هدد رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر بالتصدي المسلح للاميركيين ملوحا "بذكرى ثورة العشرين" و "الانتفاضة الشعبانية" في معرض رده على رفض الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر ان يكون "الاسلام المصدر الوحيد للتشريع" في هذا البلد.
وافاد بيان للمركز الاعلامي للصدر "نحذر وننصح الجميع بان الشعب العراقي رغم انه يمر بين فترة واخرى في شبه سبات ينتظر ويتربص الا ان له القدرة على الانقضاض على اعدائه فما زالت ذكرى ثورة العشرين ماثلة وما الانتفاضة الشعبانية عنا ببعيدة".
يشار الى "الانتفاضة الشعبانية" اسم اطلق على تحرك الشيعة عام 1991 ضد حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كونها انطلقت في 15 شعبان.
واضاف البيان "نعتبر التصريحات تدخلا سافرا ومقيتا في الشأن الوطني ونلفت الى ان وقوع العراق، للاسف، تحت الاحتلال لا يكفي كمبرر للتدخل في ارادة العراقيين".
وكان بريمر اعلن اثناء زيارته مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) الاثنين انه "لن يقبل باي دستور يجعل من الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع كما يطالب بعض اعضاء مجلس الحكم".
واوضح انه ورد في مشروع لقانون ادارة الدولة ان "الاسلام دين الدولة العراقية واحد مصادر القانون. وليس ذلك كما القول بانه المصدر الرئيسي للتشريع".
وتابع البيان ان "هذه التصريحات تبين العداء الشديد للاسلام ومحاولة الالتفاف على تطلعات العديد من العراقيين الى دستور يستند الى الاسلام كمصدر رئيسي في تشريعاته" مشيرا الى "الهوية الاسلامية للشعب العراقي رغم ان العديد منهم لا يلتزمون في سلوكهم بتعاليم الدين".
واثارت تصريحات بريمر انتقادات رجال دين من الشيعة، وقال صدر الدين القبانجي ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) "اليوم السلطة ملك للشعب وهذا يعني اننا غير ملزمين بالمفاهيم المستوردة من الخارج على بعد آلاف الكيلومترات من هنا".
ومن جهته، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني في كربلاء ان "الاسلام هو الاساس للتشريع وهذا حق طبيعي كوننا غالبية مسلمة مقابل قلة من الديانات الاخرى".
واضاف "يجب الا ننسى مسالة مهمة، فلا يحق لاحد ان يتدخل في مفردات الدستور الا الشعب العراقي (...) واوضحت المرجعية العليا اصرارها على صوغ الدستور من قبل لجنة ينتخبها ابناء الشعب".