وصل رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الى القاهرة الليلة الماضية في زيارة "مفاجئة"، فيما جددت الولايات المتحدة معارضتها اغتيال او طرد الرئيس ياسر عرفات، وذلك بعد اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه احل نفسه من وعد قطعه لواشنطن بعدم ايذاء الزعيم الفلسطيني.
وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية (أش أ) ان زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني "المفاجئة" للقاهرة ستستمر ثلاثة أيام.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان الزيارة تاتي لمناقشة تطورات الوضع في المناطق الفلسطينية مع المسؤولين المصريين.
لكن صحيفة "يديعوت احرونوت" قالت انها تاتي لهدف العلاج، مشيرة الى انه لم يذكر حتى الآن إذا ما كان قريع سيعقد اجتماعًا مع الرئيس المصري.
واضافت الصحيفة ان قريع سافر الخميس الماضي إلى العاصمة الأردنية عمان بعد أن اكتشف لديه تخثرا في الدم.
واشنطن تجدد معارضتها ايذاء عرفات
من جهة اخرى، فقد جددت الولايات المتحدة معارضتها اغتيال او طرد الرئيس ياسر عرفات، وذلك بعد اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه احل نفسه من وعد قطعه لواشنطن بعدم ايذائه.
وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين على متن طائرة بوش التي كانت تقل الرئيس الى نورث كارولاينا "أوضحنا أن نفيه أو التعامل معه ليسا جزءا من الحل للوضع في الشرق الاوسط."
واضاف "لذا أوضحنا تماما لرئيس الوزراء شارون وجهة نظرنا وهو يعرف وجهة نظرنا تمام المعرفة."
واحجمت الولايات المتحدة عن ادانة اسرائيل لاغتيالها الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وزعيمها الروحي يوم 22 اذار/مارس. وتعتبر واشنطن حماس التي نفذت تفجيرات انتحارية ضد اسرائيل منظمة ارهابية.
وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان واشنطن جددت موقفها الرافض لايذاء عرفات عقب التصريحات الصحافية الاخيرة لشارون.
وفي سلسلة من الاحاديث مع وسائل الاعلام الاسرائيلية الاثنين، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي تراجعه عن التعهد الشخصي الذي قطعه على نفسه للرئيس الاميركي جورج بوش بعدم ايذاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقال شارون لموقع صحيفة يديعوت احرونوت على الانترنت عن عرفات الذي تتهمه اسرائيل باذكاء العنف والمواجهات طوال ما يزيد على ثلاث سنوات من الصراع "انا لن اضمن سلامته الجسدية". وينفي عرفات تلك المزاعم.
وأضاف شارون "كل من يقتل اليهود او يأمر بقتل اليهود والمواطنين الاسرائيليين... رجل مستهدف."
وسلم رئيس الوزراء الاسرائيلي بانه وعد الرئيس الاميركي بعدم ايذاء عرفات جسديا لكنه استطرد قائلا "حدثت تغييرات منذ ذلك الحين" بما في ذلك قرار الولايات المتحدة اقرار رفض اسرائيل التفاوض مع عرفات.
وقال شارون لصحيفة معاريف "في الوقت الذي قطعت فيه على نفسي هذا التعهد بعدم ايذائه جسديا...ظل يلقى استقبالا رسميا. لكن اليوم حتى الناس (الذين يكرمونه) يعرفون تماما مدى الضرر الذي تسبب فيه."
لكن اي خطوة ضد عرفات ستغضب على الارجح واشنطن حليفة اسرائيل الوثيقة التي قالت انها تعارض المساس به واوضحت موقفها لاسرائيل.
وقال معلقون اسرائيليون ان تصريحات شارون المتشددة قد يكون الهدف منها تهدئة شركائه في اقصى اليمين المعارضين لخططه لازالة مستوطنات "لفك الارتباط" مع الفلسطينيين.
ولم يبد عرفات اهتماما بتصريحات شارون التي ادلى بها الجمعة الماضي وهدده فيها بالاغتيال قائلا أنه مهتم بشعبه أكثر من اهتمامه بأمنه الشخصي.
وفي معرض حديثه عن خططه المنفردة قال شارون لراديو الجيش "توجد بعض التفصيلات التي ما زال يجري العمل فيها ولكني أعتقد ان نيتنا هي تركها كلها" مشيرا الى 21 جيبا محصنا في غزة. ونقل من قبل عن شارون قوله ان اسرائيل ستزيل 17 منها فقط.
وأجاب شارون عن سؤال عما اذا كانت عشرات المستوطنات في الضفة الغربية مرشحة للاخلاء قائلا "اننا نتحدث عن أربع مستوطنات في السامرة (شمال الضفة الغربية) لا أكثر."
وقال شارون ان مبادرته التي يخشى فلسطينيون ان تنتهي بضم اسرائيل لاجزاء من الضفة الغربية قد توجه لهم "ضربة قوية جدا."
وفي حديث منفصل مع صحيفة يديعوت احرونوت قال شارون "خطتي صعبة على الفلسطينيين. ضربة قاتلة. طبقا للعملية المنفردة لا توجد دولة فلسطينية. وهذا الحل قد يستمر سنوات كثيرة."
ويرحب الفلسطينيون بأي انسحاب اسرائيلي من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 والتي يرغبون في اقامة دولتهم عليها في المستقبل الا أنهم يقولون انه اذا لم تنسحب اسرائيل من الضفة الغربية بالكامل فالامل ضعيف في احياء خطة "خارطة الطريق" التي تدعمها الولايات المتحدة لاحلال السلام.
وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني ان خطة شارون يجب ان تكون جزءا من خارطة الطريق ورؤيتها لاتخاذ خطوات متبادلة لبناء الثقة تؤدي الى اجراء مفاوضات سلام واقامة دولة فلسطينية ذات مقومات للبقاء.
ويعيش نحو 7500 مستوطن يهودي في جيوب يصعب الدفاع عنها في قطاع غزة وسط 1.3 مليون فلسطيني. واظهر استطلاع للرأي ان نسبة كبيرة من الاسرائيليين يفضلون ازالتها. بينما يعيش نحو 200 الف مستوطن يهودي وسط مليوني فلسطيني في الضفة الغربية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)