين".
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني وصل مساء الاثنين الى القاهرة في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، حسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.
وقال مصدر فلسطيني ان الهدف الرئيسي من زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني هو للمعالجة الطبية. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وقد زار قريع العاصمة الاردنية الخميس الماضي لمتابعة علاج طبي على اثر اصابته بجلطة طفيفة خلال اجتماع الحكومة الاسبوع الماضي.
القيادة ترحب بمشاركة "الجميع"
الى ذلك، اعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان القيادة الفلسطينية ترحب بمشاركة "جميع" الفصائل والحركات الاسلامية والوطنية في مؤسسات منظمة التحرير والسلطة.
وقال ابو ردينة حول امكانية مشاركة حركة حماس في السلطة "نحن مع التعددية السياسية. هم (حماس) احجموا عن المشاركة في الانتخابات (...) ولم نمنع احدا من المشاركة".
واضاف "من حيث المبدا، نحن مع مشاركة اي جهة والجميع مدعو للمشاركة حال اجراء الانتخابات. نحن لسنا ضد مشاركة احد" دون ان يذكر حركة حماس بالاسم.
ونفى ابو ردينة وجود مطالب من اي جهة للمشاركة في السلطة وقال "كل ما هناك ان حماس والجهاد والجبهة الشعبية القيادة العامة كانت طلبت المشاركة في الوفد الفلسطيني الى القمة العربية، لكن القمة لم تنعقد".
وكان عرفات اعلن في مقابلة مع مجلة "فوكوس" الالمانية ردا على سؤال بشأن رغبته في مشاركة حماس في السلطة، "نعم. كانوا حاضرين منذ البداية، حتى وان كانوا ابتعدوا لاحقا".
حماس: المشاركة في صنع القرار "حق لنا"
واعلن احد قادة حركة حماس سعيد صيام الثلاثاء ان المشاركة السياسية وصنع القرار الفلسطيني "حق لنا" خصوصا اذا انسحب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة.
وقال سعيد صيام "لنا الحق في المشاركة السياسية خصوصا بعد ان كنا شركاء في الدم ودفعنا ثمنا كباقي فصائل وقوى شعبنا ومن المفترض ان نكون شركاء في القرار".
واضاف "لكن الاليات تحتاج الى نقاش معمق وليس لدينا مشكلة الا ان الاليات التي يجب ان نكون من خلالها جزء في المنظومة الفلسطينية وليس رغبتنا فقط ان نلحق بما هو قائم من وزارت او ما شابه".
وتابع "هناك مستجدات على الساحة الفلسطينية وخصوصا الحديث عن انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة فهذا يحتاج الى مزيد من الحوار والنقاشات المعمقة ".
واضاف صيام "لنا رؤية في هذه المشاركة وترحيب الرئيس ياسر عرفات ياتي في سياق سمعه وعلمه ان الحركة (حماس ) لديها الرغبة في الشراكة السياسية وفي صنع القرار".
واكد "لا نريد ان نكون شركاء سياسيين بحقنا فيما هو قائم من مؤسسات على نظام الحصص (الكوتا) دون ان يكون لنا تاثير في القرار السياسي كما هو حال كثير من القوى والفصائل".
وقال صيام "نريد شراكة سياسية على اساس واقع جديد اساسه الموازين الموجودة للفصائل نظرا للمعطيات الجديدة على اساس اعادة الصياغة لكثير من المنظومة الفلسطينية التي لم تعد قائمة".
ومن جهته، قال ابراهيم ابو النجا امين سر لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والاسلامية "من حيث المبدأ، وافقت حماس على الشراكة السياسية مع السلطة لكن هذه القضية هي قيد الدرس في لجنة المتابعة العليا للفصائل من جميع الجهات من كل الفصائل".
واشار الى انه "في الاجتماع الاخير تطرقنا الى قضيتين. الاولى البرنامج الوطني الذى يضم الاهداف والوسائل والوضع الداخلي والقيادة الوطنية الموحدة ثم كيفية معالجة الوضع الداخلي في حال خروج الاسرائيليين من قطاع غزة".
واضاف ابو النجا "كل هذا ياتي في اطار الاجراءات المؤقتة توطئة لاجراء انتخابات عامة تتولى بعدها المؤسسات المنتخبة الدور الحقيقي في القيادة"
واكد ان "الشراكة في ادارة قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي جزء من الاتفاق الشامل الذى بموجبه ستدخل حماس وكل القوى الانتخابات التشريعة والبلدية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير في الداخل والخارج".—(البوابة)—(مصادر متعددة)