عمان جديدة "مجهولة" ستكون خارج العاصمة الحالية، أعلنت عنها الحكومة الأردنية بطريقة "تمرير" على هامش لقاء رئيس الوزراء هاني الملقي الأسبوع الماضي بمجموعة من الإعلاميين، ضمن حملة ترويج للقرارات الاقتصادية التي ستتخذها الحكومة ومن بينها رفع دعم الخبز.
اكتفى الملقي بالقول إن "الحكومة أنهت المخطط الشمولي المبدئي لمدينة عمان الجديدة"، ومن ذلك الحين، بدأ الأردنيون يتكهنون بشكل وموقع عمان الجديدة، ليأتي الناطق باسم الحكومة محمد المومني ويزيد من حيرة الأردنيين عندما قال في لقاء تلفزيوني السبت الماضي، إن "خمسة أشخاص فقط يعلمون مكان عمان الجديدة".
تعاني مدينة عمّان من حالة ازدحام شديدة جدًا وضغط كبير على البنية التحتية، ويعيش فيها اليوم نحو خمسة ملايين نسمة على الأقل. ويقول الخبراء إن بنيتها التحتية يمكنها أن تخدم ثلاثة ملايين نسمة بحد أقصى، وهو وضع يشكل تحديًا لإدارة البلدية ومؤسسات الحكومة، وبهذا الشأن يقول المهندس المعماري وخبير التخطيط الدكتور سفيان التل: "عمان القديمة عبارة عن مجموعة أخطاء تنظيمية، تحتاج إلى مليارات لإنقاذ الوضع القائم حاليًا، والهرب من هذه الاخطاء إلى عمان جديدة سيضيف أعباء مالية كبيرة لا حدود لها، كون الحكومة عاجزة عن تنظيم المدينة الحالية".
فهد الخيطان الكاتب في جريدة الغد متسائلًا عن تكاليف المدينة:" من أين ستأتي الحكومة بالأموال اللازمة لتنفيذ المشروع وهي تشكو الطفر؟ السؤال مشروع، لكن من الواضح ان المشروع برمته يقوم على مبدأ الشراكة مع القطاع الخاص، كسائر المشاريع المطروحة حديثًا. وليس على الحكومة من مسؤوليات سوى تجهيز البنية الأساسية للإعمار والبناء، وحتى هذه يمكن أن يتولاها القطاع الخاص أيضًا".
ورئيسة تحرير ذات الصحيفة تقول في مقالتها بعنوان "ما الذي أعطب الفكرة؟" متحدثة عن الهجوم الذي شنه الرأي العام على فكرة "عمان جديدة" يعود للطريقة التي تقدم بها الخبر للمواطن "الفاقد للأمل"، في ظل وجود أزمة ثقة بينه وبين حكومته، وكتبت: " "التخبط ليس فقط عند المتلقي، بل عند المسؤولين الذين قادهم عدم توفر المعلومات والاستيعاب الكافي للفكرة لعديد تصريحات كلها لم تفِ بالغرض ولم توضح الفكرة بل زادتها غموضا، مثل: أن خمسة فقط يعلمون عنها، وأنها تقوم على أراضي خزينة محاطة بأراضي خزينة"
تبقى الأسئلة الأبرز هي ما توجه به النائب الأردني معتز أبو رمان لرئيس الحكومة وقال: "أين تقع عمان الجديدة ؟! ومن هم الخمسة الذين يعلمون مكانها ؟ وما هي المهام و الخطة الموضوعة لإنشائها؟" لعله يجد جوابًا يروي فضول الأردنيين.