كان من المستحيل على الملكة الراحلة اليزابيث الثانية التي توفيت يوم الخميس الماضي عن عمر ناهز الـ 96 عاما ان تنسى الشعب السوري، طوال حياتها، فقد رافقتها هداياهم وعطاياهم لها في اثمن واغلى ليالي العمر.
سورية اهدت لـ اليزابيث قماش فستان زفافها
قبيل حفل زفاف الملكة اليزابيث الثانية على الامير فيليب مونتباتن دوق ادنبرة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 خاطب القصر الملكي البريطاني السفارة السورية في لندن، وابدى رغبته ان يكون ثوب زفاف من القماش السوري الذي كانت تشتهر به الجمهورية العربية السورية وصيته يملء الدنيا.
سارع السفيرالسوري في لندن لنقل الرسالة الى رئيس بلاده انذاك شكري القوتلي الذي امر فورا بارسال 200 متر من القماش المسمى بروكار وهو نوع فاخر من القماش الممزوج بالذهب اشتهرت فيه سورية
ووفق المعلومات فان مصنع المزنر الموجود في منطقة باب شرقي التاريخية في العاصمة السورية قام بصناعة القماش، عليه 12 رسمة ، منها رسم لـ”عصفوري حب”، يقبلان بعضهما وهو ما يعرف اليوم بنقشة الملكة و نقلت هدية سورية الى لندن وتم تسليمه الى القصر الملكي البريطاني.
قام المصمم نورمان هارتنيل بتحويل القماش إلى فستان بطول بلغ 15 قدمًا، ونقش عليه تطريزات رائعة من الورود، وكأن إطلالة الملكة في حفل الزفاف تبث البهجة والأمل.
بعد الزفاف تم حفظ الفستان في المتحف الملكي في قصر باكينغهام، وقد قال هارتنيل، الذي كان مصمم البلاط منذ عام 1938، عن فستان الملكة إليزابيث «أجمل فستان صنعته حتى الآن».
ما هو البروكار الدمشقي؟
ويعتبر البروكار الدمشقي أشهر وأفخر أنواع الأقمشة والمنسوجات في العالم، ويصنع القماش الذي يعد معقداً ويتطلب حرفية عالية، من خيوط الذهب والفضة والحرير الطبيعي التي تنتجها دودة القز.. وتنفرد به العاصمة السورية دمشق منذ القدم وله حرفيوه وصُنَّاعه المتخصصون والمشهورون. ويقترن البروكار عالمياً باسم “دمشق”.
ويتم استخدام خيوط الذهب أو الفضة لرسم أشكال ورموز حيوانية أو نباتية أو حتى هندسية، بشكل معقد وأحيانا بسيط.
يصل عدد رسومات البروكار إلى نحو 200 رسمة، بعضها مكوّن من 7 ألوان كثافة الخيوط فيه 150 خيطًا في كل سنتيمتر، أو 5 ألوان، وكثافة الخيوط فيه 100 خيط في كل سنتيمتر.
