الحريري: انا حر في تحركاتي بالسعودية وساعود قريباً إلى لبنان

تاريخ النشر: 12 نوفمبر 2017 - 05:13 GMT
صورة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في بيروت
صورة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في بيروت

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأحد أنه سيعود "قريبا جداً" إلى لبنان في محاولة منه لوضع حد للغموض والتساؤلات التي تحيط بظروف وجوده في السعودية، التي قدم منها استقالته قبل أسبوع.

وفي مقابلة هي الأولى له منذ إعلان استقالته المفاجئة في الرابع من تشرين الثني/نوفمبر، قال الحريري أنه "حر" في تحركاته في المملكة، بعدما كانت الرئاسة اللبنانية تحدثت عن "حد" من حريته في السعودية.

وشدد الحريري على ان أهم اسباب استقالته هو عدم احترم سياسة النأي بالنفس في لبنان، مشيراً إلى أن التراجع عنها مرتبط بوقف حزب الله التدخل في الصراعات القائمة في المنطقة.

وفي المقابلة التي أجرتها قناة المستقبل اللبنانية من منزله في الرياض، قال الحريري "سأعود الى لبنان قريباً جداً لاقوم بالاجراءات الدستورية اللازمة (...) عودتي ستكون قريبة جدا، يومان أو ثلاثة".

وأضاف الحريري "أنا حر هنا واذا رغبت بالسفر غدا ساسافر".

ومنذ اعلانه الاستقالة يتم التداول بشائعات وسيناريوهات متعددة حول وجوده في "الاقامة الجبرية" أو توقيفه، ما دفع اطرافاً خارجية الى التعبير عن القلق.

ولم تمنع لقاءات عدة قام بها الحريري في السعودية التساؤلات حول حرية حركته. وعمت التساؤلات والشائعات الشارع اللبناني حول مصيره، واتهم حزب الله السعودية بكتابة نص الاستقالة و"اجباره" عليها.

وأكد الحريري بدوره "انا كتبت بيان الاستقالة بيدي وأردت احداث صدمة ايجابية".

وقبل ساعات من مقابلة الحريري، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون ان الظروف التي يعيشها الحريري "تحد" من حريته، معتبراً أن "كل ما صدر وسيصدر عن الرئيس الحريري من مواقف او ما سينسب اليه، موضع شكّ وإلتباس ولا يمكن الركون اليه او اعتباره مواقف صادرة بملء ارادة رئيس الحكومة".

ولم يقبل عون، الذي يجري منذ اسبوع اتصالات ومشاورات محلية ودولية، حتى الآن استقالة الحريري، على اعتبار أنه ينتظر عودته لاستيضاح الأسباب، ويبني بالتالي "على الشيء مقتضاه".

وتناقلت وسائل اعلام لبنانية وأجنبية عدة خلال الأيام الماضية روايات مختلفة حول طلب السعودية من الحريري الاستقالة.

- "النأي بالنفس" -
ومنذ التسوية التي اوصلته إلى سدة رئاسة الوزراء وتشكيله الحكومة في أواخر 2016، شهد لبنان هدوءاً سياسياً نسبياً.

لكن الحريري قال انه طوال الفترة الماضية لم تطبق سياسة النأي بالنفس التي اتفق عليها الأفرقاء اللبنانيون، وهذا ما دفعه الى الاستقالة، منتقدا الدور الذي يلعبه حزب الله في نزاعات مختلفة في المنطقة على رأسها سوريا واليمن.

وقال الحريري "النأي بالنفس هو الأساس لمصلحة لبنان"، متسائلاً "خلال تجربتنا، هل حدث نأي بالنفس فعلياً (...) الجواب كلا".

وأضاف ان التراجع عن الاستقالة يبقى مرتبطا "باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة" في اشارة الى تدخل حزب الله في نزاعات عدة في المنطقة.

وطالما شكل لبنان مسرحاً لصراعات في المنطقة، ويجمع محللون على ان التطورات الاخيرة فيه تعكس تصاعد التوتر الايراني السعودي.

ويُعد الحريري حليفاً للرياض التي كانت تقدم المساعدات على نطاق واسع للبنان لدعم موقف حلفائها.

ويتلقى حزب الله دعماً سياسياً وعسكرياً كبيراً من إيران، وهما يساندان النظام السوري في الحرب الدائرة على أرضه.

ورفض الحريري على الدوام مشاركة حزب الله عسكريا في الحرب السورية.

- علاقات "ممتازة"-
وشهدت الاسابيع الاخيرة تصعيداً كلامياً شديدا بين الرياض وطهران على خلفية نزاعات المنطقة التي يدعمان فيها اطرافاً متناقضة، من اليمن الى البحرين وسوريا.

وقال الحريري "لا يمكن أن نكمل في لبنان بطريقة تتدخل فيها أيران بكل هذه الدول العربية ويكون هناك فريق سياسي يتدخل معها".

ولكنه شدد على ان "استقرار لبنان واقتصاده وحريته امور اساسية للسعودية".

وأكد على ان علاقته بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان "ممتازة"، وذلك ردا على المعلومات حول الحد من حرية تحركه في المملكة.

وقال ان العلاقة مع ولي العهد "ممتازة ومميزة" واللقاءات معه "كانت أكثر من ودية"، مضيفاً "انا اعتبره اخا لي، وهو يعتبرني اخا له". ودعا الجميع الى "عدم محاولة التدخل" بهذه العلاقة.