تحدى المطارد إبراهيم النابلسي، القيادي في كتائب شهداء الأقصى، اليوم الأحد، قوات جيش الإحتلال الاسرائيلي، بظهوره علنا خلال مشاركته في تشييع جثماني الشهيدين محمد بشار عزيزي، وعبد الرحمن جمال صبح، اللذين استشهدا خلال المواجهات التي شهدتها البلدة القديمة في مدينة نابلس فجر اليوم.
وانتشر مقطع فيديو لهتاف الشبان لحظة خروج المطارد ابراهيم النابلسي من المنزل الذي تم استهدافه في البلدة القديمة .
وعقَّبت قناة “كان” العبرية، اليوم الاحد، على ظهور المقاوم إبراهيم النابلسي، أثناء تشييع جثامين شهداء نابلس، مشيرة إلى أنه تحدى الجيش، الذي يبحث عنه وخصصت العملية العسكرية لأجله، بمشاركته في تشييع رفاقه الشهداء.
وقالت القناة، إن النابلسي كان هدفًا للاغتيال، ووصفت القناة ظهور النابلسي في الجنازة وهو يحمل سلاحًا ويودع أصدقاءه خلال تشييعهم، بدون أي خوف وفي وضح النهار محاطًا بمئات الفلسطينيين، في صورة تحدٍ لجيش الاحتلال.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، صباح اليوم الأحد، إن حكومته “لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تنتظر إصابة وتعرض إسرائيليين للأذى بل ستبادر وتؤذيهم في منازلهم”.
وكانت قوات إسرائيلية خاصة، قد اقتحمت حي الياسمينة بالبلدة القديمة من نابلس، وحاصرت منزلا وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل “الإنيرجا”، ما أدى الى استشهاد الشابين العزيزي وصبح، واصابة 10 مواطنين بالرصاص الحي أحدهم بحالة حرجة.
ونشرت ما تسمى بقوات اليمام في جيش الاحتلال، صورة لأسلحة وعبوات ناسفة، زعمت أنها عثرت عليها من داخل المنزل الذي حاصرته في نابلس لعدة ساعات، وارتقى بداخله الشهيدين عبود صبح 29 عاما ومحمد العزيزي 22 عاما.
وزعم جيش الاحتلال أنه بعد الانتهاء من تبادل إطلاق النار في محيط المنزل، تم اقتحامه والعثور على العديد من الأسلحة والعبوات الناسفة.

وقالت كتائب شهداء الأقصى في بيانٍ لها صباح اليوم: نجدد التزامنا في كتائب شهداء الأقصى بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، ووقوف مقاتلينا سداً منيعاً في قوات الاحتلال الصهيوني ، وسنحمي أبناء شعبنا مهما كلفنا ذلك من ثمن، ونؤكد أننا سنبقى على جهوزية عالية للتصدي لقوات الاحتلال وإجرامه بحق أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ونعلنها أن المدن الفلسطينية ، ستبقى قلعة شامخة في وجه الاحتلال النازي، وسنواصل كفاحنا الثوري حتى تحرير أرضنا من هذا الاحتلال المجرم

واقتحمت قوات الاحتلال في ساعات الفجر الأولى، حارة الياسمينة في البلدة القديمة بنابلس ، معززة بالآليات العسكرية، فاعتلت القناصة أسطح المنازل في حي رأس العين المطل على البلدة القديمة، فيما حلقت الطائرات المسيرة والاستطلاع فوق المدينة، كما داهمت قوات الاحتلال المدينة عبر الزي المدني وأخرى عبر شاحنات نقل للتنويه.

المحلل السياسي عمر جعارة، أكد أن ماجرى اليوم في نابلس أظهر ارباكاً لدى الاحتلال، حتى المعلومات التي تم تداولها بشأن أعداد الشهداء والجرحى وأسماء المطلوبين.
وأوضح أن الاحتلال استخدم في نابلس كافة أنواع الأسلحة من قنص وقصف وإطلاق نار وقناصة ومسيرات، فقصف البلدة القديمة بنابلس صاحبة التراث الحضاري والمكتظة بالسكان.
وأشار جعارة إلى أن الاحتلال فشل في مهمته التي جاء من أجلها، ولم يكسب من هجومه على نابلس، ولم يكسب من عدد الشهداء الكبير، رغم استخدامه الكم الكبير من السلاح الذي يحاول الاحتلال دوماً أن يجربه على الفلسطيني بسبب وبدون سبب.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي أن مراكز المقاومة في الضفة تنتقل من مخيم لمخيم ومن مدينة لأخرى دون توقف.

وقال الريماوي:”إن الاحتلال يسعى لإخضاع مناطق الضفة المحتلة، لكنه لم ينجح على مر السنوات الماضية، ويسعى جاهداً لملاحقة المطاردين تحديداً في جنين ونابلس وطولكرم.”
وأكد أن الاحتلال يعتبر منطقة البلدة القديمة، التي اقتحمها الليلة الماضية بالأخطر في نابلس.
وأضاف الريماوي أن الاحتلال وقيادته في مأزق كبير، لأن حالة المقاومة في تصاعد كبير بالضفة الغربية.