عمان – البوابة - وسام نصر الله
كشفت الفنانة والباحثة الموسيقية اللبنانية عبير نعمة النقاب عن استكمال مشروعها الفني مع الفنان مارسيل خليفة، الذي بدأ بألبوم "غني قليلا"، عبر تقديم مجموعة أخرى من الأغاني بألبوم جديد.
وأكدت الفنانة نعمة في تصريحات ل"البوابة" اعتزازها بالتجربة الغنائية مع "خليفة"، وأن مشروعها الفني مع مارسيل يشتمل على 22 أغنية، تقدم عبر ألبومين غنائيين.
وقالت الباحثة الموسيقية : "أرتأيت والفنان "خليفة" أن نباعد بين اصدار الألبومين، لنترك مساحة جيدة من الوقت للجمهور للاستمتاع بكل عمل بشكل منفصل، وأن يأخذ حقه ووقته".
وحول تجربتها مع الفنان "خليفة" قالت "نعمة" ل"البوابة": "موسيقى مارسيل أخذت صوتي لمكان آخر، كما أن الصوت أخذ الموسيقى لمكان مختلف.. ومن هنا كانت التجربة المهمة والثرية مع الفنان الكبير مارسيل، فكان اللقاء انسانيا وموسيقيا ومن الإنجازات المهمة التي اعتز بها في مسيرتي الفنية".
وأضافت: "العمل مع مارسيل في "غني قليلا" لم يكن سهلا، لاعتبارات عدة منها، أن القطع الموسيقية مسجلة مسبقا، وهي ليست لصوت نسائي، وكان المطلوب مني أن أضع صوتي على تلك المقطوعات، وبالتالي مسألة التأقلم مع الطبقات الموسيقية والنمط، كانت بحاجة إلى جهد وقدرة عالية للموائمة بين كل تلك الأشياء معا".
وأعربت الفنانة اللبنانية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الأربعاء في العاصمة عمان على هامش مشاركتها في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته ال34، عن سعادتها للمشاركة في المهرجان، مؤكدة القيمة الثقافية والفنية ل"جرش" والمكانة المميزة التي يحظى بها على مستوى العالم العربي.
وقالت "نعمة" التي تشارك لأول مرة في "جرش"، وتحيي أمسية غنائية مساء الجمعة على "المسرح الشمالي" في المدينة الأثرية، أن دورة المهرجان لهذا العام تحمل قيمة نوعية ومضافة، تركز كثيرا على التنوع في الذائقة الفنية والموسيقية، والإهتمام بالمواهب، مثنية بذات الوقت على إدارة المهرجان وحرصها على تنويع المسارات الغنائية الراقية.
وتمتلك عبير نعمة تجربة فريدة من نوعها على مستوى العالم العربي تتمثل بتقديمها أغاني ب25 لغة مختلفة، وفي سؤالها عن أكثر اللغات التي استوطنت صوتها والموسيقى التي أسرتها، قالت الباحثة اللبنانية ل"البوابة": "العلاقات الانسانية التي كنت انسجها في البلاد التي أزورها، كانت تجعلني أحب الغناء بلغتها، لذلك لا أستطيع القول أن هناك بلاد موسيقاها أجمل، لأن كل موسيقى لها جمالياتها الخاصة".
وتابعت نعمة: "الموسيقى بشكل عام ترتبط بالقصص والحكايا التي نراها على الأرض من رقص وغناء وأحاديث، ولكن الموسيقى التي شعرت بجمالها العالي والخارق، وفاجأتني كثيرا خاصة لجهة الصوت كانت الموسيقى الهندية والأذرية والإيرانية، كما أنني أحببت كثيرا الموسيقى الاسبانية واليونانية"
وفي سؤالها عن علاقة الأيديولوجيا بالفن قالت الفنانة اللبنانية: "العلاقة بين الأيديولوجيا والفن وثيقة ، لأن الموسيقى تحدد هوية الشعوب، فهي الهوية الكبرى بالنسبة لي، ومنها ننطلق، فعلى سبيل المثال عندما نتحدث عن السيدة فيروز أو الأستاذ الكبير الفنان الراحل وديع الصافي، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن لبنان، لذلك السياسيين يرحلون ويبقى الفن الذي يكتب قصة الشعوب".
عبير نعمة حاصلة على شهادة الدراسات العليا في العلوم الموسيقية، والدبلوم في الموسيقى الشرقية، إضافة إلى إتقانها العزف على آلة "القانون"
والثقافة الموسيقية للفنانة اللبنانية أهلتها للإنتقال من المحلية للعالمية فغنت بسبع وعشرين لغة تحمل ألوانا موسيقية مختلفة، واستطاعت برهافة أحاسيسها أن تجعل من الموسيقى لغة مشتركة بين الشعوب، وهمزة وصل بين مختلف الثقافات، ومن الأدلة على ذلك إشادة رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي، بالفنانة اللبنانية عندما أدت نشيد "Vaishnav Jan To" باللغة الغواجاراتية، والذي كان يعتمده المهاتما غاندي في صلواته.
الباحثة الموسيقية الحائزة على جائزة "الموريكس دور" ثلاث مرات، أبهرت متابعيها بعملها الوثائقي الضخم مع قناة الميادين "موسيقى الشعوب Ethnofolia" والذي حازت عنه على الجائزة سابقة الذكر عام 2017، حيث تضمن العمل 40 حلقة إستوجبت فيها أن تغني بـ 25 لغة، لتكون الفنانة العربية الوحيدة التي تسجل هذا الانجاز.
عبير نعمة تنتقي كلمات أغانيها بعناية ولها شراكات غنائية وموسيقية مهمة، فلحن لها مروان خوري "وينك" التي حصدت لقب أفضل أغنية لبنانية لعام 2018 ضمن حفل جوائز الموريكس دور، تلك الأغنية التي قالت عنها الفنانة السورية أصالة: "سمعت أغنيه لأرهب وأعجب وأجمل وأرقى صوت بالعالم العربي ...إنّها كذلك عبيرنعمه، وينك."، مضيفة "عبير نعمه إعجاز مُبهر...جرأة وثقه بموهبتها لم نسمع لها مثيل ..عبير نعمه بالتأكيد أحلى منّي وأحلى منّ أحلى صوت سمعته في حياتي.. إنها معجزه."
وأبدعت الفنانة اللبنانية في نهايات 2018 بعملها الغنائي الاستعراضي الضخم "أبيض وأسود" والذي قدم على خشبة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت لخمسة أيام متتالية لشدة الإقبال الجماهيري عليه، معيدة الجمهور إلى الحقبة الحالمة للسينما العربية، فغنت بقالب مسرحي سينمائي موسيقي لمجموعة من أبرز فناني تلك الفترة، كشادية وأسمهان وعبد الحليم حافظ وغيرهم، لتكون التجربة الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي من حيث مزج المسرح والسينما.