تعتبر قبيلة شمر التي يتحدر منها الرئيس العراقي الجديد غازي عجيل الياور، واحدة من اكثر القبائل العربية البدوية نفوذا ويتوزع أفرادها، وهم بالملايين، على عدد من الدول العربية، في الخليج والمشرق، كما ان هذه القبيلة أدت دورا اساسيا في تاريخ المنطقة.
ويقدر البعض أن عدد افراد القبيلة التي ينتشر ابناؤها من اليمن وسوريا مرورا بالامارات والسعودية والكويت بحوالى خمسة ملايين شخص يوجد نصفهم تقريبا في العراق حيث يمثل فخذ آل جربا شيوخ القبيلة. ويرجع اصل القبيلة الى القحطانيين في اليمن قبل ان يهاجروا الى الجزيرة العربية قبل الاسلام بمئات السنين. وكان وجودهم يتركز في منطقة نجد وهي المنطقة الوسطى من السعودية حيث توجد العاصمة الرياض قبل ان ينتقل عدد كبير منهم الى العراق، كما قال عبد الكريم الصالح العنيزي وهو مدرس تاريخ كويتي وباحث في شؤون القبائل العربية.
وأثناء وجودهم في العراق تحول البعض منهم الى المذهب الشيعي وهو ما يفسر ان قبيلة شمر هي القبيلة العربية الوحيدة تقريبا، التي ينتمي ابناؤها الى المذهبين السني والشيعي، وفقا للعنيزي.
وفي السعودية، شكلت عشيرة مهمة من قبيلة شمر وهم آل رشيد اول دولة للقبيلة في منطقة نجد وحائل في ما يعرف بجبل شمر وذلك بعد ان هزموا دولة آل سعود الثانية العام 1891. لكن آل سعود ثأروا من القبيلة بقيادة الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة السعودية الحديثة، عندما هزمهم بعد معارك طاحنة العام 1921.
الا ان الملك عبد العزيز تزوج على الاقل ثلاثا من نساء القبيلة، في بادرة للمصالحة، بينهن فهدة بنت العاصي آل شريم وهي والدة ولي العهد الامير عبد الله الذي تزوج بدوره من زوجتين من قبيلة شمر وله منهما اولاد. كما تزوج ولدان على الاقل من اولاد الملك عبد العزيز من نساء من قبيلة شمر، حسب العنيزي.
ومن الحكام الخليجيين الآخرين الذين تزوجوا من قبيلة شمر، رئيس الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وله ابناء من زوجته من قبيلة شمر.
وتشير بعض التقديرات الى ان هناك مئات الآلاف من قبيلة شمر يعيشون حاليا في منطقة حائل بالسعودية. ويوجد في الكويت حوالي 40 الف شمري نصفهم تقريبا كويتيون والباقي اما عراقيون او من فئة "البدون". وتوجد اعداد قليلة من افراد هذه القبيلة في الامارات وقطر والبحرين.
كما يعيش الآلاف من ابناء شمر في شرقي وشمالي سوريا على الحدود مع العراق وكان اجدادهم قدموا من العراق بعد ترحيلهم من قبل سلطات الاستعمار البريطاني. وفي العشرينات من القرن الماضي، اصبح عجيل الياور الجربا وهو جد الرئيس العراقي الجديد شيخ قبيلة شمر وذلك بعد ترحيل عمه عاصي الفرحان الى سوريا. وجمع عجيل الياور ثروة كبيرة بين الحربين العالميتين من وراء برنامج للاصلاح الزراعي في العراق ولكنه بقي معارضا للاستعمار البريطاني. وكان زعيما لكتلة نيابية في البرلمان العراقي قبل انقلاب عبد الكريم قاسم سنة 1958.